ملكة بريطانيا تدعو إلى توحيد الجهود لتخطي أزمة كورونا

الملكة إليزابيث الثانية تستعيد أيام الحرب وتقول للبريطانيين سنهزم كورونا ونلتقى مرة أخرى.
الاثنين 2020/04/06
القادم سيكون أفضل

لندن - في خطاب متلفز نادر لها، توجهت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، مساء الأحد، بالشكر للطواقم الطبية، التي تتولى التصدي لفايروس كورونا، داعية إلى توحيد الجهود من أجل تخطي الأزمة، ومتعهدّة "النجاح" في هذه المهمة.

واستلهمت أجواء الحرب العالمية الثانية وقالت للشعب البريطاني إن "الشعب سينتصر على فايروس كورونا إذا صمد في وجه إجراءات العزل" مضيفة "على الرغم ممّا تبقّى أمامنا من صعاب، يجب أن نشعر بالارتياح واليقين بأن القادم سيكون أفضل".

وفي خطابها التلفزيوني الخامس فحسب منذ جلوسها على العرش قبل 68 عاما، دعت إليزابيث البريطانيين إلى التحلي بعزيمة أسلافهم وإثبات أنهم في قوة الأجيال السابقة.

وقالت الملكة البالغة من العمر 93 عاما في كلمتها التي ألقتها من قصر ويندسور حيث تقيم مع زوجها الأمير فيليب (98 عاما) "نواجه هذا المرض معا وأود التأكيد لكم على أنه إذا ظللنا متحدين وصامدين فسنتغلب عليه".

وتابعت "سنلتقي مرى أخرى.. والأيام الأفضل ستعود من جديد" في إشارة مباشرة لأشهر أغنية بريطانية في سنوات الحرب في حقبة الأربعينات عندما كانت الملكة في سن المراهقة.

وأضافت "رغم التحديات التي واجهناها من قبل فإن هذا التحدي مختلف. إننا نتشارك هذه المرة مع جميع الأمم في جهد مشترك مستفيدين بإنجازات العلم الرائعة والحب الغريزي للتداوي. سننجح وسيُنسب هذا النجاح لكل واحد منا".

وأذيع الخطاب بعد ساعات من إعلان المسؤولين ارتفاع عدد وفيات المرض في بريطانيا في الأربع والعشرين ساعة الماضية بواقع 621 حالة إلى 4934 في ظل توقعات باستمرار ارتفاع أعداد الوفيات هذا الأسبوع.

ووجهت الملكة الشكر لمن التزموا بيوتهم وساعدوا بذلك في تجنيب الآخرين مشاعر الحزن التي تعيشها بعض الأسر بالفعل.

وأثنت كذلك على العاملين في مجال الرعاية الصحية لتفانيهم في العمل وامتدحت القصص "المؤثرة" لمن يوصلون الغذاء والدواء للمحتاجين في مختلف دول الكومنولث.

ولحماية الملكة الطاعنة في السن من أي خطر، جرى تصوير الخطاب في غرفة كبيرة لضمان وجود مسافة كبيرة بينها وبين المصور الذي ارتدى قفازات وكمامة وكان الشخص الوحيد في الغرفة معها.

وقالت إليزابيث إن الوضع الحالي يذكرها بخطابها الأول للأمة الذي ألقته عام 1940 عندما تحدثت هي وشقيقتها الراحلة مارجريت من قصر ويندسور وتطرقتا إلى الأطفال الذين جرى إجلاؤهم من منازلهم لتفادي الغارات الجوية لألمانيا النازية.

وأضافت أن الناس سيفخرون في المستقبل بطريقة تعاملهم مع مثل هذا التحدي ومواجهة ما جرى من تشويش على حياتهم.

وقالت "من سيأتون بعدنا سيقولون إن البريطانيين أبناء هذا الجيل كانوا في غاية القوة... وإن صفات الانضباط والعزيمة الهادئة المرحة والشعور بالآخرين لا تزال تميز هذا البلد. إن الافتخار بما نحن عليه لا يتعلق بماضينا فحسب بل يحدد حاضرنا ومستقبلنا".

ويأتي خطاب الملكة إليزابيث فيما لا يزال رئيس الوزراء بوريس جونسون في المستشفى يعاني من استمرار أعراض فايروس كورونا بعد عشرة أيام من إظهار الاختبارات إصابته على الرغم من أن مقر رئاسة الوزراء في داوننج ستريت قال إنه ما زال يتولى مسؤولية الحكومة.

وأضاف المصدر "رئيس الوزراء ما زال في المستشفى، قضى الليل في المستشفى".

ونقل جونسون إلى المستشفى ليلة الأحد لأنه ما زال مصابا بارتفاع في درجة حرارته وشعر أطباؤه بأنه يحتاج لمزيد من الاختبارات.

وقال مكتبه في بيان "بناء على نصيحة طبيبه، دخل رئيس الوزراء الليلة (الماضية) المستشفى لإجراء فحوص".

وأضاف "هذه خطوة احترازية إذ يستمر ظهور أعراض فايروس كورونا على رئيس الوزراء بعد عشرة أيام من الفحوصات التي أظهرت إصابته".

وأكد المكتب أن دخول جونسون إلى المستشفى لم يكن لحالة طارئة وأنه لا يزال يتولى زمام الأمور في الحكومة.

وقال مصدر إن وزير الخارجية دومينيك راب سيرأس اجتماع الحكومة الطارئ الاثنين بشأن مرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفايروس كورونا.