ملامح استراتيجية جديدة لشركة مبادلة للاستثمار الإماراتية

لندن – أظهرت الصفقات التي أبرمتها شركة مبادلة المملوكة لحكومة أبوظبي عن رهانات استثمارية جديدة من خلال الانتقال من أصول في قطاع الموسيقى إلى أصول أساسية في قطاع الطاقة.

وباعت الشركة هذا الأسبوع حصة كبيرة في شركة إي.أم.آي لنشر وتسويق الموسيقى، وأبرمت بعد يومين صفقة لشراء حصة في شركة نفط تابعة لمجموعة غازبروم الروسية العملاقة، تتضمن آفاقا كبيرة لتطوير حقول في منطقة سيبيريا.

وكشفت غازبروم يوم الخميس أن مبادلة للبترول استحوذت على حصة 44 بالمئة في وحدة نفط تابعة لها مقابل نحو 271 مليون دولار. وتضم الشراكة الجديدة صندوق الاستثمار المباشر، وهو صندوق سيادي تابع للدولة الذي حصل على 5 بالمئة، في حين احتفظت مجموعة غازبروم بنسبة 51 بالمئة.

وتأتي الصفقة في إطار وتيرة متسارعة لتوطيد علاقات كبار منتجي النفط في منطقة الخليج مثل السعودية والإمارات مع روسيا، منذ بدء تطبيق اتفاق خفض الإنتاج بين منتجي منظمة أوبك ومنتجين مستقلين بقيادة روسيا في بداية العام الماضي.

وقالت غازبروم إن مجلس إدارتها وافق على بيع 44 بالمئة من شركة “غازبروم نفط فوستوك” التابعة لها إلى شركة مبادلة للبترول التي تتبع صندوق مبادلة للاستثمار الإماراتية.

وبحسب صحيفة كومرسانت الروسية فإن “غازبروم نفط فوستوك” تنتج النفط في 6 حقول في منطقتي أومسك وتومسك في غرب سيبيريا وقد أنتجت في العام الماضي نحو 1.64 مليون طن.

ويعد هذا المشروع باكورة استثمارات شركة مبادلة للبترول في قطاع النفط والغاز في روسيا. وتوقع محللون أن تفتح الشراكة آفاقا واسعة لتطوير حقول جديدة وقد تتضمن ضخ استثمارات كبيرة لزيادة الإنتاج واستكشاف احتياطات جديدة.

وكانت مبادلة للاستثمار قد أبرمت يوم الثلاثاء الماضي اتفاقا لبيع حصتها البالغة 60 بالمئة في شركة إي.أم.آي ميوزيك بابليشنغ إلى شركة سوني كوربوريشن أوف أميركا التابعة لمجموعة سوني اليابانية.

وقدرت الصفقة قيمة إي.أم.آي بنحو 4.75 مليار دولار، أي أن حصة مبادلة تصل قيمتها إلى 2.8 مليار دولار. وستؤدي الصفقة إلى زيادة حصة سوني في الشركة إلى 90 بالمئة.

ويرى محللون أن خطوة مبادلة تشير إلى تحول استراتيجي من الأصول ذات المخاطر المرتفعة التي يمكن أن تتعرض لصدمات كبيرة في ظل ظهور لاعبين جدد في سوق توزيع الموسيقى. وأشاروا الى ظهور تطبيق مثل نابستر يمكن أن يحدث تحولات كبيرة في صناعة الموسيقى.

وتبدو الصفقة مجزية بشكل كبير لشركة مبادلة في ظل المتاعب التي تواجه إي.أم.آي ميوزيك، والتي وصلت ديونها إلى نحو 1.359 مليار دولار حتى نهاية شهر مارس الماضي، والتي سوف تتحملها شركة سوني.

وتشير صفقتا مبادلة للاستثمار عن تحول إلى الأصول الأساسية ذات العوائد الكبيرة على المدى البعيد مع تزايد الطلب العالمي على موارد الطاقة في وقت تتسارع فيه التقلبات في قطاع توزيع الموسيقى عبر الإنترنت.

وتأتي الصفقتان بعد شهرين من قرار حكومة أبوظبي دمج مجلس أبوظبي للاستثمار ومجموعة مبادلة للاستثمار في كيان واحد يضم أيضا صناديق أخرى تحت خيمة مبادلة للاستثمار لتعزيز كفاءة إداراتها.

ويرى المسؤولون في أبوظبي أن تأسيس كيان استثماري بهذا الحجم سوف يسهم في تحقيق تطلعات الإمارة إلى أن تصبح مركزا استثماريا رئيسا في منطقة الشرق الأوسط والعالم خلال السنوات القليلة المقبلة.

وفي أول صفقة بعد دمج صناديق الاستثمار أبرمت مبادلة للبترول اتفاقا مع شركة بتروناس الماليزية ورويال داتش شل البريطانية لاستثمار أكثر من مليار دولار لتطوير حقل بيجاجا الماليزي للغاز، على أن يكون جاهزا للإنتاج بحلول الربع الثالث من 2021.

44 بالمئة من شركة "غازبروم نفط فوستوك" أول صفقة لمبادلة للبترول في قطاع الطاقة الروسي

وكان رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد أصدر مرسوما في 21 مارس الماضي يقضي بإعادة هيكلة مجلس أبوظبي للاستثمار ودمجه في شركة مبادلة.

وقال الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي إن إعادة صناديق الاستثمار تأتي تماشيا مع جهود حكومة أبوظبي لتسريع وتيرة التنوع الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوضح أن إعادة التنظيم ستؤدي إلى ولادة شركة استثمارية تتمتع بنطاق استثماري وجغرافي متنوع وواسع، وكفاءات بشرية متميزة الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز قدرة الإمارات على التنافس التجاري والاستثماري على الصعيد الدولي.

وقال الشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزراء إن “مجلس أبوظبي للاستثمار يتمتع بسجل حافل من النجاحات في مجال الاستثمار وتحقيق العوائد المالية والمساهمة في عملية التنوع الاقتصادي لإمارة أبوظبي”.

وأكد أن من شأن ضم مجلس أبوظبي للاستثمار لمجموعة مبادلة للاستثمار دعم جهود أبوظبي الرامية إلى تأسيس شركات استثمارية كبيرة يمكنها التنافس عالميا.

ويعتبر جهاز أبوظبي، أكبر صناديق الثروة السيادية في الإمارة بقيمة أصول 828 مليار دولار وهو ثالث أكبر صندوق في العالم، وفق معهد صناديق الثروة السيادية.