"مكتبة الأسرة" مشروع أردني يسعى إلى بناء جيل المستقبل

غرس فلسفة القراءة في النفوس لتكون ممارسة سلوكية راسخة لدى الأسر الأردنية تحت شعار "مكتبة لكل بيت".
الاثنين 2024/12/02
الكتاب وعاء للمعرفة والثقافة

عمان - أطلقت وزارة الثقافة الأردنية يوم الأحد الدورة 18 من برنامج القراءة للجميع “مكتبة الأسرة” في دائرة المكتبة الوطنية بعمان تزامنا مع 51 موقعا في مختلف محافظات ومناطق الأردن.

وقال وزير الثقافة ورئيس اللجنة العليا لبرنامج مكتبة الأسرة مصطفى الرواشدة في تصريحات صحفية الأحد إن “البرنامج يعد من أهم برامج وزارة الثقافة المستدامة وإنجازاتها،” مضيفا بأن “البرنامج الذي تم إطلاقه صباح اليوم في دائرة المكتبة الوطنية بعمان بالتزامن في جميع محافظات المملكة، سيوزع خلاله نحو 56 عنوانا تشجيعا للمجتمع المحلي على القراءة وإتاحة مؤلفات وإصدارات الوزارة للجميع، وتوزيع مكتسبات التنمية على سائر المحافظات.”

وأكد الرواشدة أهمية تواصل برنامج مكتبة الأسرة الأردنية طيلة السنوات الماضية التي جعلت منه صديقا للقراء الذين ينتظرونه كل عام، ويدخل إلى كل بيت أردني، لاسيما وأن مختارات هذا العام من الكتب والإصدارات راعت تنوع الذائقة القرائية ومصادر المعرفة والثقافة العامة، وسائر حقول الأدب والفن والتاريخ والفلسفة والثقافة الفكرية والسياسية وأدب الطفل وكتاب الناشئة والكبار.

وبين أن دورة هذا العام أعطت للكاتب الأردني نصيبا أكبر لاهتمام الوزارة بتقديم الكاتب المحلي للقراء والأسرة الأردنية، منوها بأن المشهد الثقافي الأردني يمتاز بالحيوية، إذ أن اختيار الأردن ضيف شرف في كل من معرضي القاهرة الدولي للكتاب والكويت الدولي للكتاب خلال العامين الماضي والحالي تأكيد على المكانة التي يحظى بها المنتج الثقافي الأردني.

خخ

وأشار وزير الثقافة إلى نسبة المقروئية، مدللا على ذلك بمعرض عمان الدولي للكتاب في دورته الماضية التي كشفت عن حضور الشباب واهتمامهم وريادتهم للمكتبات ودور النشر، وكذلك حضور الأطفال وأسرهم ما عزز لدى الوزارة في هذا العام الاهتمام بمؤلفات الشباب وإدراجها ضمن دورة مشروع مكتبة الأسرة، وزيادة العناوين المتصلة بأدب الطفل وتوسيع توزيعها على المكتبات.

وقال، إن الوزارة تعمل على خطة توزيع لهذه الكتب، بحيث تزود فيها المكتبات والجامعات والمحافظات على نحو تحضر فيه الكتب إلى أماكن وجود القراء، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية في هذا المجال.

وبين أن فلسفة الوزارة لتعميم المعرفة تقوم على تنويع مصادرها والانفتاح على الفكر الإنساني، وتوفير الكتاب بأسعار رمزية تتراوح ما بين 25 قرشا لكتب الأطفال و35 لكتب الكبار، لتعميم القراءة وإتاحة الفرصة لتكوين مكتبة أسرة في كل بيت أردني، داعيا إلى زيارة مراكز التوزيع في محافظات المملكة.

