ملتقى الدمام المسرحي للمونودراما والديودراما يعرض تجارب سعودية متميزة

دورة خامسة تثري الساحة الثقافية بمواهب جادة.
الاثنين 2024/07/08
من عروض الدورة الخامسة

بين المونودراما والديودراما تحاول جمعية الثقافة والفنون بالدمام اكتشاف المواهب السعودية المميزة في هذين النمطين المسرحيين، وتشجيعها عبر عرض أعمالها ومناقشتها من قبل خيرة النقاد والمختصين، وبالتالي تعزيز الإنتاج المسرحي في السعودية وضمان استمرارية المهرجانات المسرحية التي أصبح ملتقى الدمام المسرحي من أهمها.

الدمام (السعودية) - عاشت المملكة العربية السعودية خلال الأسبوع المنقضي على وقع فعاليات الدورة الخامسة لملتقى الدمام المسرحي للمونودراما والديودراما الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالتعاون مع هيئة المسرح والفنون الأدائية ومسرح كواليس وبرنامج ستار المسرحي.

وشاركت في الملتقى فرق مسرحية من الرياض وجدة والطائف والدمام والخبر، تنافست على عدة جوائز في المسرح وفنونه.

وتضمن الملتقى مسابقة للنصوص المسرحية، وورشة تدريبية عن كتابة نص المونودراما والديودراما قدمها الكاتب المسرحي يحيى العلكمي، ولقاءات حوارية عن المهرجانات المسرحية.

وإلى جانب العروض المسرحية نظم الملتقى ندوات فكرية تمت من خلالها قراءة العروض عبر متخصصين في المسرح لتسليط الضوء على الأعمال المسرحية وتقديم قراءة فنية لأداء الممثلين.

جلسة "فن حياكة الحكاية في المسرح" تطرقت فيها الأستاذة رؤى الصحاف إلى أهمية الأزياء والألوان والرمزيات في المسرح

وتكونت لجنة التحكيم في المسابقات من سمعان العاني ورجا العتيبي وعبدالله الجفال، أما لجنة تحكيم النصوص فتكونت من عباس الحايك ويحيى العلكمي وأحمد بن حمضة.

وأقيم الملتقى الذي استمر أربعة أيام برعاية رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل.

ونوّه السماعيل في كلمته خلال حفل افتتاح الملتقى بأهمية مثل هذه الأنشطة المسرحية التي تثري الساحة الفنية والثقافية، وتعد أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030، لافتا الانتباه إلى إيجاد إستراتيجية للمسرح الوطني، ستسهم بعد اعتمادها في إنتاج وتقديم عروض المسرح وفنون الأداء في المملكة، وقدم شكره لجميع المساهمين والمشاركين في تقديم هذا الملتقى المميز.

وأوضح مدير الجمعية يوسف الحربي أن الملتقى يهدف إلى استحداث عروض مسرحية في المونودراما والديودراما واكتشاف مواهب متنوعة المجالات وإبرازها من خلال التجمع المسرحي الأبرز في المونودراما والديودراما، مبينا أن الدورات الأربع الماضية شهدت تقديم 156 عرضًا مسرحيًا من مختلف مناطق المملكة.

من جانبه قدم إبراهيم بن صالح الدخيل من وزارة الثقافة تعريفا ببرنامج ستار الذي يمثل أحد برامج مبادرة دعم الإنتاج التي تستهدف الشركات والمؤسسات والجمعيات والفرق المسرحية وأندية الهواة العاملة في قطاع المسرح والفنون الأدائية؛ ويهدف إلى رفع مستوى الجدوى في الإنتاج المحلي ماليا وإداريا وفنيا، وتحفيز المستفيدين على الاستثمار في القطاع، وتطوير وإدارة برامج الدعم لأعمال الإنتاج المسرحي بشتى قطاعاته، بالإضافة إلى تقليل المخاطر الناتجة عن دخول الكيانات الراغبة في الاستثمار في القطاع.

وعقب الافتتاح بدأت أولى فعاليات الملتقى بتقديم مسرحية “هذيان” التي قدمها كل من أحمد الصمان وياسين أبوالجدايل وأخرجها هائل عقيل، والمسرحية لفرقة مسرح جمعية الثقافة والفنون بجدة.

