مناورات عسكرية موريتانية على الحدود مع المغرب تقطع الطريق على أي مغامرة للبوليساريو

نواكشوط – يبدأ الجيش الموريتاني الاثنين مناورات عسكرية بمفرده قرب الحدود مع الصحراء المغربية، بعدما شهدت منطقة الصحراء الغربية تصعيدا عسكريا بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية.
وقال الجيش في بيان الأحد إن المناورات "زمور 2" ستجرى في محافظة ” تيرس زمور” بأقصى شمال موريتانيا لمدة أربعة أيام، خلال الفترة من 15 إلى 19 مارس الجاري، وتسعى لتعزيز قدراته الدفاعية والهجومية ومواءمة الوسائل البشرية والمادية، بما يمكن الجيش من مواكبة التطورات المتسارعة التي تشهدها أنماط القتال ووسائل الحرب.
وأوضح أن المناورات تهدف إلى توفير فرصة لتنفيذ وتطبيق مختلف أساليب القتال النمطية وغير النمطية، وتشغيل وتجريب مختلف الأسلحة والوسائل البرية والجوية للرفع من مستوى التنسيق وأداء القوات الجوية والوحدات البرية على الأرض، وبمشاركة مختلف أنواع الأسلحة.
وهذه هي أكبر مناورات عسكرية يجريها الجيش الموريتاني بمفرده، وتأتي ردا على عمليات اشتباك وقعت مع مقاتلي جبهة البوليساريو، وأخرى وقعت مع الجيش المغربي عن طريق الخطأ بسبب الاحتكاك الذي أصبح ممكنا بعد دخول الجيش المغربي إلى المنطقة منزوعة السلاح واشتباكه مع مقاتلي البوليساريو، ما دفع موريتانيا إلى تعزيز قدراتها الدفاعية في منطقة يتصاعد فيها التوتر.
وتأتي هذه المناورات في أعقاب تدخل الجيش المغربي في نوفمبر الماضي لتحرير معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا، بعد إقدام عناصر من البوليساريو على إغلاقه.
وكان الجيش الموريتاني دفع في نوفمبر الماضي بعدد من وحداته إلى منطقة “بولنوار” المتاخمة لمنطقة الكركرات على الحدود مع الصحراء المغربية تحسبا لمغامرة من جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، بعد تهديدات صدرت عن الجبهة الانفصالية بإغلاق المعبر الحدودي الذي افتتحه المغرب عام 2002 لإيصال منتجاته وسلعه إلى غرب أفريقيا عبر الأراضي الموريتانية.
وتواصل جبهة البوليساريو الانفصالية الترويج لوجود حرب بينها وبين المغرب، فيما ترفض المكاسب التي حققتها الرباط وفي مقدمتها اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، وتعزيز المغرب حضوره الدولي بفتح تمثيليات للدبلوماسيات الأجنبية في الصحراء، دعما لسيادته عليها.
وستشارك في "زمور 2" وحدات من التجمعات الخاصة للتدخل والمدفعية والطائرات المقاتلة والحوامات وطائرات الاستطلاع والإجلاء والنقل والإنزال، وكتيبة المظليين الأولى بالإضافة إلى المدرعات الخفيفة.
وكانت مصادر سياسية كشفت في تصريحات لصحيفة العرب في عددها الصادر الأربعاء 10 مارس الحالي، أن المناورات العسكرية الموريتانية تجري بتوافق على أعلى مستوى بين الرباط ونواكشوط، في إطار استيعاب الجانب الموريتاني للمتغيرات الواقعة على مستوى ملف الصحراء والدعم الدولي والإقليمي لسيادة المغرب على صحرائه.
وأوضحت تلك المصادر أن موريتانيا تقطع الطريق على أي مغامرة من طرف البوليساريو، وتؤكد استمرار التعاون الأمني والعسكري مع الرباط، الذي يعزز الشراكة بين البلدين بعيدا عن الصراع الإقليمي عبر ورقة النزاع المفتعل حول الصحراء.
وتشدد موريتانيا من حين إلى آخر على متانة العلاقات مع المغرب، ومنذ وصول الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إلى السلطة بدأت العلاقات بين الرباط ونواكشوط تشهد دفئا، عززتها منهجية دبلوماسية ساعدت على تجاوز مرحلة الجفاء مع المغرب خلال فترة الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز.