ملتقى عماني يعزز اللغة العربية وثقافة الحوار والتسامح في وسائل التواصل

مسقط - انطلقت الأحد في مسقط أعمال الملتقى الإقليمي حول تعزيز مبادئ الحوار البنّاء وقيم التسامح لدى الشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي الذي تنظّمه وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مركز الحوار الحضاري التابع لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، بمشاركة عدد من الجهات الوطنية المعنية بترسيخ مبادئ الحوار البنّاء وقيم التسامح والهويّة الوطنية، ويستهدف الملتقى في يومي انعقاده فئة الشباب وأولياء الأمور والباحثين والأكاديميين المهتمين.
ويهدف الملتقى إلى رفع وعي الناشئة والشباب تجاه مبادئ الحوار البنّاء وقيم التسامح، والاستفادة من جهود منظمة الإيسيسكو وخبراتها في هذا الشأن، بالإضافة إلى التعريف بالتشريعات والأبعاد القانونية للحوار البناء الذي يتم عبر منصات التواصل الاجتماعي بكثرة بين أوساط الناشئة والشباب، وتوجيههم إلى استخدام اللغة العربية لاسيما في هذه الوسائط المهمة، وترسيخ قيم المواطنة والهوية التي تنعكس في حوار الناشئة والشباب في القضايا المختلفة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقالت آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم “إن قيم التسامح ومبادئ الحوار البناء تعد من القيم العليا التي حث عليها ديننا الحنيف؛ فهي توجه المسلم نحو الاحترام والتواضع ونبذ الحقد والكراهية، ولا شك أن هذا الاتجاه له انعكاساته في بناء المجتمعات وازدهارها”.
وأشارت إلى دور اللغة العربية في نقل المعارف وترسيخ الأمن والسلام بين شعوب العالم وتأطير العلاقات الإنسانية؛ فهي الهوية واللسان الفصيح حيث أولت المنظمات الدولية اهتماما كبيرا بهذه اللغة، وأدرجتها منظمة اليونسكو ضمن لغاتها، كما خصصت اليوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يوما للغة العربية تكريما وتتويجا لها، ناهيك عن جهود منظمة الإيسيسكو في دعم وإبراز مكانة اللغة العربية عبر تخصيص مراكز الترجمة والتعريب.
وأكدت البلوشية أن منصات التواصل الاجتماعي تشكل وسيلة للتقارب بين الثقافات المختلفة وتحقيق الصداقة بين الأفراد في بيئة مجتمع افتراضي، وفي ظل الممارسات الخاطئة لبعض مستخدمي هذه المنصات، أصبحت الحاجة ماسة لتفعيل مبادئ التسامح والحوار البنّاء، لاسيما أن المكانة الحضارية للشعوب تنعكس على حوار أفرادها على هذه المنصات.
وتضمن حفل الافتتاح عرض كلمة مسجلة للدكتور خالد فتح الرحمن مدير مركز الحوار الحضاري بمنظمة الإيسيسكو، أشار فيها إلى أن الشباب يشكلون 60 في المئة من تعداد سكان المنطقة العربية والإسلامية والشريحة الأكثر استهدافا من التيارات المختلفة بهدف استقطاب قدراتهم.
وأوضح أن الشباب أصبحوا مساهمين في إنتاج محتويات وتطوير تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي، لذا يجب جعل هذه الوسائل أداة للتحاور بينهم، واستخدامها كوسيط محايد للتواصل بين الشباب، مع أهمية استخدام اللغة العربية لتسهم في إثراء التواصل.
واستعرضت شيخة بنت محمود الجساسية، وهي شخصية ملهمة على منصات التواصل الاجتماعي من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، تجربتها على منصات التواصل الاجتماعي، ونشر محتوى هادف يستهدف فئة فاقدي البصر.
وتطرق المكرم الأكاديمي إسماعيل بن صالح الأغبري عضو مجلس الدولة خلال حفل افتتاح الملتقى إلى دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في توجيه الشباب نحو التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي، وكيفية تعزيز قيم التسامح وثقافة الحوار عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستثمارها في التعريف بالمنجزات العمانية وبالحضارة العربية والإسلامية.
وفي نهاية حفل الافتتاح استعرضت الأكاديمية هدى بنت مبارك الدايرية، أخصائية شؤون ثقافية من اللجنة الوطنية، نتائج الدراسة البحثية حول دور منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز مبادئ الحوار البناء وقيم التسامح واستخدام اللغة العربية من وجهة نظر المجتمع العماني، التي استهدفت الشباب من سن (17 ـ 36 سنة)؛ حيث أظهرت الدراسة أن غالبية مستخدمي منصات التواصل يهدفون إلى التواصل المجتمعي.
كما تضمن الملتقى في يومه الأول جلستي عمل ترأست الجلسة الأولى نادية بنت راشد المكتومية من المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين بوزارة التربية والتعليم، وتمحورت حول دور المؤسسات الشبابية في بناء الشخصية.
واشتملت على ورقتي عمل: الأولى قدمها فيصل بن ناصر الحوسني من وزارة الثقافة والرياضة والشباب بعنوان “ثقافة الحوار لدى الشباب العماني، البطولة الوطنية للمناظرات”، فيما كانت الورقة الثانية بعنوان “دور مؤسسات الشباب لدعم الحوار البناء في منصات التواصل الاجتماعي” قدمتها مريم بنت خليفة العامرية.
أما الجلسة الثانية فتمثلت في جلسة نقاشية مع الشباب حاورهم الدكتور هلال بن عبدالله الخروصي من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، والدكتورة فنة بنت عبدالله آل فنة من وزارة الصحة.