تلت العرضَ الندوةُ التطبيقية للعرض، حيث قرأ العرض المسرحي يوسف أحمد الحربي، مثنيا على الموسيقى التصويرية التي انطلق بها العرض، ثم تطرق إلى “دخول المخرج باستهلالية تعبير حركي (بانتومايم)، أعقبت المشهد الاستعراضي (السينوغرافيا)؛ ما أدى إلى الرتابة في تشابه الأطراف وزوايا الديكور من حيث تماثلية الفضاء المسرحي”.

واستضاف الملتقى خلال فعالياته المخرج البحريني خالد الرويعي الذي تتطرق إلى دور المهرجانات المسرحية في تنشيط الحركة المسرحية.

وأوضح الرويعي افتقاد المسرح للكادر الإداري الحقيقي الذي تقوم عليه المؤسسات المسرحية، مؤكدا أن المسرحيين شغوفون بتأسيس كيانات مسرحية من أجل انتشارهم، فهم فنانون، ويجب خلق كوادر للجوانب الإدارية والتفرغ للعمل الفني، جاء ذلك خلال لقاء “المهرجانات المسرحية” الذي انعقد ضمن فعاليات الملتقى.

وعبر الرويعي عن خشيته من أن تصبح المهرجانات المسرحية لقاءات اجتماعية لا تحقق أي نتيجة أو أثر فني، إذ يرى أنه “ليس لدينا أدوات قياس حقيقية ومؤشرات حتى لا توجد أخطاء للاستمرار من عدمه”، كما تطرق العديد من الأسماء المسرحية في المداخلات إلى آلية عمل المهرجانات المسرحية وتوقف بعضها والاستمرار المتقطع لبعضها الآخر.

إقبال على المشاركة في الندوات التطبيقية
إقبال على المشاركة في الندوات التطبيقية

وعرض الملتقى مسرحية “تذكرة مغترب” التي قدمها إبراهيم الحارثي وعلي الغراب.

المسرحية يقدم فيها الحارثي نموذجا عن حالة نفسية قد تصيب الكثير من البشر وتدفعهم نحو الانغلاق والتقوقع داخل عالمهم الخاص واعتزال المجتمع والنزوع إلى الاغتراب، لأنه الفضاء المناسب للعزلة التي فرضتها الشخصية على نفسها وساهم المجتمع المرتبك في خلقها وتكوينها والدفع بها في دوامات الحياة.

كما عرض الملتقى مسرحية بعنوان “ضوء” لفرقة مسرح الطائف في جمعية الثقافة والفنون بالطائف، وعرضا آخر بعنوان “أنا أيضًا في هذه العتمة” من قبل فرقة فنون الدمام. وصاحبت هذه العروض ندوة تطبيقية جرت على هامش الملتقى، حيث أكد المخرج المسرحي سلطان النوه أن عروض المسرحية تتجاوز الحدود وتعبر عن تجربة مسرحية سعودية متميزة.

وطرح المخرج نوح الجمعان قراءته لمسرحية “وأنا أيضًا في هذه العتمة”، مُشيرًا إلى إبداع كاتب نص المسرحية عبدالعزيز بن عبدالرحمن إسماعيل وتميز العروض.

وتطرق مخرج العمل المسرحي سعود الصفيان إلى تجربته الشخصية في الإخراج والتنفيذ واصفا عمله في “أنا أيضا في هذه العتمة” بالمغامرة. وأكد استعداده للاعتراف بأي خطأ قد يكون وقع، مشيرًا إلى أن بعض الظروف، مثل إجازات الأعياد والارتباطات الاجتماعية للفريق واعتذار أحد الممثلين، أثرت على سير العمل، وإلى أن النص المسرحي كان جاهزًا منذ 3 سنوات، ولكن ظروفًا حالت دون تقديمه في دورات سابقة من ملتقى الدمام المسرحي للمونودراما والديودراما.

وشمل الملتقى أيضًا جلسة بعنوان “فن حياكة الحكاية في المسرح”، حيث تطرقت فيها الأستاذة رؤى الصحاف إلى أهمية الأزياء والألوان والرمزيات في المسرح، كما تناولت تاريخ الأزياء المسرحية ونشأتها وتعريفها، إضافة إلى تأثير الألوان وإظهار التناقض والترابط واستخدامها في التعبير والإكسسوارات المصاحبة، والرمزية المبالغة ومدى ارتباطها بالشخصيات وهل تخدم النص وتساعد المؤدين في الحركة أم لا، فضلا عن دور الأزياء المسرحية ومصممها.

15