ملك الأردن يحذر من تجاوز الخطوط الحمراء في القدس

الملك عبدالله الثاني يؤكد أن قيام انتفاضة جديدة قد يؤدي إلى انهيار كامل، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين.
الخميس 2022/12/29
مخاوف من استخدام القدس لأغراض سياسية

عمان - حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأربعاء من "تجاوز الخطوط الحمراء" في القدس، من بعض الجهات لإذكاء الصراع والعنف، مؤكدا المقدرة على التعامل مع هذا الأمر، ومشيرا إلى أنّ استغلال القدس لأغراض سياسية يمكن أن يخرج الأمور عن السيطرة بسرعة كبيرة.

وفي مقابلة مع شبكة "سي.أن.أن" الإخبارية الأميركية، نشرتها وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، أكد العاهل الأردني أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات، قائلا "نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس".

وعن عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة، قال ملك الأردن "للإسرائيليين الحق باختيار من يقودهم".

وأضاف "أعتقد أننا جميعا ناضجون، وحين ننظر إلى الصورة بشكل أوسع، فنحن جميعا على استعداد للمضيّ قدما. نحن سنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع جميع الأطراف معا".

وعن وجود بوادر انتفاضة ثالثة، قال العاهل الأردني "لا بد أن نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، وهذا أمر لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين".

وتابع "أعتقد أنّ الجميع في المنطقة قلقون للغاية، ومنهم موجودون في إسرائيل ويتفقون معنا على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك. هذا موضوع حساس وقابل للاشتعال، وإذا ما حصل ذلك، فلن نستطيع تخطيه في المستقبل القريب".

وأضاف "لطالما قلنا إنّ القدس يجب أن تكون مدينة تجمعنا، من منطلق حب الله وحب الجار. ولكن وللأسف، يتم استغلال القدس من المتطرفين من كل الجهات لإذكاء الصراع والعنف".

وأكد "نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس. ما يقلقني وجود تحديات تواجه الكنائس، بسبب السياسات المفروضة على الأرض، ونحن نتجه نحو العنف. إذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة".

واستطرد قائلا "نحن محظوظون في بلدنا وفي القدس، لأن لدينا أقدم مجتمع عربي مسيحي في العالم، وهم هنا منذ ألفي عام. وعلى مدى الأعوام الماضية، بتنا نلاحظ أنهم كمجتمع يتعرضون لضغوطات، وبالتالي فإن أعدادهم في تناقص، وهذا باعتقادي ناقوس خطر لنا جميعا".

وتابع العاهل الأردني "في السنوات القليلة الماضية، وكما شاهدت من أفعال داعش في سوريا والعراق، قمنا بتوفير الملاذ للمسيحيين العراقيين والسوريين هنا. وإذا لم يعد هناك مسيحيون في المنطقة، أعتقد أن هذا سيكون أمرا كارثيا بالنسبة إلى الجميع، فهم جزء من ماضينا، وجزء من حاضرنا، ويجب أن يكونوا جزءا من مستقبلنا".

وفي إجابته على سؤال بشأن ما إذا كان الوضع الراهن ودور الأردن بصفته الوصي على الأماكن المقدسة في القدس مهددين بسبب التوقعات المرتبطة بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، قال الملك عبدالله الثاني إن "هناك دوما أشخاصا يحاولون الدفع باتجاه ذلك، وهذا مصدر للقلق، ولكن لا أعتقد أن هؤلاء الأفراد تحت أنظار الأردن فقط، بل هم تحت أنظار المجتمع الدولي أيضا".

وأضاف "نحن نعيش في منطقة صعبة وهذا أمر اعتدنا عليه، وإذا أراد جانب ما أن يفتعل مواجهة معنا، فنحن مستعدون جيدا، ولكن أود دوما أن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس".

والأربعاء أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف أن حكومته المرتقبة ستعمل على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

ويؤكد إعلان نتنياهو مخاوف محلية ودولية من ازدياد وتيرة الاستيطان، في ظل حكومة يمينية يصفها كثيرون بـ"الأكثر تطرفا"، منذ إقامة إسرائيل عام 1948 على أراض فلسطينية محتلة.

ويصوت الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) اليوم الخميس على منح الثقة لتشكيلة حكومة نتنياهو، في استكمال لعودته إلى الساحة السياسية.