ملف سد النهضة على رأس مباحثات سودانية مصرية

مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل يلتقي البرهان وحميدتي وحمدوك في الخرطوم.
الثلاثاء 2021/01/05
دعم مصري للسودان

الخرطوم - التقى مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل رئيس مجلس السيادة بالسودان عبدالفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي"، على غرار رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في الخرطوم، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات ملف النهضة.

وقالت مصادر سودانية إن لقاء كامل والبرهان بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك في إطار جهود البلدين لتطوير العلاقات بينهما وتعزيز التعاون المشترك.

وتناولت اللقاءات ملفات التعاون الثنائي بين مصر والسودان في مختلف المجالات والتطورات الإقليمية ومستجدات ملف سد النهضة بعد مقاطعة السودان للاجتماع الثلاثي.

ورفض السودان الاثنين المشاركة في اجتماع ثلاثي مع مصر وإثيوبيا حول سد النهضة بسبب عدم إقرار مطلبه بخصوص تعظيم دور خبراء الاتحاد الأفريقي والمراقبين عبر اجتماعات ثنائية.

وقالت وزارة الري السودانية في بيان إنه استنادا إلى مخرجات الاجتماع الوزاري الثلاثي بين السودان ومصر وإثيوبيا حول ملء وتشغيل السد، الذي عقد الأحد، تقدم السودان بطلب لعقد اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الأفريقي والمراقبين مساء اليوم نفسه.

وأضافت "لم يتلق السودان ردا على طلبه، وبدلا عن ذلك تسلم دعوة لمواصلة التفاوض الثلاثي المباشر، مما دفع السودان إلى التحفظ على المشاركة في اجتماع الاثنين".

وشددت الخرطوم على تمسكها بالمفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي، إعمالا لمبدأ "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية"، على أن يلعب الخبراء دورا أكثر فعالية في تسهيل التفاوض.

وحسب بيان المجلس السيادي السوداني الصادر الاثنين، ثمن البرهان وأشاد خلال لقاء مدير جهاز المخابرات المصري، بدور مصر في دعم ومساندة السودان.

وجدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي دعم بلاده للسودان في كافة المجالات انطلاقا من الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري والسوداني، والروابط التاريخية التي تجمع شعبي وادي النيل.

وأعرب مدير المخابرات المصرية عن استعداد بلاده الكامل لمساعدة السودان لعبور المرحلة الانتقالية.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن حميدتي بحث مع كامل سبل دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين.

 

يشار إلى أن كامل أجرى في أكتوبر الماضي مباحثات بالخرطوم تناولت تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي مع البرهان وحمدوك.

وتخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد على مدار 9 سنوات، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت ومحاولة فرض حلول غير واقعية.

ولم تتوصل المحادثات الثلاثية السابقة إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل خزان سد النهضة الإثيوبي الذي يبلغ ارتفاعه 145 مترا.

ويثير السد مخاوف في مصر والسودان حول حصتيهما من مياه النيل، وعلقت المفاوضات جراء خلافات حول آلية تعبئة وتشغيل السد.

وتشارك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إضافة إلى الاتحاد الأفريقي في المفاوضات منذ مطلع العام الحالي عبر خبراء ومراقبين.

وترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديدا حيويا لها إذ يعتبر نهر النيل مصدرا لأكثر من 95 في المئة من مياه الري والشرب في البلاد.

وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعد الخلاف بشأن السد مع مواصلة إثيوبيا الاستعداد لملء الخزان الذي يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه.

ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة 4.9 مليار متر مكعب والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.