ملتقى فلسطين للرواية العربية ينجح في تنظيم دورته الخامسة رغم التضييقات

"غسان كنفاني إلى الأبد" كتاب يفتح عالم الأديب للقراء الصغار.
السبت 2022/07/23
أديب يعبر من جيل إلى جيل

تزامنت الدورة السادسة من ملتقى فلسطين للرواية العربية هذا العام مع إحياء الذكرى الخمسين لاستشهاد الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، ولذلك احتفت بشكل خاص بالأديب الاستثنائي، ونشرت عنه كتابا جديدا، علاوة على مواصلتها تقديم الندوات النقدية التي تناقش أهم قضايا الرواية العربية الراهنة والاحتفاء بتجارب المؤسسين، مستفيدة في تنظيم فعالياتها من الفضاء الرقمي، ومنفتحة على الفنون الأخرى التي يتشابك معها الأدب.

رام الله (فلسطين) - اختتمت وزارة الثقافة، أعمال ملتقى فلسطين للرواية العربية في دورته الخامسة التي تزامنت مع الذكرى الخمسين لرحيل الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، بمشاركة كوكبة من أهم كتاب الرواية والنقد في فلسطين والوطن العربي.

وكان ملتقى الرواية قد بدأ أعماله مباشرة بعد الحفل الضخم الذي نظمته وزارة الثقافة في قصر رام الله الثقافي يوم الأحد الماضي، في الذكرى الخمسين لاستشهاد غسان كنفاني الذي تمثل بحضور لافت، وشمل الحفل فقرات فنية ومسرحية وأدبية والإعلان عن الفائز الأول بجائزة غسان كنفاني للرواية العربية وكذلك شخصية درع غسان كنفاني للعام 2022.

كنفاني لليافعين

أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في ختام الملتقى كتاب “غسان كنفاني إلى الأبد” للأديب محمود شقير في متحف الشهيد ياسر عرفات في رام الله.

كما نظمت ندوة ختامية بعنوان “أدب الحصار.. الإبداع والتجديد” في مقر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في غزة، شارك فيها كل من: الناقدة سهام أبوالعمرين، والروائي بسام أبوشاويش، والروائية ديانا الشناوي، وأدارتها الكاتبة والروائية دنيا الأمل إسماعيل.

وخلال حفل إطلاق الكتاب قال الأديب شقير “إن فكرة كتابته جاءت باقتراح من وزارة الثقافة، حيث كانت الفكرة أن يتم تبسيط كتابات غسان كنفاني لليافعين، لمناسبة تحضيرات الوزارة لإحياء الذكرى الخمسين لاستشهاد الكاتب، حيث تم الاتفاق على كتابة نص موجّه إلى الفتيات والفتيان، وعدت إلى قراءة كل ما أنتجه غسان من قصص وروايات ومسرحيات ويوميات ثم بدأت بكتابة النص بلغة سهلة وبسيطة، حيث سيترجم إلى اللغة الإنجليزية، ويحكي الكتاب جزءا من سيرة حياة غسان”.

وأضاف شقير “نحن نعلّق آمالا على الأجيال الجديدة، وكما قال غسان ذات مرة “الأطفال هم مستقبلنا”، وحين يطلعون على هذا الإنتاج الأدبي التقدمي الإنساني سيكون هذا قادرا على التأثير فيهم، كونها أجيالا قادرة على أن تنفذ المهمات المطلوبة منها، من أجل حرية الوطن وتقدمه ورفعته، ومن المهم التعريف بهذه الرموز الأدبية البارزة لليافعين، من أجل التواصل بين الأجيال والرموز الثقافية”.

فيما قال مدير عام الآداب والنشر في وزارة الثقافة عبدالسلام عطاري حول الكتاب “من المهم أن تكون هناك رسالة للأجيال، تتحدث عن غسان كنفاني وأدبه، بهدف ترسيخ الوعي في ذاكرتها، حيث تم تكليف الأديب محمود شقير بإعادة صياغة أدبية مبسطة موجهة إلى الناشئة”.

بدورها، قالت مديرة مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي رناد القبج “نلتقي اليوم للاحتفاء بإطلاق سيرة الكاتب والمثقف غسان كنفاني، المشتبك مع كل ما هو واقعي، الباحث عن الجمال في فنه وإبداعه، الإنسان والأخ والصديق الذي اختلطت فيه التجربة الإنسانية الذاتية مع الوطنية الجمعية، ليخرج بأعمال أدبية تشكّل في مجموعها مشروعا نهضويا وقوميا عربيا وفلسطينيا”.

