مكتب الرئيس اليمني: مشاورات الكويت فقدت مبررات استمرارها

الكويت - اعتبر عبدالله العليمي نائب مدير مكتب الرئيس اليمني، عضو الوفد الحكومي المفاوض في الكويت أنّ المشاورات السياسية فقدت ديناميكيتها وأسباب استمرارها، وأن ما يجري الآن في العاصمة الكويتية ليس أكثر من محاولات أخيرة لإنقاذ المسار السلمي الذي اختار الانقلابيون الإجهاز عليه بإصدارهم قرارا بتشكيل مجلس لإرادة شؤون البلاد اعتبره مراقبون بمثابة مجلس حرب.
ويأتي ذلك بالتزامن مع توتر شديد في الوضع الميداني على أغلب جبهات القتال بين قوى الشرعية وقوى الانقلاب، في دليل على أن خيار الحسم العسكري أضحى هو الخيار الوحيد، وأنّ خيار السلام بات في حكم المنتهي، إلاّ أن تحدث معجزة.
وفي ظلّ رجوح ميزان القوى العسكرية للقوى الشرعية المدعومة من التحالف العربي، وما تحققه من تقدّم على الأرض، يتساءل مراقبون عن سرّ تشدّد الانقلابيين ودفعهم باتجاه خيار الحرب.
ويرى بعض هؤلاء أنّ خيار إسقاط مسار السلام هو خيار إيراني بامتياز مفروض من طهران على الحوثيين، باعتبار الأخيرة مستفيدة من تواصل النزاع في اليمن رغبة في إشغال القوى الإقليمية عن ملفات أخرى على رأسها الملف السوري.
ومن جهتها أكدت مصادر خاصة لـ”العرب” أن لقاءات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع سفراء الدول الـ18 تمحورت حول تحديد مصير المشاورات التي شارفت على الانتهاء. ولم تستبعد المصادر أن يتم تمديد المشاورات لأسبوع آخر، يقوم خلاله المبعوث الدولي وسفراء الدول الراعية بمحاولة أخيرة لإنقاذ الحوار الذي يبدو أنه استنفد فرصه الأخيرة من خلال الخطوات التي أقدم عليها طرفا الانقلاب؛ جماعة الحوثي وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بتوقيعهما، الخميس، على اتفاق لتشكيل مجلس حرب، بحسب وصف بعض المراقبين.
|
وفي هذا السياق أكد نائب مدير مكتب الرئيس اليمني وعضو الوفد الحكومي المفاوض في الكويت، عبدالله العليمي، في تصريح لـ”العرب” أن الحوار يمر بمرحلة عسيرة نتيجة لمواقف المتمردين المتصلبة قائلا “بكل وضوح نحن في حالة تعثر ويمكن القول إن المشاورات فقدت ديناميكيتها وحيويتها وبواعث استمرارها، لأن هناك طرفا متعنتا متصلبا لا تهمه مصلحة الشعب اليمني ولا يأبه لمعاناة الناس ووقوده الحقيقي يتمثل في دماء الشعب اليمني وبالتالي ليست لديه مصلحة في إيقاف هذا الدمار وهذا العبث والمعاناة”.
ولفت العليمي إلى أن المشاورات فشلت في إحراز اتفاق سياسي ولكنها نجحت في جوانب أخرى، معتبرا أنها عرّت المواقف المتصلبة للانقلابيين ونجحت في إظهارها للشعب اليمني أولا من هو الطرف الذي لا يأبه لمصلحة الشعب ولا يريد لليمن أمنا واستقرارا ورخاء، كما نجحت في كشف الطرف الانقلابي على المستويين الإقليمي والدولي ومن هو الطرف الذي لا يرغب في السلام وليست لديه رغبة ولا جدية في ذلك.
وبينما أكد نائب مدير مكتب الرئيس هادي وعضو الفريق المفاوض تمسك الحكومة اليمنية بالسقف الزمني للمشاورات الذي ينتهي السبت، نفى التسريبات عن إمكانية انبثاق مبادرة جديدة من البيان الرباعي الذي صدر في لندن، قائلا “ليس هناك أي مباردة جديدة.. نحن لدينا نقاط محددة وأجندة واضحة، انطلقت منها المشاورات منذ بييل في سويسرا، ثم في الكويت بمرحلتيها، وبالتالي ليس لدينا أي نقاط خارجة عن إنهاء الانقلاب وما يترتب عليه واستحقاقاته التي تتمثل في الانسحاب من المدن وتسليم السلاح وعودة مؤسسات الدولة، وبعد ذلك الحديث عن أي خيارات أخرى. وفي المسار السياسي ليس لدينا من أفكار غير استئناف العملية السياسية من حيث توقفت قبل الانقلاب بمناقشة مسودة مشروع الدستور اليمني الجديد واستكمال الانتخابات في آخر المطاف”.