وأعرب الرواشدة عن شكره لكل الجهات المتعاونة مع الوزارة في هذا البرنامج المعرفي، ومنها: مؤسسة عبد الحميد شومان ووزارة التربية والتعليم والجامعات وأمانة عمان الكبرى وغيرها من الجهات، مؤكدا أهمية الكتاب كوعاء للمعرفة والثقافة، ومعربا عن تقديره للجنة العليا للمشروع في اختيار العناوين المفيدة في مختلف المعارف.

وأشار إلى أن عناوين مكتبة الأسرة الأردنية لهذا العام 2024 ستقدم هدية من وزارة الثقافة لمكتبة الرويشد لرفدها بعناوين جديدة، تشجيعا للمجتمع المحلي على القراءة وإتاحة لمؤلفات وإصدارات الوزارة للجميع. ولفت إلى أن دورة المشروع لهذا العام أعطت للكاتب الأردني نصيبا أكبر، مؤكدا اهتمام الوزارة بتقديم الكاتب المحلي للقراء والأسرة الأردنية.

بدوره أشار مدير الدراسات والنشر في الوزارة الدكتور سالم الدهام إلى أن مراكز البيع في المحافظات تم الإعلان عنها تسهيلا على القراء بواقع 51 مركزا، منها عشرة في عمان، و41 في باقي المحافظات، حيث تم التركيز على المناطق النائية ضمن هذا المشروع.

وقال الدهام، إن اللجنة العليا لمشروع مكتبة الأسرة الأردنية التي ضمت نخبة من العلماء والمفكرين عكفت خلال اجتماعات مطولة على طرح العديد من العناوين المهمة في مختلف حقول المعرفة، ومناقشتها نقاشا مستفيضا أسفر عن استصفاء نحو 56 عنوانا، تم بعد ذلك تقييم محتواها، ومن ثم طباعتها ضمن مهرجان القراءة للجميع، لنكون اليوم مطمئنين على وجودها ضمن المائدة القرائية للأسرة الأردنية التي نحرص دائما على أن نقدم لها كل ما هو جديد وممتع ومفيد.

وبين أن عناوين الكتب المختارة لهذه الدورة والتي تستمر 5 أيام، تتنوع بين الآداب والفنون، والعلوم والتاريخ، والتراث، والمعارف العامة، والفلسفة، وأدب الطفل، وتركز على جيل المستقبل من الشباب والأطفال والتي تراعي اهتمامهم وميولهم.

وأشار إلى أنه تم منذ انطلاق المشروع عام 2007 توزيع أكثر من 3.5 مليون نسخة تشتمل على أكثر من ألف عنوان، معربا عن أمله بأن يستمر هذا المشروع في تقديم المزيد والنوعي مما يحتاجه القراء والمهتمون من كل الشرائح الاجتماعية والمستويات العمرية كافة. وشهدت “المكتبة الوطنية” خلال انطلاق فعاليات مكتبة الأسرة صباح اليوم وبحضور عدد من أعضاء اللجنة العليا، توافد العديد من المواطنين وطلبة المدارس لشراء الكتب.

وتأتي مكتبة الأسرة في هذه الدورة نتيجة للتعاون المثمر بين الوزارة ومؤسسة عبدالحميد شومان ترجمة لاهتمام الطرفين بالقراءة ودورهما الرائد في نشر الوعي المستنير، وبناء جيل يؤمن بالوطن ويعمل من أجله، عبر تجذير فلسفة القراءة في النفوس؛ لتكون ممارسة سلوكية راسخة لدى الأسر الأردنية كافة، تحت شعار “مكتبة لكل بيت”.

وتحقيقا لمبدأ التوازن والعدالة في إتاحة الفرصة لأبناء الوطن على امتداد حدود المملكة للإفادة من أهداف هذا البرنامج، وتسهيلا عليهم، حرصت وزارة الثقافة على أن تكون خطة البرنامج واسعة وشاملة وتصل إلى الفئات المستهدفة في محافظات المملكة كافة عبر توزيع مراكز بيع إصدارات المشروع توزيعا متوازنا ومبرمجا.

13