وشكرت القبج وزارة الثقافة على دعمها لتحقيق هذا الإنجاز وتحقيق الشراكة بينهما لخدمة الأجيال.

أدب الحصار

◙ احتفاء بالأدب والوطن
◙ احتفاء بالأدب والوطن

في الندوة الأخيرة ضمن ملتقى فلسطين الخامس للرواية العربية والتي جاءت تحت عنوان “أدب الحصار.. الإبداع والتجديد”، استعرضت إسماعيل تجارب بعض الكتّاب الإبداعية تحت الحصار، وقدمت مقدمة عن أدب الحصار ومفهومه وتداعيات الحصار على الأدب وانعكاسه على الكتاب والكتابة والمنتج الأدبي.

بدورها، قالت أبوالعمرين إن الحصار أنتج نصوصا سردية ترجمت جماليا كل ما تعرض له الشعب الفلسطيني من ويلات، لكنها لم تخرج عما كرسه المبدعون الفلسطينيون، حيث التأصيل للهوية والوجود الفلسطيني بالرغم من كل المسوغات التي تجعل من الوطن منفى ليكشف أدب الحصار في غزة تناقضات الواقع ويصبح وسيلة لإبراز سوداويته والكشف عن المسكوت عنه في ظل العدوان الإسرائيلي وما تعانيه غزة جراء الحصار من هجرة وبطالة وفقر وقهر وأمراض، وبالتالي فأدب الحصار عبر عن حياة هذا الجزء المنكوب من الوطن تحت الحصار والانقسام والاحتلال لكنه لم يخرج عن السردية الفلسطينية الكبرى والتأكيد على الثوابت وحق العودة.

من جهتها، استعرضت الشناوي تجربتها الإبداعية تحت الحصار، وتطرقت إلى ما تناولته رواياتها عن واقع المرأة في غزة تحت الحصار وفي ظل الانقسام وما خلفه من فقر وقمع وبطالة، وتحدثت عن أثر الحصار على الكاتب سلبا وإيجابا.

 بدوره، تطرق أبوشاويش إلى أدب غسان كنفاني ككاتب استثنائي استطاع من خلال ما أنتج أدبيا أن يكسر الحدود ويتجاوز الحصار فأنسن الأدب ووصل أدبه إلى العالم وأضاف أن غسان كان يبحث عن المعادلة الصعبة التي تحقق الإبداع، مشيرا إلى ما أنتجه كتّاب غزة تحت الحصار وتعرض لتجربته الإبداعية من خلال ما أنتجه تحت الحصار.

ندوات الملتقى عقدت في عدة مدن فلسطينية وعالجت جملة من الموضوعات التي تهم الكتابة العربية الجديدة

وقالت وزارة الثقافة، في بيان لها يوم الجمعة، إنه رغم رفض الاحتلال استصدار تصاريح لعدد كبير من الكتاب العرب، إلا أن بعضهم تمكن من القدوم إلى فلسطين والمشاركة في فعاليات الملتقى، بجانب استبدال بعض المشاركات التي لم يتمكن أصحابها من القدوم بمشاركات وجاهية.

وأكدت الوزارة أن ندوات الملتقى التي عقدت في عكا حيث ولد غسان كنفاني، فضلا عن نابلس وغزة وبيت لحم ورام الله قد عالجت جملة من الموضوعات التي تهم الكتابة العربية الجديدة واستذكار غريب عسقلاني الذي وافته المنية هذا العام، واستحضار أدب جبرا إبراهيم جبرا، وإيميل حبيبي، في الذكرى المئة على ميلادهم، كذلك بجانب احتفائها بكتابات غسان كنفاني وتأثيره على الرواية العربية عموما.

وأضافت “إن سياسات الاحتلال لن تثنينا عن مواصلة نشاطاتنا وتوظيف كل السبل لتظل فلسطين حاضرة” مؤكدة أن “طواقمها استفادت بشكل كبير من تجربة تنظيم الدورتين الثالثة والرابعة افتراضيا من أجل توظيف تقنيات التواصل في تنظيم الدورة الحالية حفاظا على الجمهور الافتراضي الذي يتابع الملتقى عن بعد”.

وأكدت الوزارة أن عقد مثل هذه الملتقيات، ملتقى الرواية، وملتقى القصة القصيرة، وملتقى المبدعين الشباب، التي تنظمها تهدف إلى تعميق النقاش حول واقع الأدب وارتباطه بفلسطين وكيف نعزز بعض التوجهات في الموضوعات والقيم المتعلقة بفلسطين.

◙ أديب كتب هوية شعب
◙ أديب كتب هوية شعب

13