مكتب لسنابشات في الدوحة.. تنافس مع دبي والرياض أم محاولة للسيطرة على النقاش

افتتاح سنابشات مكتبها الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الدوحة يسلّط الضوء على دخول لاعب ثالث على خط التنافس مع دبي والرياض كمركز تكنولوجي وأيضا على محاولات حكومات الخليج السيطرة على النقاش العام في المنطقة.
الدوحة - أعلنت شركة “سناب.إنك” المالكة لتطبيق سنابشات للتواصل الاجتماعي، افتتاح مكتب لها في دولة قطر، بهدف توسيع حضورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي خضم سباق محموم بين دبي، الطامحة للاحتفاظ بمكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا، والرياض الصاعدة والضاغطة بحكم حجم الأعمال لشركات التكنولوجيا، يدخل لاعب ثالث على الخط، الدوحة، في محاولة لاستقطاع حصة من شركات التكنولوجيا.
ووقع مكتب الاتصال الحكومي في قطر مع شركة “سناب.إنك” اتفاقية لافتتاح مكتب لها في الدوحة، في إطار ما قالت الشركة إنه يأتي “لدعم مجتمعها شديد التفاعل في قطر، بالإضافة إلى العمل عن كثب مع الشركاء والشركات المحلية، مما يساهم في نهاية المطاف في المشهد الرقمي المتنامي والحيوي في قطر”.
وشهد اقتصاد المبدعين في قطر نموا كبيرا على مدار العامين الماضيين مع اكتشاف العديد من المبدعين المحليين والعرب المقيمين في قطر. وقالت شركة سناب إنها تبني على هذا التقدم وترى فرصة واضحة لرفع أصوات منشئي المحتوى في قطر، وتضخيم قصصهم ودعم ابتكاراتهم المستمرة.
قطر تستقطب في الفترة الأخيرة عددا من شركات التكنولوجيا التي افتتحت مقرات لها أو وسعت من نشاطها هناك
وقال حسين فريجة المدير العام للشركة في الشرق الأوسط “لدى سنابشات مجتمع نشط للغاية في قطر ويسعدنا أن نعلن عن تواجدنا المتزايد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بافتتاح مكتب جديد في الدوحة، مما يعكس دعمنا للمشهد الرقمي المتنامي والنابض بالحياة في قطر. سيسمح لنا هذا أيضا بتقديم خدمة أفضل لمجتمعنا المحلي من مستخدمي سنابشات والمبدعين والشركات، والاستثمار في شراكات المطورين لخلق المزيد من الفرص للتحول الرقمي في قطر”.
وقال الشيخ جاسم بن منصور آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي بقطر، إن بلاده اليوم “تحتل مكانة بارزة في المنطقة والعالم على العديد من الأصعدة”، مضيفا “فهي موطن لكبرى الشركات ورواد الأعمال والمبدعين، وصانعو المحتوى الرقمي المبدعون ليسوا استثناء”.
وتستقطب قطر في الفترة الأخيرة عددا من الشركات التكنولوجية، التي افتتحت مقرات لها في الدوحة، أو وسّعت من نشاطها. ويمتلك مركز دبي المالي أكبر مجتمع للتكنولوجيا والابتكار المالي في المنطقة.
وأضاف الشيخ جاسم “يسعدنا أن نرحب بسناب.إنك في قطر ونتطلع إلى رؤية مجتمع سناب ينمو. سيساعدهم هذا المكتب الجديد والشراكة الإستراتيجية في الوصول إلى واحد من أكثر اقتصادات المعرفة حيوية وتمكينا رقميا في المنطقة وسيسمح لمواطنينا بمواصلة التفاعل مع التكنولوجيا الديناميكية للاستخدامات الإبداعية والتجارية”.
وقبيل توقيع الاتفاقية، كان رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني قد التقى بممثلي شركة “سناب” وبحث معهم سبل تطوير العلاقات بين الجانبين.
وستشرف قيادة شركة سناب.إنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على إدارة المكاتب وتخطط لتوظيف فريق لإدارة العمليات في مكتبها في قطر. وأثار الأمر تفاعلا على تويتر. وقال مغرد:
@almisnad_M
الفكرة حلوة لكن بصراحة ما عرف دور مكتب الاتصال الحكومي في هذا الموضوع ما دام فيه وزارة الاتصالات والتكنولوجيا وفيه المدينة الإعلامية، بصراحة أحاول أفهم دور مكتب الاتصال الحكومي بينهم لأن كلمات مثل تعزيز الابتكار والفرص الاقتصادية للمبدعين أتوقع أنها تحتاج توضيحا أكثر لأنها تتبع جهات أخرى.
وقال صانع محتوى قطري:
وكتب آخر:
ويحظى تطبيق سنابشات بشعبية كبيرة في دول الخليج ويستخدمه في السعودية وحدها أكثر من 20 مليونا وتعتبر السعودية أكبر سوق لوسائل الإعلام الاجتماعي في المنطقة، حيث أن أعمار 75 في المئة من سكانها تحت سن الثلاثين.
وينظر لمواقع التواصل على نطاق واسع كبديل عن “البرلمان”، خاصة لسكان دول الخليج. ويقول المراقبون إن توسع دائرة المنصات الحديثة يجعل من الصعب على أي حكومة أن تواجهها باللجوء إلى المنع والحجب لأن ذلك سيغذي رغبة المستخدمين في الانتقال إلى تطبيق جديد مع ما يرافقه من حملة إعلامية تتضرر منها صورة الدولة المعنية وتشجع الناس على اللحاق بالمنصات واكتشاف خدماتها والفرص التي توفرها في التعبير. لهذا تسعى الحكومات للسيطرة عليها بطرق أخرى.
وسرعان ما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي خاضعة لرقابة صارمة، من خلال منع الوصول، وفرض قوانين جديدة لردع تبادل المعلومات، أو إعادة تشكيل المناقشات. وتم تنفيذ الأخيرة بشكل متزايد من خلال الحسابات الآلية أو الأفراد الحقيقيين الذين يعملون لدى الدولة للتحكم في الخوارزميات الشائعة وتعزيز تلك التي تتماشى مع وجهات نظر حكوماتهم. ومع ذلك، لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي تمثل تحديا سياسيا هاما في دول الخليج وتحاول الحكومات السيطرة عليها عبر استقطابها لفتح مقرات إقليمية.
وقال حساب دبلوماسي قديم:
وكان الكشف عن دخول قطر على خط تمويل صفقة الملياردير الأميركي إيلون ماسك لشراء شركة تويتر التي لم تتم أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وركز مستخدمو تويتر حينها على دخول قطر على خط الصفقة رغم أن نسبة الاستحواذ لا تتجاوز 1 في المئة من قيمة الصفقة، لكنّ معلقين أكدوا أنها خطوة تسبق خطوات كثيرة قادمة مستقبلا مثل استكمال قطر لعبة التأثير ضد دول خليجية على الموقع الذي يعد بأنه محرك الرأي العام في الخليج. واعتقد معلقون أن الحكومة القطرية ستطلب نقل المقر الإقليمي لتويتر للدوحة.