منحى التضخم يواصل الهبوط في أوروبا

لندن - انخفض معدل التضخم في أوروبا في بداية العام الحالي، مما يعطى بعض الراحة للمستهلكين، ولكن لا يزال يتركهم في مواجهة أسعار أعلى.
قالت وكالة إحصاءات الاتحاد الأوروبي يوروستات الأربعاء إن “مؤشر أسعار المستهلكين للدول العشرين التي تستخدم عملة اليورو انخفض إلى 8.5 في المئة في يناير مقارنة بالعام السابق”، وذلك بعد أن بلغ التضخم السنوي 9.2 في المئة في ديسمبر الماضي.
ويتضمن التقرير أسعار المستهلك في كرواتيا، التي انضمت إلى منطقة اليورو في الأول من يناير 2023.
وبذلك يكون التضخم في أوروبا قد تباطأ للشهر الثالث على التوالي، حيث انخفض من أعلى مستوى قياسي بلغ 10.6 في المئة خلال أكتوبر الماضي.
واستمرت أسعار الغذاء والطاقة، التي كانت من العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع التضخم الأوروبي، في تغذية ارتفاع تكاليف المعيشة.
وانخفضت أسعار الغاز الطبيعي عن أعلى مستوياتها على الإطلاق في الصيف الماضي بفضل التدافع للعثور على الإمدادات خارج روسيا والطقس الشتوي المعتدل الذي خفف الضغط عن الطلب على الطاقة للتدفئة.
وأحدثت الحرب الروسية في أوكرانيا هزة في أسواق الغذاء والطاقة، وبينما تراجعت أسعار السلع الأساسية عن أعلى مستوياتها على الإطلاق في العام الماضي، لا يرى المستهلكون بعد ارتياحا في فواتير المرافق والبقالة.
وجعل اضطراب الطاقة ضغط تكلفة المعيشة أكثر إيلاما في أوروبا القارية والمملكة المتحدة مقارنة بالولايات المتحدة، مما أدى إلى احتجاجات وإضرابات من العمال في العديد من البلدان الذين يسعون للحصول على أجور تواكب التضخم.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات والتبغ بوتيرة سنوية 14.1 في المئة، بينما ارتفعت أسعار الطاقة 17.2 في المئة.
وظل التضخم الأساسي، والذي لا يشمل تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة، ثابتا عند 5.2 في المئة الشهر الماضي، مما يؤكد ارتفاع الأسعار أيضا للخدمات والسلع مثل الملابس والأجهزة والسيارات وأجهزة الكمبيوتر.
وأثر التضخم المتزايد على الاقتصاد الأوروبي، الذي حقق نموا بنسبة 0.1 في المئة خلال الربع الأخير من العام الماضي و3.5 في المئة لعام 2022 بأكمله. وقد تجاوز ذلك بالفعل التوسع البالغ 2.1 في المئة في نمو الولايات المتحدة والصين بنسبة 3 في المئة العام الماضي.
ولكن مع ارتفاع معدل التضخم إلى حد بعيد عن الهدف البالغ اثنين في المئة، سيواصل البنك المركزي الأوروبي رفع الفائدة، التي تجعل اقتراض الأموال أكثر تكلفة على المستهلكين للسيطرة على ارتفاعات الأسعار.
ويتوقع محللون أن يرفع المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة خلال اجتماع مجلس إدارته الخميس.