منتدى خليجي لبلورة آفاق صناعة البتروكيماويات

مسقط - تحاول صناعة البتروكيماويات الخليجية خلال منتدى في مسقط لبلورة آفاق هذا القطاع المهم، وخاصة في ما يتعلق بالأسمدة، في ظل تنامي الطلب عليها للمساهمة في تعزيز الغذاء وتنويع النشاط الاقتصادي وتوفير فرص العمل في دول المنطقة.
ويسلط منتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) في نسخته الـ18 الذي تنظمه مجموعة أوكيو العمانية، ويختتم الأربعاء بعد ثلاثة أيام من النقاشات الضوء على أحدث التطورات وتجارب الاستدامة والابتكار بمشاركة 2600 مشاركا من 43 دولة.
واعتبر عبدالرحمن الفقيه الرئيس التنفيذي لسابك السعودية، أكبر شركات القطاع في منطقة الخليج أن منتجات البتروكيماويات لها أدوار حاسمة للمرونة والابتكار والتعاون في التعامل مع المشهد الصناعي المتطور ككل.
وأكد الفقيه، الذي يرأس مجلس إدارة جيبكا خلال افتتاح المنتدى الاثنين على أهمية الجهود المتسقة لتعزيز الأهداف الاقتصادية لدول الخليج مع التركيز على إنشاء قطاع بتروكيماويات تنافسي عالميًا. وقال إن "جيبكا تعمل كمحفز للمبادرات على مستوى الصناعة التي تركز على الاستدامة وتوسيع السوق والتقدم التكنولوجي.”
ويعتبر القطاع محورا أساسيا في البرامج الإصلاحية لحكومات المنطقة، التي تهدف إلى تقليص الاعتماد على عائدات صادرات الطاقة وتوفير فرص عمل ودعم شبكات الموردين وتولد قيمة مضافة للاقتصادات الخليجية.
وعززت دول الخليج رهانها على هذا القطاع الواعد باعتباره أحد محركات التنمية المستدامة ولكونه يدخل في الإنتاج الزراعي، أحد أبرز القطاعات غير النفطية على مستوى العالم.
وتشير الإحصائيات التابعة لاتحاد جيبكا إلى أن المبيعات على مستوى الخليج بلغت أكثر من 100 مليار دولار خلال العام الماضي رغم انخفاض أسعار منتجات البتروكيماويات الصناعية.
واكتسب منتدى جيبكا السنوي، الحدث الرئيسي للاتحاد سمعته باعتباره التجمع الأول لصناعة الكيماويات والبتروكيماويات في منطقة الخليج العربي.
ومنذ إنشائه قبل 17 عاما، تطور المنتدى ليصبح حدثا محوريا في تقويم صناعة الكيماويات العالمية، وهو بمثابة منصة حاسمة حيث يجتمع محترفو الصناعة من جميع أنحاء العالم لتبادل المعرفة وتبادل الأفكار وبناء شبكات قيمة.
ويعتبر الاتحاد، الذي تأسس في 2006 ويضم في عضويته أكثر من 90 في المئة من منتجي البتروكيماويات والكيماويات الخليجيين، الهيئة التمثيلية لقطاع التكرير الأبرز في المنطقة.
ويقوم هذا الكيان الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط بدور رئيسي في صياغة السياسات الدولية والإقليمية ورعاية مصالح الشركات ودعمها لتحقيق تطلعاتها.
وتتوقع شركة الجزيرة كابيتال أن يحقق قطاع البتروكيماويات انتعاشا بحلول نهاية 2024، ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل أبرزها مشكلة الطلب، ومعظم الوكالة المعنية بالاقتصاد العالمي لديها تفاؤل بالنمو في العام المقبل.
وشدد علي السنيدي، رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في سلطنة عمان، على أهمية المنتدى لمناقشة أفضل السبل للحفاظ على الصناعات من خلال تكييف الاستدامة لتحسين القدرة التنافسية.
◙ 100 مليار دولار حجم مبيعات بلدان الخليج في عام 2023، بحسب إحصائيات اتحاد جيبكا
وأوضح أن هذه الصناعة تطورت بشكل ملحوظ، حيث تحولت التحديات إلى فرص، مع الدور الذي تقوم به الصناعات البلاستيكية في الأمن الغذائي والرعاية الصحية وغيرها.
ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى السنيدي قوله “لقد تمكن القطاع من التعامل مع المتغيرات والعولمة، وكذلك تغير احتياجات المنتجات والأمور المتعلقة بالطلب والعرض وسلاسل التوريد.”
وتفرض تحديات المناخ نفسها بقوة على المنتدى، حيث يشكل قطاع البتروكيماويات مسؤولا عن نحو 6 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ويرى السنيدي أن مخزونات الطاقة المتجددة ستقلل الانبعاثات بشكل كبير. ويتوقع اتحاد جيبكا أن يتضاعف الطلب على الأسمدة بحلول عام 2030 بأكثر من ضعفين نتيجة النمو الديموغرافي في العالم.
ومن المرجح أن تضيف صناعة الأسمدة الإقليمية ما يقدر بحوالي 8.1 مليون طن إلى إجمالي الإنتاج المقدر بحوالي 38.9 مليون طن، الأمر الذي سيعزز من مكانة هذه الصناعة ولتصبح مركز إنتاج مهم للأسمدة على مستوى العالم بأكمله مستقبلا.
ومع استمرار تزايد الطلب على الغذاء في جميع أنحاء العالم، فإن الحاجة ستكون أكبر إلى إنتاج المحاصيل الغذائية، حيث تعد منطقة الخليج منطقة مهمة لزراعة الأراضي الجافة.
وتظهر البيانات الرسمية أن الأراضي الجافة تشكل ما نسبته 40 في المئة من مساحة أراضي العالم. وفي المجمل، يعتمد مليار شخص على المحاصيل المنتجة من الأراضي الجافة في غذائهم اليومي.