منتدى أبوظبي للسلم: عالمية السلام لمواجهة عولمة الحرب

المنتدى الذي سينعقد في نوفمبر المقبل سيركز على الإطار العالمي، من خلال السعي لبناء الشراكات وتوسيعها انطلاقا من القناعة بأن السلم كل لا يتجزأ، وأي إخلال به تنعكس آثاره.
الاثنين 2022/08/22
نشر رسالة السلم والتعاون على الخير في العالم

أبوظبي – شدد الشيخ العلامة عبدالله بن بيه رئيس منتدى أبوظبي للسلم على أن "عولمة الحرب يجب أن تواجه بعالمية السلام"، وذلك خلال اللقاء التشاوري الذي عقده مجلس أمناء المنتدى أخيرا في العاصمة المغربية الرباط، بحضور أمين عام المنتدى وأعضاء المجلس من مختلف دول أفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

وحدد مجلس أمناء منتدى أبوظبي للسلم موعد عقد ملتقاه التاسع في العاصمة أبوظبي في نوفمبر المقبل. وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

ورحب الشيخ بن بيه بالمشاركين في الاجتماع، مثنيا على الجهود التي يقومون بها كل في مجاله في نشر قيم السلم والتسامح في العالم.

وأشار إلى أن اجتماع مجلس الأمناء يأتي للتفكير والتباحث حول موضوع ومحاور ملتقى منتدى أبوظبي للسلم في دورته التاسعة.

وأضاف إلى أن عنوان الملتقى القادم ينبغي أن يكون امتدادا لما بدأه المنتدى واستثمارا لتراكم نتائج عمله منذ تأسيسه سنة 2014، ومواصلة لرسالته وسعيه لأن يوفر فَضاء للعلماء والباحثين لنشر رسالة السلم والتعاون على الخير والإسهام الإيجابي في تصحيح المفاهيم، باعتماد المنهجية العلمية الصحيحة والرّصينة.

وأوضح أن تركيز المنتدى سيكون في الإطار العالمي من خلال السعي لبناء الشراكات وتوسيعها انطلاقا من القناعة بأنّ السلم كل لا يتجزأ وأي إخلال به تنعكس آثاره على كل العالم، لذا فإن "عولمة الحرب يجب أن تواجه بعالميّة السّلام".

واستمع المجلس إلى مداخلات من الأعضاء تضمنت مقترحات وأفكارا حول عنوان ومحاور الملتقى القادم، وطرح المتداخلون العديد من الموضوعات المهمة وذات الصلة بتعزيز السلم ونشر قيم التسامح والتعايش.

وأحيلت المقترحات إلى اللجنة العلمية في المنتدى للعمل على بلورتها وتطويرها، وقدمت اللجنة إحاطة حولها للمجلس في جلسة الاجتماع الختامية.

ويأتي عقد الملتقى التاسع لمنتدى أبوظبي في وقت يعيش العالم حربا عالمية بشكل مختلف، يتمثل في البعد الاقتصادي، أثرت سلبا على معظم دول العالم.

ورغم أن الحرب الروسية - الأوكرانية محدودة بين دولتين، لكن تأثيراتها الاقتصادية تنال الجميع، والدولة التي لا تستطيع دراسة هذه التأثيرات مبكرا ستتأثر تأثرا بالغا.

ويعتبر مجلس السلم، الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا له، أول كيان مؤسسي يهدف إلى توحيد الجهود في لمّ شمل الأمة الإسلامية وإطفاء الحرائق التي تجتاح جسدها وتهدد القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة وتشيع شرور الطائفية والعنف التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود.

وتعد الإمارات نموذجا للدولة التي تستقبل مقيمين من مختلف الأديان والمذاهب والطوائف والثقافات والعقائد، ليكون تعايشهم السلمي رغم اختلافهم أحد العوامل التي تجعل من الإمارات "واحة سلم وأمان".

وكانت للإمارات مبادرات عديدة في سياق إيمانها بقيم التسامح والسلم والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة واحترام الآخر، آخرها الزيارة التاريخية المشتركة للقطبين الدينيين الكبيرين البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى الإمارات في فبراير 2019، واحتضان العاصمة أبوظبي لقداس تاريخي بحضور البابا فرنسيس هو الأول من نوعه في المنطقة، إلى جانب تنظيم مؤتمر "الأخوة الإنسانية".

المبادرات الإماراتية المكرسة للتسامح والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات المختلفة جاءت في سياق إقليمي ودولي مأزوم بالنزاعات العرقية وتنامي الكراهية والعنصرية، والتي زادت مع ارتفاع موجات الهجرة بسبب الصراعات في مناطق عديدة من العالم، ومن بينها منطقة الشرق الأوسط.

ويشير تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن 89.3 مليون شخص اضطروا إلى مغادرة بلدانهم في 2021، بسبب العنف والتهديدات الأمنية التي يعانون منها، وأعمال العنف وتدهور وضع حقوق الإنسان في المناطق التي يعيشون فيها.

 ووصف نفس التقرير هذا الارتفاع بـ"الكبير" مقارنة مثلا بالعام 2011، إذ كان عدد اللاجئين والذين اضطروا إلى النزوح بالقوة 40 مليون شخص عبر العالم.