ملامح جبهة رفض أفغانية تتشكل لمقاومة طالبان

نجل أحمد شاه مسعود يريد إطلاق مقاومة شبيهة بمقاومة والده لحكم طالبان.
الخميس 2021/08/19
تحد شعبي لراية طالبان

كابول - شهدت العاصمة الأفغانية كابول ومدن أخرى احتجاجات شعبية مناهضة لسيطرة طالبان على الحكم، انتهى بعضها بسقوط قتلى بعد إطلاق النار من جانب الحركة، ويتزامن ذلك مع تشكل معالم جبهة رفض سياسية تحدت سطوة الحركة المتشددة منذ اجتياحها العاصمة الأحد الماضي.

وكانت حركة طالبان أعلنت انتهاء الحرب في أفغانستان، بعد سيطرتها على الحكم وانهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، فيما فر الرئيس أشرف غني من البلاد قائلا إنه اضطر إلى مغادرة كابول للحيلولة دون إراقة الدماء.

واتسع نسق الرفض الشعبي لطالبان، حيث خرج المئات من المواطنين في مظاهرات رافعين العلم الوطني الأفغاني بألوانه الأحمر والأسود والأخضر، في إشارة متزايدة إلى الاحتجاج على حركة طالبان.

ووردت أنباء عن اندلاع المزيد من الاحتجاجات في مدن أفغانية أخرى، وبحسب مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تم فرض حظر تجوال في مدينة خوست، وسجلت العديد من حوادث سرقات السيارات والسطو منذ تولي طالبان السلطة.

 وقالت مصادر محلية إن رجالا يبدوا أنهم من عناصر طالبان تمكنوا من الوصول إلى منازل وصادروا أيضا سيارات ودراجات نارية.

وتأتي تلك المسيرات بعد احتجاجات أخرى الأربعاء في مدن مختلفة، لاسيما في جلال أباد شرقي البلاد، حيث جوبهت بالقمع وإطلاق الرصاص.

ولم يعترف عناصر طالبان بقمعهم العنيف للاحتجاجات في جلال أباد، حيث عمد المحتجون إلى إنزال علم طالبان واستبداله بعلم أفغانستان ثلاثي الألوان.

وتزامنا مع الاحتجاجات الشعبية تشكلت ملامح معارضة سياسية ضد هيمنة طالبان على الحكم، بدأت بإعلان نجل أحمد شاه مسعود، الذي كان أحد القادة الأساسيين لمقاومة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في حقبة ثمانينات القرن الماضي، إطلاق مقاومة شبيهة بمقاومة والده لحكم طالبان من معقله في وادي بانجشير.

وقال أحمد مسعود، الذي تعهد بالصمود في مواجهة الحركة، في مقال بصحيفة واشنطن بوست إن أفرادا من الجيش الأفغاني، بمن فيهم بعض من وحدات الصفوة من القوات الخاصة، هبوا لنصرته، وناشد الغرب تقديم يد المساعدة.

أحمد مسعود تعهد بالصمود في مواجهة طالبان
أحمد مسعود تعهد بالصمود في مواجهة طالبان

وأضاف "لدينا مخازن ذخيرة وأسلحة جمعناها بصبر منذ عهد والدي، لأننا كنا نعلم أن هذا اليوم قد يأتي"، مردفا أن بعض القوات التي انضمت إليه جلبت أسلحتها معها.

وتابع "إذا شن أمراء حرب طالبان هجوما فإنهم سيواجهون بالطبع مقاومة شديدة من جانبنا".

وجاء هذا المقال في أعقاب إعلان أمر الله صالح، وهو من بين أحد المساعدين المقربين لأحمد شاه مسعود والذي أصبح لاحقا نائبا للرئيس، أنه الرئيس الشرعي لأفغانستان بعد فرار أشرف غني من كابول مع سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية الأحد.

ولاقى أحمد شاه مسعود حتفه قبل أيام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، على أيدي مسلحي تنظيم القاعدة الذين وجدوا ملاذا في أفغانستان تحت حكم طالبان، لكن اسمه ما زال له مكانته في أفغانستان وأنحاء العالم.

ورغم ذلك لا يزال من غير الواضح ما إذا سيكون بمقدور القوات في بانجشير صد أي هجوم لقوات طالبان، التي لم تحاول حتى الآن دخول الوادي الضيق، أو ما إذا كان إعلان مسعود بمثابة خطوة أولية نحو المفاوضات.

وأوضح أحمد مسعود أن قواته لن تستطيع الصمود دون مساعدة من الغرب، وناشد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقديم دعم ومساعدة لوجستية.

وسعت طالبان إلى تصدير وجه معتدل لها إلى العالم منذ دخولها كابول، مؤكدة أنها تريد السلم ولن تنتقم من أعدائها القدامى وستحترم حقوق المرأة في إطار الشريعة.

لكن طريقة تعامل الحركة مع الاحتجاجات، التي شهدت تمزيق محتجين لرايات طالبان البيضاء وفقا لما ذكرته وسائل إعلام، برهنت نهج الحركة المتشدد في تعاملها مع الحركات المعارضة لها، وأنها لن تتغير عما كانت عليه خلال فترة حكمها السابقة للبلاد بين 1996 و2001، والتي شهدت فرض قيود صارمة على النساء وتنظيم إعدامات علنية وتفجير تماثيل بوذية أثرية.