ممارسات نقدية تحاول ربط الأدب بالأيديولوجيا وتحديد علاقته بالمجتمع

إنتاج الأدب والفن يُنتجُ أيديولوجية تمنح أعمال الفنان شكلا.
الثلاثاء 2023/04/18
الأدب ليس اجتماعيا بالضرورة (لوحة للفنان عمر فهد)

الدار البيضاء (المغرب) - يسعى كتاب “الأدب وعلم الاجتماع” للباحث عبدالجليل بن محمد الأزدي، إلى التقاط منحنيات وانعطافات الممارسة النقدية التي تتمحور حول الاهتمام بعلائق الأدب والمجتمع.

بوكس

وخلال ذلك، يتتبع الأزدي اللحظات المفصلية في هذا الشكل من النقد الأدبي، ابتداء من القرن التاسع عشر للميلاد حتى العقد الثاني من الألفية الثالثة، من سوسيولوجية الأدب إلى النقد الاجتماعي للنص، أي من مقترحات جيرمين دي ستايل وهي تدرُس الأدب في علاقاته بالمؤسسات الاجتماعية مطلع القرن التاسع عشر، وصولا إلى كلود دوشيه وبيير زيما وبيير بوبوفيش في مقترحاتهم بصدد تعريف النقد الاجتماعـي وتحديد جهازه المفاهيمي وطرائق اشتغاله وآفاقه الممكنة.

ويشير الباحث في كتابه، الصادر عن مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف بجامعة القاضي عياض، إلى أن أوغست كونت اقترح المقاربة التاريخية للفنون، تلك التي صيغت بالتفصيل في كتاب “فلسفة الفن” (1865) للناقد الأدبي هيبوليت تين، الذي حاول فيه تفسير العمل الفني في علاقاته مع الوسط الاجتماعـي لمُنتِجه.

ويتناول الأزدي كتابات الناقد الفرنسـي غوستاف لانصون التي سعت إلى الاقتراب من النصوص الأدبية لافتة الانتباه إلى فعل القراءةِ نفسِه.

 ورغـم قيمة هذه المقاربات وأهميتها من منظور النقد الاجتماعي، إلا أنها اتسمت بضعف منهجي وبانطباعية ذاتية وفقا لما يراه الباحث.

ويشير إلى أن النظريات الماركسية عن المجتمع والتاريخ والصراع الطبقي أسهمت في صياغة مقاربات اجتماعية تُفَتشُ عن صلاتٍ بين الأدب والصراع الطبقي والاقتصاد والأيديولوجية والتكنولوجيا.

 وفي هذا الأفق، تقع مداخلات لينين عن الأدب، وفيه كذلك انخرطت تحليلات جورج لوكاش ولوسيان غولدمان وثيودور أدورنو مُنَظّر مدرسة فرانكفورت، وكذا تحليل إيردمان ميرينغ، ثم تنظيرات بيير ماشري بخصوص الإنتاج الأدبي ومقترحات كلود دوشيه في شأن النقد الاجتماعـي وفرضيات بيير زيما التي أرست دعائم “الدلائليات الاجتماعية”.

ويرى الباحث أن هؤلاء المفكرين والباحثين يتقاسمون فرضية مقتضاها أن سياق إنتاج الأدب والفن يُنتجُ أيديولوجية مُحددَة تمنحها أعمال الفنان شكلا؛ أو أن تشكيلَ أيديولوجية معينة يمثل واحدة من وظائف الفن والأدب.

12