مكتب الإعلام الدولي في الدوحة لرد الحملات الإعلامية ضد قطر

الدوحة - دشّن مكتب الإعلام الدولي في قطر رسميا موقعه الإلكتروني بالإضافة إلى حساب رسمي على منصة تويتر، ليتيح للمتصفحين معرفة المزيد عن مهمة ورؤية المكتب، المتمثلة في “تعريف المجتمع الدولي برؤية وأولويات دولة قطر وإبراز إسهاماتها في مختلف المجالات”.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أصدر القرار الأميري رقم 12 لسنة 2023، في فبراير الماضي، والقاضي بإنشاء مكتب الإعلام الدولي بهدف تعريف المجتمع الدولي برؤية وأولويات دولة قطر وإبراز إسهاماتها في مختلف المجالات، وتم تعيين الشيخ ثامر بن حمد بن ثامر آل ثاني رئيسا له.
وسيتبع مكتب الإعلام الدولي وزير الخارجية، وتكون له شخصية معنوية، وموازنة تلحق بموازنة وزارة الخارجية. ويعمل مكتب الإعلام الدولي على تعريف المجتمع الدولي برؤية دولة قطر وسياساتها وبرامجها ومواقفها الرسمية، فضلا عن تقديم الدعم الإعلامي والمشورة للجهات الحكومية في دولة قطر.
وسيتولى المكتب أيضا مسؤولية إصدار بيانات صحفية حول الموضوعات ذات الشأن الخارجي، والرد على استفسارات الصحافيين ووسائل الإعلام الدولية سعيا لتقديم صورة دقيقة عن دولة قطر. وذلك من خلال توضيح الحقائق والرد على وجه السرعة، وأيضا التنسيق مع وسائل الإعلام الدولية ومختلف الجهات المعنية.
ويعدّ مكتب الإعلام الدولي حلقة الوصل الرئيسية مع مختلف وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية والمنظمات غير الحكومية ومراكز الفكر، علاوة على تقديمه الدعم اللوجستي لوسائل الإعلام الدولية عبر إصدار تراخيص مزاولة العمل الإعلامي.
ويأتي إنشاء المكتب استكمالا لعمل وكالة الإعلام الخارجي التي تمّ إنشاؤها في عام 2001 بقرار من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإذاعة آنذاك، ثم قرار بضمِّها إلى وكالة الأنباء القطرية في أكتوبر من عام 2007.
وذلك بهدف تحقيق فهم أفضل عن دولة قطر، والمناسبات والأحداث التي تشهدها في الإعلام الدولي، ثم دعم ومساندة الجهود الرامية إلى خلق مناخ إعلامي دولي مفتوح، يدافع عن حرية الرأي ويشجّع عليها، وعلى تبادل الأفكار والخبرات.
ويعتقد مراقبون أن المكتب الجديد “وظيفته الأولى والأخيرة” هي رد الحملات الإعلامية الموجهة ضد قطر، خاصة بعد فشل الجزيرة الإنجليزية في مجاراتها والرد عليها خلال كأس العالم الأخيرة التي احتضنتها قطر، وهو ما عجل خطط عودتها إلى الدوحة. كانت قطر تأمل في أن تكون الجزيرة الإنجليزية، كالجزيرة العربية ذراعها الإعلامية التي تدافع عنها وعن سياستها، لكنها فشلت فشلا ذريعا.
ووجدت قطر نفسها بمناسبة فعاليات كأس العالم لكرة القدم في مواجهة حملة إعلامية متعددة الأوجه وتحت عناوين مختلفة، في الوقت الذي قال فيه مراقبون إن قطر تجني ما كانت تقوم به من حملات إعلامية متعددة شملت القريب والبعيد خلال السنوات الماضية.
وتفنن الإعلام الغربي في كيل التهم وشن الهجمات على قطر، إلى الدرجة التي دفعت وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن إلى القول إن الحملة التي واجهتها بلاده “لم تواجهها أي دولة أخرى حظيت بحق استضافة هذه البطولة”، فمن الادعاء بأن قطر دولة صغيرة من حيث المساحة، إلى حقوق العمال، وتهم بالفساد، إلى حماية البيئة، والسماح بدخول الإسرائيليين والمثليين، وبيع الخمور، وأخيرا تهم باستئجار مشجعين وهميين لخلق أجواء زائفة، والتضييق على عمل الصحافيين.
ويرى المراقبون أن البلد، الذي طال أذاه أغلب محيطه الجغرافي وساهم إعلامه في تفكيك دول وإثارة النعرات المناطقية والعشائرية والثقافية في المنطقة وحوّل قناة الجزيرة إلى وسيلة تشويه وورقة ضغط على كل دولة اختلفت معه بشكل أو بآخر، دفع حسابا كان غيره قد دفعه.
تدرك قطر أن مساحتها وعدد سكانها المتواضع لا يمنحانها الفرصة لتكون قوة عسكرية عظمى، لكنها تملك قوة ناعمة تتجاوز الفضاء الجغرافي والسكاني، تمنحها الحق في الحلم بأن تصبح إحدى ركائز العالم متعدد الأقطاب الذي بدأ يتشكل.
وشكلت تجربة قناة الجزيرة، التي تحولت إلى شبكة إعلامية، إحدى أبرز ملامح القوة الناعمة لقطر، منذ منتصف التسعينات إلى اليوم، تجاوز صيتها حدود الدولة ومنطقة الشرق الأوسط.
وشكل تنظيم المونديال أحد مظاهر القوة الناعمة التي سعت قطر من خلالها لتغيير الصورة النمطية التي تشكلت على مدى عقود عن دولة صحراوية صغيرة لا تملك من الثروة سوى النفط والغاز، ومتهمة بالإرهاب، غير أن الأمر انقلب إلى الضد وبرز ضعف الإعلام القطري عالميا رغم قوته وتأثيره عربيا.