مكتبة الإسكندرية تستعيد ذكرى شيخ الخطاطين المصريين محمود إبراهيم سلامة

الإسكندرية (مصر) - تنظم مكتبة الإسكندرية حتى التاسع من أكتوبر الحالي معرضًا واحتفالية بمناسبة إهداء لوحات شيخ الخطاطين محمود إبراهيم سلامة إلى مكتبة الإسكندرية.
وتسلمت المكتبة إهداءً من أسرة الفنان الراحل الملقب بـ”شيخ الخطاطين” محمود إبراهيم سلامة، والذي يتكون من مجموعة قيمة من روائع لوحاته الخطية؛ والتي بلغ عددها 15 عملاً خطيًا، تتنوع بين خط الثلث والفارسي، والنسخ والديواني؛ وبطرق تنفيذ متنوعة تعكس مقدرة الفنان الكبير على فهم جماليات الخط العربي وأسرار التكوين والتراكيب الخطية.
محمود إبراهيم سلامة له مكانة هامة في تاريخ الخط العربي المعاصر، في مصر وخارجها، إذ التحق بمدرسة تحسين الخطوط الملكية بالقاهرة 1936، وتخرج فيها وحصل على شهادة الخطاط، وكان أول الدفعة عام 1939، ثم حصل على دبلوم التخصص في الزخرفة الإسلامية والتذهيب عام 1941، ثم تدرج بالعمل من مسئول قسم الخط بجريدة الجمهورية إلى نائب مدير تحرير عند الإحالة إلى المعاش عام 1979.
وتمثل سيرته الذاتية ريادته الفنية في مجال الخط العربي؛ وطوال حياته الفنية كانت بصمة محمود إبراهيم سلامة الفنية حاضرة بقوة في المشهد الثقافي المصري والعربي.
وتضمن إنتاج سلامة العديد من الأعمال المتنوعة، كما كتب للعديد من الصحف والمجلات المصرية، وحصد العديد من الجوائز العالمية، وقد وقع عليه الاختيار لكتابة لوحات فيلمي الرسالة وعمر المختار من قبل المخرج الراحل مصطفى العقاد. يصاحب المعرض ندوة يتحدث فيها الكاتب الصحافي محسن عبدالفتاح عن حياة الخطاط الراحل وسيرته الفنية والعملية؛ كذلك يتحدث مجموعة من أساتذة الخط العربي الحاصلين على الإجازة من محمود إبراهيم سلامة. ويتحدث مصطفى العمري عن نسخ القرآن الكريم عند محمود إبراهيم سلامة، مع عرض نماذج لم تنشر لكتاباته القرآنية، وعرض المصحف الشريف الذي كتبه برواية ورش بالجزائر وليبيا، كذلك دوره في تشجيع المواهب الشابة على تعلم مهارات الخط العربي، ودعمه الفني والمعنوي لشباب الخط العربي لاستكمال مسيرة المدرسة المصرية.
كما يتحدث الدكتور محمد حسن الباحث بمركز الخطوط عن مسيرة محمود إبراهيم سلامة، ودور مدرسة تحسين الخطوط في صقل موهبته الخطية المتفردة؛ مع قراءة سيرة حياته الفنية والعملية كخطاط صحفي له ريادته وفنه المميز.
جدير بالذكر أن هذا الإهداء يضاف إلى رصيد مقتنيات المكتبة من لوحات الخط العربي؛ والتي تتكون من مجموعة محمد إبراهيم وكامل إبراهيم؛ والشيخ محمد عبدالرحمن وخضير البورسعيدي؛ والعديد من أساتذة وفناني الخط العربي، مما يعزز مكانة مكتبة الإسكندرية في الحفاظ على التراث الخطي لفناني مصر عبر العصور.