ملابس لرواد الفضاء مصممة للصمود أمام وعثاء السفر

علماء يسعون إلى تحقيق هدفهم في كفالة إمكانية ارتداء الملابس الداخلية لرواد الفضاء لفترة أطول وتقليل فترات التخلص منها.
الخميس 2021/09/02
ملابس لا تحتاج إلى تنظيف

يعاني رواد الفضاء من الملابس المتسخة التي تتحول إلى نفايات في المحطة الفضائية تزعجهم ولا يستطيعون غسلها والتخلص من روائحها، لذلك يعكف العلماء على ابتكار ملابس داخلية تظل نظيفة لفترة أطول وتتفاعل أقمشتها مع أتربة القمر ومع الإشعاع.

فيينا - يقول جيرنوت جرويمر “ليس كل شهاب ساطع تراه هابطا من السماء يشع بالرومانسية”، كما أن الأشياء المتوهجة التي تحترق في السماء وهي تدخل مجددا الغلاف الجوي المحيط بكوكب الأرض، ليست بالضرورة نوعا من الشهب المتجهة إلى الأرض.

وبفضل العلوم الحديثة قد تكون هذه الشهب مجرد كبسولات مملوءة بالمخلفات، وربما حتى بالملابس الداخلية لرواد الفضاء المقيمين على متن “المحطة الفضائية الدولية”، متجهة إلى الهبوط على الأرض بشكل طارئ يتم التحكم فيه.

ويبذل جرويمر وفريقه من العلماء العاملين بمنظمة الفضاء النمساوية، ومعمل فيينا للمنسوجات، أقصى ما في وسعهم لكفالة ألا يكون الشهاب الساطع التالي الذي سترصده هابطا من السماء، مجرد وعاء مملوء بالملابس الداخلية لرواد الفضاء المجمدة في الفضاء.

وإنما يتمثل هدفهم في كفالة إمكانية ارتداء الملابس الداخلية لرواد الفضاء لفترة أطول، وتقليل فترات التخلص منها مع الاحتفاظ بالجوانب المتعلقة بالنظافة.

وتمثل هذه مشكلة مهمة، فمهام سفن الفضاء بشكل عام إلى جانب السير في الفضاء أصبحت أكثر شيوعا، وتستمر لفترات أطول عن ذي قبل، وإذا لم يتم اتخاذ إجراء لكفالة عدم تسبب الميكروبات في حدوث تقيحات في الملابس الداخلية للرواد، فإن الرحلات المتوجهة إلى القمر والمريخ والكواكب الأخرى مستقبلا يمكن أن تتعرض للخطر.

ويقول جرويمر “كلما زادت فترة بقائنا على متن محطات الفضاء مع تقدم الإمكانات التقنية، كلما زادت احتمالات مواجهتنا لتجارب غير لطيفة”.

وكالة الفضاء الأوروبية تأمل في إمكانية التوصل إلى أفكار جديدة بحلول عام 2023

وحتى الآن يرتدي رواد الفضاء ملابسهم الداخلية لبضعة أيام ثم يتخلصون منها، وتتضمن المهام في الفضاء الخارجي أن يضع المسافر حفاظة أولا، ثم يضع فوقها الملبس الداخلي الخاص به، ثم تأتي طبقة ثالثة تساعد على التبريد، ويتشارك طاقم الرحلة في هذه الطبقة الأخيرة ولا يتم غسلها بعد استعمالها.

ويضيف جرويمر “تحتوي الأقمشة التي تُصنع منها الملابس في الوقت الحالي خيوطا من الفضة مقاومة للبكتيريا، غير أن هذا لا يمثل حلا مثاليا طويل الأمد، حيث تكون له آثار جانبية محتملة”.

وتأمل وكالة الفضاء الأوروبية التي تعاقدت مع منظمة الفضاء النمساوية لحل المشكلة، في إمكانية التوصل إلى أفكار جديدة بحلول عام 2023، وهذا هو السبب الذي دفع المنظمة للجوء إلى معمل فيينا للمنسوجات طلبا للمساعدة.

ويعد معمل فيينا للمنسوجات شركة ناشئة صغيرة مقرها فيينا، تكونت لديها فكرة مكافحة النيران بالنيران، أو إفراز أنواع أخرى من البكتيريا بحيث تعمل على احتواء البكتيريا الخطيرة.

ويجرى البحث الآن حول كيفية توظيف هذه الوسيلة وسط الظروف الخاصة في الفضاء.

وتقول الكيميائية رئيسة شركة معمل فيينا للمنسوجات كارين فليك “ثمة كائنات ميكروبية فريدة من نوعها تعمل في الفضاء، حيث لا يوجد توازن بيئي مثلما هو الحال على الأرض”.

وتوضح فليك أنه يجب على مقدمي الخدمات للرحلات الفضائية أن يفكروا في ابتكار ملابس كاملة وقطع مهمة مثل القفازات، كما أن اختبارات مجموعتها تدرس أيضا كيف ستتفاعل الأقمشة مع أتربة القمر أو مع الإشعاع.

وتقول “إننا على الأقل على ثقة في أن هذه الابتكارات عملية”.

وهناك اهتمام بهذا المجال على الأرض أيضا، ويشير جرويمر إلى أن هناك مباحثات حول هذا الموضوع تجرى حاليا مع منتجي المنسوجات. وعلى أي حال هناك كثير من الناس مهتمون بالاحتفاظ بنظافة ملابسهم الداخلية لفترة أطول، حيث أن ذلك سيساعد على الحفاظ على البيئة.

وتأمل الفرق العاملة في قطاع المنسوجات في الحصول على المزيد من المعلومات من فرق رواد الفضاء العاملين في محطات أرضية، والذين يحاكون وظائف تمارس في الفضاء بينما هم يعملون في مراكز على الأرض وهم يرتدون ملابس الفضاء الكاملة.

24