ملصقات السعرات الحرارية غير دقيقة

يستعين الكثير من الأشخاص الراغبين في اتباع حميات غذائية بملصقات علب الطعام الذي ينوون استهلاكه، ويعتبرون أن ما تنص عليه خاصة في ما يتصل بأعداد السعرات الحرارية في العلبة صحيح ويمكن الوثوق به لخوض تجربة الحمية، غير أن باحثين أكدوا في دراسات جديدة أن أعداد السعرات الحرارية المكتوبة على علب الطعام غير صحيحة مئة بالمئة.
نيويورك - يمكن أن يكون حساب السعرات الحرارية طريقة بسيطة للمساعدة في الحفاظ على وزن صحي: لا تأكل وتشرب أكثر مما تحرق. وتبدو ملصقات السعرات الحرارية على عبوات الطعام بمثابة دليل ثابت لمساعدتك على متابعة ما تأكله.
كان اللوز يحتوي على 170 سعرة حرارية، ثم قال الباحثون إن العدد لا يتجاوز 130، وبعد ذلك، قالوا إن السعرات الحرارية في اللوز قد تكون أقل. وتوضح هذه الأرقام المتغيرة أن ملصقات التغذية لا تعدّ دقيقة كما تبدو.
وفي الشهر الماضي، قالت شركة “كايند” إنها خفضت عدد السعرات الحرارية المدرجة على وجباتها على الرغم من أن المكونات لم تتغير. واستشهدت الشركة بالدراسات التي تشير إلى أن المكسرات تحتوي على سعرات حرارية أقل مما كان يعتقد في السابق.
وأظهرت الدراسات، التي أجراها باحثون حكوميون بتمويل من منتجي الأطعمة التي تحتوي الجوز، الطريقة غير الدقيقة المعتمدة لتحديد عدد السعرات الحرارية والتي تم اعتمادها لأكثر من قرن.
ويقول النظام المستخدم على نطاق واسع: يحتوي كل غرام من الكربوهيدرات وغرام من البروتين على 4 سعرات حرارية، في حين يحتوي غرام من الدهون على تسع سعرات حرارية. كما يمكن أن تطرح الشركات بعض السعرات الحرارية استنادا إلى التقديرات التي تحدد كمية الأطعمة المختلفة التي لا يتم هضمها.
ويشتبه الباحثون في أن الجسم لا يمتص عددا من العناصر الغذائية الموجودة في المكسرات التي كانوا يحسبونها عند إدراج السعرات الحرارية. وقال ديفيد باير، وهو مؤلف مشارك في دراسة مولتها وزارة الزراعة الأميركية ومجلس صناعة اللوز بكاليفورنيا، “إذا لم يتم هضم الوجبات بالكامل، يصبح عدد السعرات الحرارية المكتوب على غلافها غير صحيح”.
كان اللوز يحتوي على 170 سعرة حرارية، ثم اعتبر باحثون إن العدد لا يتجاوز 130، وبعد ذلك، قالوا إن عددها قد يكون أقل
ولاختبار النظرية، عمل باير مع زملائه على مراقبة 18 شخصا تناولوا وجبات مع لوز خام أو من دونه. وأبرزت التحاليل أن وجبة من اللوز تحتوي على حوالي 130 سعرة حرارية قابلة للهضم، مما يثبت خطأ الرقم المستخدم وهو 170 سعرة حرارية.
وبعد بضع سنوات، وفي عام 2016، بحثت دراسة أخرى أجراها باير وزملاؤه عن تأثيرات تحضير الأطعمة، ووجدوا أن الطحن والطبخ والهرس تساعد في تحطيم جدران خلايا اللوز، ما ينتج المزيد من السعرات الحرارية للهضم. وكانت سعرات اللوز المحمص أكثر قليلا من تلك التي يهضمها الجسم عند
تناول اللوز الخام. وعند تناول زبدة اللوز، يتم هضم جميع السعرات الحرارية تقريبا.
ووجدت الدراسة الثانية أن اللوز الخام يحتوي على عدد أقل من السعرات الحرارية القابلة للهضم مقارنة بما اقترحته الدراسة الأولى، وفسّر باير هذا التباين بالاختلاف في كيفية هضم الأجسام للأغذية والاختلاف الطبيعي بين حبات اللوز. وأفاد “لن تحصل على نفس العدد في كل مرة تكرر فيها التجربة”.
وتعدّ دراسات اللوز من بين مجموعة من البحوث التي شارك باير في تأليفها. ونظم آخر بحث أجري خلال السنة الماضية بتمويل من المجلس العالمي للكاجو، حيث تبين أن عدد السعرات الحرارية الموجودة في هذه المكسّرات كان أقل مما أدرجته اللوائح الغذائية.
ويعتقد باير، على الرغم من النتائج التي توصل إليها، أن عدد السعرات الحرارية المكتوب على معظم الأطعمة يبقى دقيقا إلى حد ما، ورغم سماح إدارة الغذاء والدواء الأميركية للشركات بتوظيف طرق مختلفة لتحديد عدد السعرات الحرارية، لا تحتوي المنتجات على سعرات حرارية أكثر من 20 في المئة مقارنة بما هو مذكور في الملصقات.
ولهذا السبب، قال خبراء الصحة إن السعرات الحرارية المعتمدة على ملصقات التغذية تبقى مهمة، فهي توفر إرشادات عامة للأشخاص الذين يحاولون اتباع حميات غذائية ومراقبة أوزانهم.
ويشدد الخبراء على وجوب الانتباه إلى النظام الغذائي الشامل عوضا عن التركيز على الاختلافات البسيطة في السعرات الحرارية. وقالت الأستاذة المختصة في التغذية في جامعة نورث كارولينا، إليزابيث ماير ديفيز، “لن يكون هذا العامل الأمر الذي ينجح هدف شخص ما يحاول مراقبة وزنه أو يفشله”.
وأكدت أن الدراسات التي أجريت على السعرات الحرارية في المكسرات لن تؤثر على نصائحها العامة التي تشير إلى هذه المكونات كجزء من نظام غذائي صحي. وحسب توصياتها، يجدر الانتباه إلى كيفية إعداد المكسرات، والبحث عما إذا أضيفت المحليات لها.
وقال مؤسس شركة كايند، دانييل لوبتسكي، إنه يأمل في أن تساعد الدراسات في التغلب على القلق الذي قد يشعر به البعض عند تناول المكسرات بسبب ارتفاع سعراتها الحرارية.
كما تشير الدراسات إلى وجوب خفض الأعداد المدرجة على منتج الشركة الأكثر شعبية من 200 إلى 180 سعرة حرارية، مما يمكن أن يخلق ميزة تسويقية في متاجر البقالة.
وقالت شركة “مارس”، التي استحوذت على حصة في “كايند” في العام 2017، إنها لا تخطط لتحديث عدد السعرات الحرارية المدرج على علب حلوى “أم آند أمزم” المحشوة باللوز. ولم يسجّل مجلس صناعة اللوز بكاليفورنيا توجها بين الشركات الأخرى في اتجاه اعتماد أرقام أقل.