ملف المعتقلين والمفقودين على رأس جدول أعمال أستانة

دمشق- أعرب رئيس اللجنة العسكرية في وفد المعارضة السورية لمحادثات أستانة عن أمله في أن تشهد الجولة الجديدة من المحادثات تقدما لافتا في ملف المعتقلين والمفقودين.
واعتبر فاتح حسون أن الجولة التي ستنطلق الاثنين من المحادثات خطوة لابد من القيام بها سعيا لحل الأزمة السورية، نافيا وجود أي نية لأن تتطرق المباحثات في هذه الجولة لمقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستقدام قوات عربية تحل محل قوات بلاده في سوريا.
وقال حسون "لا يوجد بند في المباحثات يتعلق باستبدال القوات أو ما شابه، ومثل هذا الأمر لن يطرح في آستانة ولو بشكل غير مباشر، كون الدول التي يمكن أن ترسل قواتها ليست مشاركة أو راعية لهذه المباحثات، وبالتأكيد إذا كان هناك سعي جاد لهذا الهدف فسيكون له ترتيبه الخاص".
وتابع "رغم عدم ثقتنا بتجاوب الروس والإيرانيين وقبلهم النظام بهذا الملف، ستصر المعارضة مجددا على مناقشته وإحراز تقدم به. الملف كان طُرح بجولات سابقة وانتقل بالفعل إلى حيّز التنفيذ ولكن التقدم فيه يتم بوتيرة بطيئة جدا. سنتطرق أيضا لخروقات النظام والروس لاتفاقيات خفض التصعيد في كل من الغوطة الشرقية والريف الشمالي لحمص وكذلك الخروقات التي تحدث بإدلب".
الإفراج عن كل المعتقلين
وأوضح "نطالب بالإفراج عن كل المعتقلين لدى النظام، والذين يبلغ عددهم أكثر من مئتي ألف معتقل، ولا صحة إطلاقا لكوننا نطالب بالإفراج عن معتقلي الفصائل الكبرى ونترك سواهم".
وردا على سؤال حول عدد المعتقلين من القوات الحكومية لدى المعارضة، قال "الموجودون لدينا أسرى وليسوا معتقلين، ولا يمكن إعطاء حتى ولو رقم تقريبي لعددهم لأن الأعداد تتغير كل فترة نظرا لخروج البعض ضمن صفقات التسوية التي تبرمها مختلف الفصائل".
وتابع "أغلب أسرى النظام من القيادات متوسطة الرتب والمقاتلين برتب صغيرة والشبيحة، ممن يرمي بهم النظام في المحرقة ولا يهتم بمصيرهم وبالمجمل لا يبلغ عددهم واحد بالمئة من الموجودين لدى النظام".
ولم يبد حسون اعتراضا على تشكيك كثيرين في جدوى مباحثات آستانة وما يمكن أن تسفر عنه خاصة بعد فقدان المعارضة لأغلب ما كان يقع تحت يدها من أراضٍ وخضوع ما تبقى بيدها لوصاية دول بعينها، وشدد على أن الثورة لا تنحصر في مناطق جغرافية وحدود قد تتغير وفقا لمستجدات معارك ربما لم تحسم بعد.
وقال "نحن نرفض كلمة الوصاية، بل لنقل تقاطع مصالح وعموما، لا يزال لثورتنا وثوارنا حاضنة شعبية: ثلثا الشعب السوري إما لا يزال ضمن الثورة أو عانى من تداعياتها، وبالتالي لا يمكن أن نربط الثورة بمناطق جغرافية تتبدل بين معارك الكر والفر".
وحول ما الذي يستند إليه في تصوره عن احتمال تغير مناطق السيطرة رغم الخسائر التي لحقت بالمعارضة وانسحابها من أغلب مناطقها، ووجود تفاهمات دولية في مناطق خفض التصعيد وغيرها، أجاب "داعش بعدما سيطرت على ستين بالمئة من الأراضي السورية انحسرت خلال عام ولم تعد تسيطر إلا على ما يقرب من 3% من مساحة البلاد".
واستبعد أن تكون مناطق المعارضة بالجنوب هدفا تاليا للقوات الحكومية لتأمين فتح معبر نصيب بمحافظة درعا والرابط بين سوريا والأردن، وقال "لا أعتقد أن هناك توجها لهذا الأمر وأعتقد أيضا أن هناك تفاهمات واتفاقيات بين الروس والأميركان والأطراف التي ممكن أن تتضرر في الجنوب".
نفوذ تركيا
ورفض حسون الاتهامات الموجهة للمعارضة بتسهيل قتل وتهجير سوريين من المكون الكردي، وقال "نحن لا نحارب السوريين الثوريين والوطنيين فالنظام المجرم بالمحصلة هو من السوريين، لكن المجرم والظالم يجب أن يحارَب علما بأن الأكراد الانفصاليين معظم قادتهم ليسوا سوريين أما الأكراد الوطنيين فهم أهلنا وما يؤلمهم يؤلمنا، ولا يمكن إلا أن يكونوا معنا في خندق واحد ضد هؤلاء الانفصاليين الذين عانوا منهم وما زالوا يعانون".
وحول توقعاته فيما يتعلق باحتمالية نشوب صراع بين تركيا وبين هيئة تحرير الشام صاحبة النفوذ والسيطرة الأوسع في إدلب، خاصة مع نشر تركيا للمزيد من نقاط المراقبة التابعة لها بالمحافظة، قال "تحرير الشام تعارض بالفعل استكمال تركيا لنقاط انتشارها، والتي تأتي في إطار تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا لمنع الخروقات من كافة الأطراف، تركيا لا تريد أن تنشر نقاط المراقبة التابعة لها بالقوة، لكن بالتأكيد لن تسكت في حال الهجوم عليها أو حتى التمركز بالقرب منها".
وحسب معلوماته لا توجد نية للدخول في مواجهة مع هيئة تحرير الشام في حال تركت اتجاهها القاعدي المتشدد ودخلت في العملية السياسية وسمحت للمدنيين والمؤسسات الثورية للقيام بأعمالهم ".
ويتوقع حسون أن تشهد المرحلة القادمة تغيرات عدة تعصف بالمكاسب التي كان حلفاء الأسد يعدون أنفسهم لجنى أرباحها، وقال "روسيا ستجد نفسها في ورطة تحتاج لسنوات للخروج منها، فضلا عن تحميلها المزيد من الضغوط الاقتصادية، وربما الملاحقات القانونية بسبب جرائمها المشتركة مع النظام، والأهم هو أنها لم تستطع تحقيق هدفها الأساسي وهو إعادة الشرعية للنظام وأعتقد أنها أدركت مؤخرا أنه انتهى وأصبح من الماضي وقريبا سيتم الإعلان عن مرحلة جديدة بقيادة جديدة وهذا ما تعمل عليه روسيا بتأهيلها وإظهارها لسهيل الحسن" الضابط المعروف في الجيش السوري.
وأضاف "أما إيران فهي الخاسر الأكبر فعلى المستوى المحلي لم يعد لها أي قبول حتى بمناطق النظام، كما أن هناك مؤشرات توضح أنها قد لا تحظى بحصة كبيرة من مشاريع إعادة الإعمار مقارنة بروسيا".