مليون عراقي في الخارج لن يشاركوا في الانتخابات

مفوضية الانتخابات تبرر إلغاءها تصويت عراقيي الخارج بمعوقات مالية وفنية وقانونية وصحية.
الثلاثاء 2021/03/23
مشاركة المغتربين العراقيين في الانتخابات.. جدل قديم يتجدد

بغداد - قررت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق الثلاثاء إلغاء تصويت عراقيي الخارج، المقدر عددهم بمليون ناخب، في الانتخابات العامة البرلمانية المقررة في العاشر من أكتوبر المقبل، بسبب معوقات مالية وفنية وقانونية وصحية.

وقالت المفوضية في بيان صحافي الثلاثاء إن "مجلس المفوضين قرر في جلسته الاستثنائية المنعقدة أمس (الاثنين) عدم إجراء انتخابات مجلس النواب لعراقيي الخارج المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر المقبل، وإن هذا الموعد حتمي لا يمكن تغييره من الناحية القانونية".

ويشار إلى أن انتخابات المغتربين في العراق محل جدل قديم، منذ انتخابات 2018، حيث سبق للبرلمان العراقي أن صوت لإلغاء انتخابات المغتربين، وذلك في مايو 2018.

وأوضحت المفوضية أن قانون انتخابات مجلس النواب العراقي 2020 نص على أن يصوت عراقيو الخارج لصالح دوائرهم الانتخابية باستخدام البطاقة البايومترية حصرا.

وأشارت إلى أنها واجهت عدة معوقات فنية ومالية وقانونية وصحية، أهمها أن "إكمال عملية تسجيل الناخبين العراقيين في الخارج بايومتريا بكافة المراحل تحتاج إلى 160 يوما تقريبا في الظروف المثالية، بينما المدة المتبقية هي 40 يوما فقط".

وذكر البيان أن وزارة الخارجية اعتذرت عن إجراء عملية التسجيل والاقتراع في السفارات والقنصليات العراقية لاستحالة إقامتها في المرحلة الراهنة ولهذه الدورة الانتخابية، إضافة إلى ما ستستغرقه عملية فتح حسابات جارية باسم مكاتب المفوضية في خارج العراق، وما يتطلبه ذلك من موافقات أمنية ومالية من تلك الدول.

وكانت المفوضية وجهت 75 دعوة لسفارات عربية وأجنبية ومنظمات دولية لمراقبة العملية الانتخابية.

وأكد البيان أن إجراء العملية الانتخابية في أماكن غير خاضعة للسيادة العراقية يجعلها خاضعة لقوانين تلك الدول، ولا ولاية للقضاء العراقي على المخالفات والتجاوزات التي قد تحصل خلال إجراء العملية الانتخابية.

ولفت إلى أن إرسال موظفي المفوضية إلى دول أخرى في ظل الظروف الصحية الحرجة المتمثلة بانتشار جائحة كورونا يعرض سلامتهم للخطر، وهو ما أوضحته الأمانة العامة لمجلس الوزراء وفقا لقرار اللجنة العليا للصحة والسلامة.

وقالت جمانة الغلاي المتحدث الرسمي للمفوضية العليا للانتخابات، لوسائل إعلام عراقية إن "عدد العراقيين في الخارج، ممن لن يستطيعوا المشاركة في الانتخابات رغم أهليتهم، يبلغ نحو مليون شخص بشكل تقديري".

وأضافت الغلاي أن "عدد الأحزاب التي ستشارك في الانتخابات بلغ  249 حزبا مسجلا، و58 حزبا قيد التأسيس، أما التي راجعت دائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية وقدمت طلب إبداء رغبة في المشاركة في الانتخابات فبلغ عددها 86 حزبا".

وأوضحت أن "العملية الانتخابية تحتاج إلى أموال طائلة ومجلس المفوضين ضغط النفقات للعملية الانتخابية، مما أثر على الحملة الانتخابية في مرحلة تسجيل الناخبين، لذلك جرى الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المختلفة لتوعية وتثقيف الناخبين".

ويشار إلى أن المفوضية العليا المستقلة قررت تمديد فترة تسجيل التحالفات السياسية حتى مطلع مايو المقبل.

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد طالب المفوضية العليا للانتخابات العراقية الجمعة بحسم موضوع انتخابات المغتربين، داعيا إياها إلى تولي كامل المسؤولية، بشأن أخذ القرار الملائم لحسم موضوع إجراء انتخابات الخارج.

وقررت الحكومة العراقية في 19 يناير الماضي تأجيل الانتخابات البرلمانية المبكرة لتجرى في أكتوبر المقبل، بدلا من يونيو، بناء على اقتراح مفوضية الانتخابات.

وفي يوليو الماضي حدد رئيس الوزراء العراقي السادس من يونيو المقبل موعدا لإجراء الانتخابات البرلمانية، وشدد على ضرورة المضي قدما لإنجاح الانتخابات المبكرة.

 وأكد أن "مفوضية الانتخابات بحاجة إلى دعم جهودها، وتذليل كل العقبات أمام احتياجاتها من الوزارات، وتجنيبها الإجراءات البيروقراطية والروتينية، لأجل إنجاح عملها".