ملف القوات الأميركية يتصدر لقاء بايدن والكاظمي المرتقب

زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن في 26 يوليو ستتركز على الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
السبت 2021/07/17
مواصلة الحوار الاستراتيجي مع واشنطن

واشنطن - أعلن البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس الأميركي جو بايدن، سيستقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في 26 يوليو في واشنطن، بينما تشهد الساحة العراقية، تصعيدا من قبل الفصائل المسلحة، ضد قوات التحالف الدولي والبعثات الأجنبية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن الزيارة ستسلط الضوء على الشراكة الإستراتيجية بين البلدين وستعزز التعاون الثنائي وفقا لاتفاق عام 2008، الذي جرى بموجبه سحب القوات الأميركية من العراق.

وأشارت المتحدثة إلى مجالات تحظى باهتمام مشترك لدى البلدين ومنها الطاقة والصحة، وقالت إن بايدن يتطلع لتعزيز التعاون مع العراق "في القضايا الأمنية ليشمل الجهود المشتركة التي تضمن هزيمة" تنظيم داعش بشكل دائم.

ولم تتطرق المتحدثة إلى إيران التي تمارس نفوذا في العراق المجاور ودعم فصائل شيعية تشن هجمات على منشآت عسكرية تستضيف قوات أميركية.

وقالت ثلاثة مصادر بتلك الفصائل ومصدران أمنيان عراقيان، إن قائدا كبيرا بالحرس الثوري الإيراني، حث الفصائل الشيعية العراقية خلال اجتماع في بغداد قبل أيام على تكثيف الهجمات على أهداف أميركية.

ويعيش العراق منذ أشهر، على وقع تزايد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، مما يجعل العراق، ميدانا مناسبا لتصفية الحسابات، خاصة أن الأسبوع الماضي شهد هجمات متكررة ضد القوات الأجنبية، والمنشآت العراقية، شملت مطار بغداد الدولي، والسفارة الأميركية وسط العاصمة، وقاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، فضلا عن هجوم بطائرة مفخخة استهدف مطار أربيل الدولي بإقليم كردستان.

وشهد الشهر الماضي، موجة تصريحات عراقية "غاضبة" من الولايات المتحدة، بسبب القصف الذي استهدف عناصر في الحشد الشعبي على الحدود مع سوريا، حيث أدان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي تلك الحادثة، فضلا عن قوى معتدلة، لكن الانتقادات لم تمنع من تنسيق الزيارة بين الجانبين. ومنذ مجيء الحكومة العراقية الحالية، اختارت السبل السياسية والدبلوماسية لاحتواء الفصائل المسلحة من خلال التفاوض معها بشكل مباشر، أو اتخاذ وساطة من جهات عراقية سياسية للتأثير عليها، والدبلوماسية عبر التواصل مع إيران، حليفة هذه الفصائل وراعيتها، للضغط عليها بغية احتواء سلاحها ومنع تحديها للدولة العراقية، لأن المفروض هو أن تكون هذه الفصائل جزءا من القوات.

وكان التعاطي الأميركي مع تلك المجموعات، هو الأسلوب العسكري والرد بشكل مباشر على الهجمات التي تتعرض لها المنشآت الأميركية، مما يعكس حالة من التباين في الرؤى بين الطرفين، لكن الزيارة الحالية، قد تحسم طبيعة التعاطي من تلك المجموعات.

والخميس الماضي، بحث رئيس الحكومة العراقية، مع مسؤول أميركي بارز آليات انسحاب القوات الدولية.

ووفق بيان للحكومة العراقية، فإن الكاظمي التقى منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماجورك، للتحضير لعقد الجولة القادمة من الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة.

والأربعاء، كشف مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بالإنابة "جوي هود"، أن الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق في جولته الرابعة، سيعقد بعد أيام قليلة لتعزيز العلاقات بين البلدين.

والأسبوع الماضي، بحث مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، والسفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، تفاصيل زيارة الكاظمي المرتقبة إلى الولايات المتحدة.

وذكر المكتب الإعلامي للأعرجي، أنه "بحث مع السفير الأميركي، آخر المستجدات السياسية والأمنية في العراق والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين بغداد وواشنطن، والتعاون المشترك في المجالات التي تخدم البلدين".

وأضاف أن "الجانبين تطرقا إلى الزيارة المرتقبة للكاظمي إلى الولايات المتحدة، والملفات التي سيناقشها مع الجانب الأميركي، وسبل إنجاح هذه الزيارة، بما يصب في المصلحة المتبادلة بين البلدين".

واتفقت واشنطن وبغداد الشهر الماضي، على خطة تتضمن آليات وتوقيتات محددة لاستكمال خروج القوات الأجنبية من العراق.

وتوصل الجانبان خلال الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين في السابع من أبريل الماضي، إلى اتفاق يقضي بإنهاء وجود القوات القتالية الأميركية، وحصر مهام الوحدات المتبقية منها على الأراضي العراقية في التدريب، وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

ويُفترض أن يؤدّي الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن إلى وضع جدول زمني لانسحاب التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش.

ولا يزال هناك نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة، بينهم 2500 أميركي، لكنّ إتمام عمليّة انسحابهم قد يستغرق سنوات.