منافسة حامية في حصاد صفقات معرض باريس للطيران

شركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات تستعيد صدارة المبيعات بعد تزعزع الثقة ببوينغ.
الجمعة 2019/06/21
إيرباص تنفرد بسماء معرض باريس

أكدت خلاصة بيانات صفقات شراء الطائرات في معرض باريس للطيران أن شركة صناعة الطائرات الأوروبية إيرباص، استعادت المركز الأول، كأكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم من حيث المبيعات.

باريس - أرجع محللون سبب تقدم شركة إيرباص في مبيعات الطائرات إلى تفوقها في سباق تطوير الجيل الجديد من طائرات الممر الواحد البعيد المدى، على منافستها بوينغ المشغولة بأزمة طائرات 737 ماكس وتأخيرات في تصنيع المحركات.

وقد حصلت الطائرة إيرباص أي 321 اكس.أل.آر، على تعاقدات لشراء 156 طائرة من قبل 7 شركات بينها “كانتاس أيرويز” الأسترالية وإنديغو بارتنرز الأميركية وأميركان إيرلاينز التي طلبت 50 طائرة من هذا الطراز الذي بدأت اختباراته العام الماضي وسيبدأ تسليم الطائرات عام 2024.

وأشارت وكالة بلومبرغ إلى أن هذه الطائرة تستطيع الطيران لمسافة أطول من منافستها الأميركية بوينغ 737 ماكس، التي تحاصرها المخاوف بشأن عوامل السلامة والأمان بعد تحطم طائرتين من هذا الطراز خلال أقل من 6 أشهر.

وقال كريستيان شيرر مدير مبيعات إيرباص إن “العداد يواصل العد” في إشارة إلى تدفق الطلبيات على الشركة خلال الاحتفال بصفقة إنديغو بارتنرز، لكنه لم يكشف عن إجمالي التعاقدات. وقال إنه ينتظر حتى نهاية المعرض.

وذكرت بلومبرغ أن إيرباص حققت مبيعات تزيد على 40 مليار دولار خلال معرض باريس، في حين حققت منافستها الأميركية بوينغ مبيعات قدرها 36 مليار دولار.

200 طائرة طلبية حصلت عليها بوينغ من طائرة 737 ماكس رغم منعها من الطيران

وتعتزم إيرباص من خلال أي 321 اكس.أل.آر، خدمة الرحلات الجوية الطويلة جدا بطائرة ذات سعة أقل من الطراز السابق، بما يصل إلى 240 مقعدا، لكنها تستطيع الطيران لمسافة 8700 كيلومتر خلال 9 ساعات، بفضل اتساع خزاناتها.

وسوف تتيح الطائرة إمكانية فتح خطوط جديدة بين المدن الثانوية مع طائرة ذات ممر واحد، أقل كلفة ويسهل ملء مقاعدها وبالتالي أكثر ربحية.

وتقدمت إيرباص في تلك الفئة من طائرات المسافات المتوسطة والطويلة، على منافستها بوينغ، التي أجلت احتمال الإعلان عن طائرة جديدة في تلك الفئة حتى العام المقبل.

وكانت مفاجأة معرض باريس بحصول بوينغ على طلبية عملاقة على شكل خطاب نوايا من مجموعة إنترناشونال إيرلاينز البريطانية لشراء 200 طائرة من طراز 737 ماكس، رغم أنها لا تزال ممنوعة من التحليق منذ مارس الماضي.

وأعطت الصفقة جرعة أمل للشركة الأميركية لاستعادة الثقة خاصة أن مجموعة إنترناشونال إيرلاينز تملك الخطوط البريطانية والإيبيرية وفيولنغ وإير لنغوس وليفل.

وفي سوق خدمات الطيران، الذي يعد جبهة رئيسية في المنافسة، أعلنت إيرباص أنها تقدم الآن عرضا شاملا لزبائنها يشمل، بين أمور أخرى، الصيانة والتدريب وإدخال تحسينات على الطائرات.

ويتوقع محللون أن يصل حجم هذه السوق في العام الحالي إلى نحو 160 مليار دولار وأن يتضاعف حجمه ويحقق لشركة إيرباص ما يصل إلى 4900 مليار دولار خلال الأعوام العشرين
المقبلة.

ومن بين الصفقات الأخرى اتفقت الخطوط الجوية السعودية على شراء طائرات إضافية من عائلة إيرباص، أي 320 نيو بقيمة 3.3 مليار دولار مع خيار لشراء ما يصل إلى 35 طائرة أخرى.

كما حظيت ذات الطائرة بصفقة مع شركة أكسيبيتر لشراء 20 طائرة وشركة تشاينا إيرلاينز التايوانية لشراء 11 طائرة بقيمة 1.4 مليار دولار وتأجير 14 طائرة أخرى.

ورغم الصفقات الكبيرة في معرض باريس إلا أن صحيفة فايننشال تايمز تقول إن الغيوم تخيم على صناعة الطيران بسبب تصاعد التوترات التجارية الأميركية الصينية وشبح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يزيد التكهنات بانحسار الطلب بعد عقد من الازدهار.

وأعلنت بوينغ الأسبوع الماضي أن تسليم الطائرات في الشهر الماضي تراجع بنسبة 50 بالمئة مقارنة بمستويات الشهر نفسه من العام الماضي، بسبب استمرار تعليق تسليم طائرات 737 ماكس منذ مارس الماضي، وهي الطائرة الأكثر مبيعا في تاريخ الشركة.

وقال ستيوارت هاتشر المدير التنفيذي في آي.بي.أي للاستشارات، إنه يعتقد أن صناعة الطيران “تستعد للهبوط” في أعقاب “عدد غير مسبوق من الطائرات المعادة من شركات طيران فاشلة”.

وخفضت الرابطة الدولية للنقل الجوي (إياتا) هذا الشهر توقعات أرباح شركات الطيران التجارية بسبب ارتفاع أسعار الوقود وضعف التجارة العالمية. ورجحت أن تحقق شركات الطيران أرباحا بقيمة 28 مليار دولار هذا العام، مقارنة بتوقعاتها السابقة البالغة 35.5 مليار دولار.

400 مليار دولار حجم مبيعات إيرباص في معرض باريس مقابل 36 مليار دولار لبوينغ

ويرى إريك بيرنارديني كبير خبراء صناعات الفضاء والطيران والدفاع في شركة ألكس بارتنرز الاستشارية، أن أزمة الطائرة بوينغ 737 ماكس “سلّطت الأضواء على صناعة ذات أداء جيد، لكنها تواجه مشكلات صعبة ومزمنة”.

وقال إنه “رغم الأداء القوي في جميع المجالات في الآونة الأخيرة، مع زيادة الميزانيات وأعداد الركاب، فإن أطراف هذه الصناعة يمكن أن يواجهوا مرحلة صعبة في السنوات المقبلة”.

وأشار إلى أن التحديات الرئيسية تتمثل في تراجع ثقة الزبائن نتيجة المخاوف المتعلقة بالسلامة وارتباك سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف الإنتاج، إضافة إلى زيادة التركيز على الهواجس البيئية.

وبعيدا عن معركة الطلبات، فقد هيمن محور كهربة الصناعة على معرض باريس للطيران، حيث سعت شركات تصنيع الطائرات الحالية والعديد من الشركات الناشئة إلى عرض نماذج أولية لطائرات كهربائية في إطار ضغوط عالمية وقواعد صارمة لخفض الانبعاثات.

10