منتجو النفط يتجاهلون إيران ويتجهون لزيادة الإنتاج

فيينا – أكدت مصادر مطلعة أن وزراء الطاقة في الدول المشاركة في اتفاق خفض الإنتاج من داخل منظمة أوبك وخارجها اقتربوا من إقرار زيادة في إمدادات النفط رغم معارضة إيران، التي تخشى فرض قيود على صادراتها عند دخول العقوبات الأميركية حيز التنفيذ.
وحاولت كل من إيران وفنزويلا معارضة زيادة الإنتاج وأيدتهما بعض الدول مثل الجزائر والعراق، لكن مواقف الدول الرئيسية التي تساهم بمعظم خفض الإنتاج مثل السعودية وروسيا، كانت مصرة على زيادة الإنتاج.
وعقد المنتجون اجتماعات تمهيدية أمس قبل أن يعقدوا اليوم الاجتماع الوزاري الذي يضم الدول الأعضاء في أوبك وعشر دول أخرى تشارك في اتفاق خفض الإنتاج. وسيبحث الاجتماع مصير الاتفاق الذي أبرم قبل 18 شهرا لخفض إنتاج النفط وقدم دعما كبيرا لأسعار النفط.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في ندوة لأوبك في فيينا إن إنتاج مليون برميل إضافي في اليوم “يبدو هدفا جيدا” لتفادي حدوث نقص في النصف الثاني من العام الحالي.
لكن إيران تعارض بشدة إلغاء اتفاق خفض الإنتاج بسبب العقوبات الأميركية الجديدة على قطاعها النفطي بعد قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي.
كما تعارض دول عدة من المنظمة من بينها فنزويلا والعراق إجراء تعديلات كبيرة على اتفاق خفض الإنتاج نظرا لعجزها عن زيادة إنتاجها بشكل فوري.
وأضاف الفالح أن إفساح المجال أمام دول إنتاج كبرى على غرار السعودية بالتعويض عن نقص دول أعضاء أخرى “قد يكون مسألة تقنية لكن ربما لا يكون مقبولا سياسيا من دول أخرى”.
ومع دنو موعد الاجتماع الوزاري، يبدو أن الدول باتت قريبة من تسوية تحفظ ماء الوجه. وصرح وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أمام صحافيين “نأمل بالتوصل إلى اتفاق… العراق يحاول جاهدا التقريب بين المعسكرين”.
وقال مراقبون إن الدول المشاركة يمكن أن تقرر ببساطة الاتفاق على الامتناع عن تجاوز حصصها في التخفيض والالتزام بالهدف المتفق عليه بخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا.
واستبعد وزير النفط الإكوادوري كارلوس بيريز أن تتوصل دول منظمة أوبك وشركاؤها إلى اتفاق على زيادة في الإمدادات قدرها مليون برميل يوميا. ورجح أن يتم الاتفاق على زيادة بنحو 600 ألف برميل يوميا.
وتحجب الدول المشاركة في الاتفاق وعددها 24 دولة عن السوق أكثر من مليوني برميل يوميا بعد أن خفضت بعض الدول إنتاجها بأكثر من الحصص المقررة.
ووصلت نسبة الالتزام أحيانا إلى أكثر من 150 بالمئة، بحسب العديد من التحليلات والبيانات الرسمية.
وغالبية النقص في الإمدادات مردها فنزويلا، حيث انهار الإنتاج النفطي نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.
كما تراجع الإنتاج إلى حد كبير في ليبيا حيث ألحقت المعارك بين مجموعات مسلحة أضرارا بمنشآت نفطية أساسية.
وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قد اقترح في وقت سابق زيادة الإنتاج 1.5 مليون برميل يوميا، لكن محللين قالوا إنها محاولة لرفق سقف المطالب لضمان زيادة تقل عن ذلك.