مكتبة محمد بن راشد تستقبل مقتنيات نادرة وتصون التراث الإنساني

دبي - استقبل معرض الذخائر في مكتبة محمد بن راشد مجموعة متفردة من المقتنيات النادرة تبلغ قيمتها قُرابة مليون درهم قدّمتها مؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية، وذلك انطلاقا من إيمانها بأهمية المسؤولية المجتمعية في حماية الإرث الإنساني والمعرفي وإتاحته للجميع.
وأعرب محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم عن تقديره الكبير لهذا الإهداء النادر والقيم، مؤكدا أهمية المسؤولية المجتمعية والتعاون المشترك بين جميع المؤسسات في حفظ الموروث الثقافي الإنساني، وتعزيز التبادل الثقافي والتراثي لتحفيز المثقفين والباحثين وطلبة الدراسات التاريخية لاستكشاف ودراسة هذا التراث الغني والتعلم منه، مضيفا أن هذه المقتنيات ستشكل بالفعل إضافة قوية إلى معرض الذخائر لتنضم إلى مجموعة رائعة من النوادر تجسد أروع الأعمال الفكرية العالمية على مر القرون.
من جانبها، قالت الدكتورة رجاء عيسى القرق رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة عيسى صالح القرق، إن الثقافة والمعرفة تشكلان أساس التطور والتقدم، معربة عن أملها في أن تسهم هذه المقتنيات النادرة في إثراء معرض الذخائر وتوفير فرصة للقراء والباحثين للاستفادة من محتوياتها ودراستها.
وتضمنت الإهداءات، مجلدا بعنوان "ملوك إنجلترا" لوليام هنري ورثينغتون (نقّاش) – طبعة عام 1824، مختوما وموقّعا من قبل ريفيير أند صن، وبغلاف مزيّن بتسع وثلاثين منمنمة بورتريه مرسومة باليد على أشكال بيضوية عاجية ودائرية لملوك إنجلترا، حيث تصور أكبر منمنمة الملك إدوارد السابع (1901 – 1910). ويُعرف هذا النوع من الربط باسم “ربط كوسواي”، وهو مصطلح صاغه جاي إتش ستونهاوس لوصف كتاب مغلف بالجلد مع رسومات مصغرة على العاج ومحمي بالزجاج إما على الغلاف أو داخله.
ومن بين المقتنيات، مجلد “إيزابيلا أو وعاء الريحان” من قصص بوكاتشيو لجون كيتس – طبعة لندن 1910، المصمم والموقع من فرانسيس سانغورسكي وجورج سوتكليف المشهورين باستخدام الأحجار الكريمة لتزيين التجليد، حيث تحتوي أغلفة تجليد السختيان المطحون هذا بلونه الأزرق المخضر والعاجي المزدوج على 176 حجراً كريماً، ويظهر اسم إيزابيلا، المكتوب باستخدام أربعة وستين لونًا فيروزيًا على خلفية منقطة ومذهبة، ويحيط به قوس أحمر مزخرف في منتصف الغطاء العلوي.
وشملت الإهداءات مجلد “الصياد الكامل” لإيزاك والتون وشارل كوتون طبعة لندن 1927، وهو تجليد من نوع كوسواي، يتضمن منمنمات أو لوحات مصغرة في الغلاف، وقد تم تزيينه بمشهد رائع بالألوان المائية رسم على العاج من قبل مس سي بي كوري (المتوفاة عام 1940)، وهي إحدى أهم رسامي المنمنمات في القرن العشرين الذين عملوا لصالح بائعي الكتب.
هذا بالإضافة إلى نسخة من كتاب جورج مورلاند (توفي عام 1804) بعنوان “حفلة صيد” تم رسمه عام 1789، وتم تجليده بواسطة “ريفيير أند صن” الذي تأسس عام 1881 من قبل أحفاد روبرت ريفيير، حيث كان أحد مجلدي الكتب البارزين في لندن.
◙ المكتبة تهدف من خلال المعرض إلى تحفيز الشغف بالمعرفة بين كافة الأفراد والحفاظ على الإرث لا العربي فحسب بل والإنساني عامة
ويذكر أن معرض ذخائر المكتبة يحتوي على أكثر من 300 قطعة نادرة من بينها مجموعة رائعة من الكتب والأطالس والمخطوطات النادرة والقديمة يعود بعضها إلى القرن الثالث عشر وتضم نسخًا نادرة من القرآن الكريم، وإصدارات مبكرة من مطبوعات الكلاسيكيات الأدبية، بالإضافة إلى ترجمات لاتينية لأعمال علمية من العصر الذهبي الإسلامي.
وتبحر مكتبة محمد بن راشد بالزوار في رحلة فريدة بين العوالم والحضارات الإنسانية المختلفة، عبر معرض ذخائر المكتبة الذي يمثل متحفاً ثقافياً حضارياً عبر ما يحتويه من مجموعا فريدة من الكتب والمخطوطات النادرة والقديمة، التي يعود بعضها إلى القرن الـ13 للميلاد.
ويضم معرض ذخائر المكتبة الطبعات الأولى من كتب الرحلات إلى الجزيرة العربية وكتب وصف منطقة الشرق الأوسط، ومجموعة ثمينة من الخرائط الأوروبية والعثمانية للجزيرة العربية من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر، من بينها خارطة بطلمية مذهبة وملونة للجزيرة العربية مطبوعة في العام 1482، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأطالس التي تم انتقاؤها بعناية، من بينها أطلس نادر عن النجوم وأطلس بحري وأطلس عن الخيول والصقور. كما يضم العديد من الآثار البارزة من الكتب والمخطوطات العالمية.
وتهدف المكتبة من خلال المعرض إلى تحفيز الشغف بالمعرفة بين كافة الأفراد والحفاظ على الإرث لا العربي فحسب بل والإنساني عامة من خلال تثمينه وتحويله إلى طاقة تحفيز على المعرفة.