"ملك الأخبار الكاذبة" رئيسا لهيئة البث الإيطالية

مارسيلو فوا إلى جانب نشره للأخبـار والتقارير الزائفة على منصات التواصل، فهو من المعروفين بمعاداته للاتحاد الأوروبي.
الجمعة 2018/09/28
شعبويو إيطاليا يحكمون القبضة على الإعلام

روما – عينت الحكومة الإيطالية مارسيلو فوا مديرا لمؤسسة “راي” (راديو وتلفزيون إيطاليا)، في خطوة من شأنها إثارة مخاوف الاستقلالية لإذاعة الدولة الإيطالية.

وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن فوا، إلى جانب نشره بشكل مستمر للأخبار والتقارير الزائفة على منصات التواصل والمواقع الإلكترونية، فهو من المعروفين بمعاداته للاتحاد الأوروبي، ومعاداته لحقوق المثليين، ومعاداته للمهاجرين، ومعاداته لحملات التلقيح ضد الأمراض، ومناصرته للرأي العام الروسي.

وصوتت اللجنة البرلمانية التي تشرف على “راي” لصالح فوا في وقت متأخر من مساء الأربعاء، بعد أن تخلى حزب “سيلفا بيرلسكوني – فورزا إيطاليا” عن معارضته لترشيحه. وحث الاتحاد الصحافي في “راي” اللجنة على إجراء “تقييم متعمق لضمان شرعية” فوا.

وشملت القصص المزيفة التي شاركها فوا، تقريرا لحادث حصل خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث قيل إن هيلاري كلينتون شاركت في عشاء مع عباد الشيطان، وآخر عن خطة مفترضة لإسقاط دونالد ترامب، وقصصا أخرى يزعم فيها أن إعطاء اللقاحات للأطفال قد يثير “صدمة” في نفوس الصغار. وقالت مصادر في القطاع الإعلامي الإيطالي إن تعيين فوا من المرجح أن يدفع صحافيين في “راي” إلى الاستقالة، مخافة من “فقدان حرية التعبير”.

ويأتي تعيين فوا على رأس مؤسسة “راي” بعد أيام على حملة شنها أحد ركني الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا على الصحف متهما إياها بـ”تلويث النقاش” العام، مهددا بحرمانها من إعلانات الشركات العامة.

وقال دي مايو زعيم حركة 5 نجوم عبر فيسبوك “إن الصحف تلوث يوميا النقاش العام، والأسوأ أنها تفعل ذلك بفضل المال العام”.

وأضاف أن الميزانية الإيطالية القادمة “ستشهد خفضا للمساهمات العامة غير المباشرة (للصحافة)، ونحن بصدد إعداد رسالة إلى الشركات التي تملك الدولة مساهمة فيها لنطلب وقف الدفع للصحف”.

وحركة خمس نجوم، ومؤسسها بيبي غريلو، على قناعة بأن وسائل الإعلام التقليدية ترغب في إفشال تجربتها في الحكم بالتحالف مع حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني (يمين متشدد).

ويوجه دي مايو (32 عاما) ووزراء حركة خمس نجوم، وكذلك رئيس الحكومة جوزيبي كونتي وعدد من وزراء الرابطة، الانتقادات عبر فيسبوك وتويتر إلى الصحافة التقليدية وإلى ما تنشره، باسم الدفاع عن “الشعب” ضد “المنظومة القائمة”.

وقال دي مايو نائب رئيس الحكومة ووزير التنمية الاقتصادية “هذه ليست صحافة بل دعاية تعمل للدفاع عن مصالح نخبة صغيرة تعتقد أن بإمكانها الاستمرار بالتحكم” في البلد. وأضاف دي مايو “لا أقرأ الصحف الإيطالية بهدف الاطلاع على ما يحصل بل فقط لأفهم كيف يريدون مهاجمتنا”.

ودي مايو الذي أمضى ولاية واحدة نائبا معارضا قبل الوصول إلى الحكم، هو بحسب رافاييل لوروسو الأمين العام للفيدرالية الوطنية للصحافة الإيطالية “غير معتاد على ضغط الصحافة وواقع أن الصحافة حرة”.

وأضاف لوروسو أن دي مايو، وماتيو سالفيني وهو صحافي سابق في إذاعة الرابطة، “يفضلان الشبكات الاجتماعية لأنهما بذلك يتوجهان مباشرة إلى أنصارهما ويمكنهما أن يقولا ما يناسبهما”.

ويكثف السياسيان طوال اليوم نشر أشرطة الفيديو عبر فيسبوك والرسائل عبر تويتر.

وفي مقابلة حديثة قال سالفيني إن ثماني ملايين شخص شاهدوا أشرطة الفيديو التي نشرها عبر فيسبوك، معلقا “هذا رقم يفوق بكثير ما يمكن أن أحصل عليه من وسيلة إعلامية تقليدية”.

وهذا الهجوم المستمر من زعيم حركة تدعو إلى الديمقراطية المباشرة عبر الإنترنت وتنتقد باستمرار “الأخبار الزائفة” للصحف الكبرى، يثير القلق في أعلى هرم الدولة.

وانبرى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا السبت مدافعا عن الصحافة، وأكد في رسالة وجهها إلى صحف صقلية أن “حرية الصحافة غير المشروطة تشكل مفتاح الديمقراطية وعنصرها الأساسي”.

18