منافسة عالمية لاستقبال السياح وإنعاش الاقتصاد

ترقب أوروبي وحذر خليجي من وباء كورونا قبل فتح الحدود.
الجمعة 2021/05/28
سياحة بطعم الخوف من الوباء

تتنافس بلدان العالم المتعطشة لإنعاش اقتصادها على استقطاب السياح فيما تتباين خططها قبل إعادة فتح الحدود، حيث تترقب أوروبا تحركات دول البحر المتوسط المعتمدة على السياحة فيما يغلب الحذر على خطط دول الخليج في ظل استمرار المخاطر الصحية لجائحة كورونا.

الرياض - تتسابق البلدان في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا التي تعتمد على السياحة لإعادة فتح الحدود وإنعاش الاقتصادات التي دمرها الوباء.

ويقدر المجلس العالمي للسفر والسياحة أن هذا القطاع خسر ما يقرب من 4.5 تريليون دولار ونحو 62 مليون وظيفة العام الماضي. وقد خسرت الخطوط الجوية وحدها 126 مليار دولار العام الماضي وهي في طريقها لخسارة 48 مليار دولار أخرى هذا العام، وفقا لأكبر مجموعة تجارية لها.

ويمنح إطلاق اللقاحات ضد كوفيد – 19 المسؤولين الحكوميين في العديد من البلدان ثقة جديدة للترحيب بالزوار. لكن التوقيت أمر بالغ الأهمية.

وقالت فيرجينيا ميسينا، الزعيمة المؤقتة للمجلس العالمي للسياحة والسفر، إن “الصيف موسم قوي بالنسبة إلى معظم الأسواق، لاسيما أوروبا والمملكة المتحدة. ونأمل أن نشهد تخفيف القيود”.

وقد يصعب اتباع أي شخص يخطط لرحلة لمجموعة القواعد حول العالم. فلقبرص، على سبيل المثال، قيود مفروضة على البلدان التي تعتبر عالية الخطورة، حيث تطلب من الركاب القادمين إجراء اختبار قبل 72 ساعة من مغادرتهم والخضوع لاختبار جديد عند الوصول. كما يتعين عليهم، في قبرص، عزل أنفسهم حتى إصدار نتائج الاختبارات الثانية.

ويقول كونستانتينوس فيكتوراس، وهو المدير العام لفندق نيسيبلو الواقع بالقرب من شاطئ الرمال البيضاء الشهير في أيا نابا، إنه على الرغم من انخفاض معدل الإصابة في قبرص بشكل كبير في الأسبوعين الماضيين، إلا أن الأمور لن تكون واضحة بما فيه الكفاية لمنظمي الرحلات وشركات الطيران لزيادة الحجوزات حتى أواخر يونيو. وأكد أن “عدم اليقين كبير للغاية في الوقت الحالي”.

4.5 تريليون دولار قيمة خسائر قطاع السياحة والسفر العالمي خلال العام 2020

وقال سايمون وأغاثا غودوركيويتش من السويد، إنهما اختارا قضاء عطلة في الجزيرة بسبب التعب من الوباء، وأن الناس يريدون ببساطة الاستمرار في حياتهم والعودة إلى بعض مظاهر الحياة الطبيعية. وتابعت أغاثا “لقد سئمنا من حالة الفايروس. فقد كان الناس متخوفين في بداية الوباء لكنهم أصبحوا مذعورين أكثر من اللزوم الآن”.

ويطرح ذلك تساؤلات حول خطط هذه المناطق المختلفة لإعادة فتح حدودها وفي هذا السياق تسعى أوروبا للانفتاح ببطء، لتختبر صبر دول البحر المتوسط التي تعتمد على السياحة بشكل كبير، بما في ذلك اليونان وإسبانيا وتركيا.

لكن هذا يتغير الآن، حيث اتفق سفراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على إدخال الزوار الذين تلقوا تلقيحهم الكامل أو القادمين من قائمة موسعة من البلدان التي يعتبر مواطنوها آمنين. ولا يزال يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الموافقة على التغييرات، وليس من الواضح متى ستدخل هذه التوصيات حيز التنفيذ بالضبط.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الجمعة إن إسبانيا ستسمح للزوار البريطانيين واليابانيين بدخول البلاد اعتبارا من يوم الاثنين إذا تلقوا تلقيحهم. وسيشمل القرار أشخاصا من دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة ، في 7 يونيو.

وبدأ السياح بالفعل في الظهور في اليونان بعد أن قررت السلطات هذا الشهر قبول شهادات التطعيم والاختبار من دول الاتحاد الأوروبي و21 دولة أخرى.

وفي جزيرة ناكسوس اليونانية، بدأ أصحاب الأعمال في وضع الطاولات والكراسي، وغسل الأسطح الخشبية، وإعادة فتح الحانات الساحلية التي كانت مزدحمة قبل الوباء.

رهان على إنقاذ الموسم السياحي
رهان على إنقاذ الموسم السياحي

وقال ديميتريس ليانوس، رئيس بلدية ناكسوس “الناس هنا متفائلون، كانت هناك العديد من الحجوزات في الأسبوعين الماضيين. ويمكن أن نشهد عودة كبيرة للموسم السياحي حتى في النصف الأخير من العام. أتجرأ على قول ذلك”.

كما أعيد افتتاح كرواتيا، وهي واحدة من المواقع القليلة في أوروبا التي يسهل على الأميركيين زيارتها. وقد أعلنت خطوط دلتا الجوية والخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز) عن رحلات مباشرة من نيويورك إلى دوبروفنيك هذا الصيف.

أما في الشرق الأوسط وأفريقيا ففي ذروة الوباء العام الماضي، أغلقت الإمارات العربية المتحدة حدودها وأغلقت المطارات أمام المسافرين. ولا تزال العاصمة، أبوظبي، تتبع إجراءات صارمة بما في ذلك الحجر الصحي الإلزامي حتى بالنسبة للمقيمين العائدين من بعض البلدان وإن كانوا ملقحين بالكامل. لكن دبي، وهي أكبر مدينة في الإمارات العربية المتحدة، فتحت أبوابها للمسافرين منذ يوليو الماضي مع قيود قليلة تتجاوز اختبار كوفيد – 19 السلبي.

وتجذب دبي، التي تعتبر موطن أكثر المطارات ازدحاما في العالم للسفر الدولي، الزوار الفارين من الإغلاق في أوروبا مع الشواطئ المفتوحة والحانات والمسابح الفندقية والمطاعم ودور السينما والمتنزهات والمنتجعات الصحية مع قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء القناع.

وفي الأثناء، لا تسمح المملكة العربية السعودية، وهي أكبر دولة في الخليج، بدخول السياح إليها. وسيُسمح للمواطنين السعوديين، الذين مُنعوا إلى حد كبير من السفر منذ مارس 2020، بالسفر إلى الخارج اعتبارا من هذا الشهر إذا تلقوا اللقاح أو تعافوا مؤخرا من الفايروس.

وتحاول مصر جذب المزيد من السياح الأجانب حتى في الوقت الذي تتعامل فيه مع موجة جديدة من الإصابات. وأعفت الشواطئ والمقاهي والمطاعم المقيدة بالفنادق السياحية من قيود جديدة، مثل حظر تجول سابق وإغلاق الشواطئ والحدائق العامة خلال عطلة العيد. حتى أنها خفضت تكلفة التأشيرات السياحية، على الرغم من أنها لا تزال تتطلب اختبارا سلبيا قبل دخول البلاد.

10