مكان نتنياهو في التاريخ: الرجل الذي دمّر إسرائيل

تل أبيب- يرى المؤرخ والفيلسوف والكاتب الإسرائيلي يوفال نوح هراري أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يدخل التاريخ باعتباره “الرجل الذي دمّر إسرائيل”.
ويعدّ هراري من المعارضين البارزين للإصلاح القضائي الذي سعت حكومة نتنياهو اليمينية إلى تنفيذه وأثار جدلا واسعا في إسرائيل.
وقال إن رئيس الوزراء الذي تولّى المنصب السياسي المهم لفترة طويلة قسّم البلاد حتى يتمكن من البقاء على قمّة هرم السلطة، مشيرا إلى خطورة تلك الانقسامات وصعوبة إصلاحها.
وتعيش إسرائيل على وقع خلاف سياسي مشتعل منذ أعلن ياريف ليفين، وزير العدل في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 4 يناير 2023 عن “إصلاحات قضائية”، أو بالأحرى عن تعديلات واسعة تشمل تقليص صلاحيات المحكمة العليا وإعادة هيكلة الجهاز القضائي.
◙ التغييرات المقترحة تشمل منح ائتلاف نتنياهو الحاكم السيطرة على تعيين القضاة والسلطة التي تمكّنه من إلغاء قرارات المحكمة العليا كلّما رأى ذلك مناسبا
ويجمع محللون على أن المجتمع الإسرائيلي، الذي دخل حالة صراع غير مسبوقة على هوية الدولة اليهودية والمشروع الصهيوني وملامحه المستقبلية، من الصعب أن يعود إلى ما كان عليه.
ويرى هؤلاء أن الانقسامات الحاصلة في المجتمع الإسرائيلي والاحتجاجات والخلافات في الجيش والمؤسسات الأمنية ستفضي إلى مجتمع إسرائيلي منقسم على ذاته، وليس لديه إجماع على أيّ قضية حتى فيما يتعلق بالأمن القومي.
وقال هراري خلال لقاء مع وكالة أسوشيتد برس في تل أبيب إن نتنياهو كان سيتقاعد كواحد من قادة إسرائيل العظماء لو اختار إنهاء مسيرته السياسية بعد فترتين في منصب رئاسة الوزراء.
وتبنى هراري هذا الرأي رغم أنه لم يكن موافقا على جميع الخيارات التي اتخذها نتنياهو على امتداد فترات حكمه.
لكنه يرى الآن أن نتنياهو سيبقى “الشخص الذي قسّم الأمة الإسرائيلية ضدّ بعضها البعض”. وقال “آمل ألاّ نصل إلى تلك النقطة. لكنه قد يدخل التاريخ باعتباره الشخص الذي دمّر دولة إسرائيل”.
وكان هراري من بين العشرات من الأكاديميين وقادة الأعمال والشخصيات العسكرية (في الخدمة والمتقاعدة) الذين لم يخفوا مواقفهم المعارضة للإصلاح القضائي.
ويشدد نتنياهو، الذي يُحاكم بتهم فساد، على ضرورة تنفيذ الخطة لكبح سلطات القضاء التدخلي. لكن منتقديه يقولون إنها ستدفع البلاد نحو الاستبداد، حيث ستضعف استقلالية النظام القضائي وتركّز السلطة في أيدي رئيس الوزراء وحلفائه.
يُذكر أن التغييرات المقترحة تشمل منح ائتلاف نتنياهو الحاكم السيطرة على تعيين القضاة والسلطة التي تمكّنه من إلغاء قرارات المحكمة العليا كلّما رأى ذلك مناسبا.
ودفعت احتجاجات عنيفة اجتاحت إسرائيل الأسبوع الماضي نتنياهو إلى تجميد الخطة وإطلاق مفاوضات كتسوية مع خصومه السياسيين.
وينتمي نتنياهو إلى ائتلاف يجمع الأحزاب اليهودية المتشددة والقومية المتطرفة المرتبطة بحركة الاستيطان في الضفة الغربية. وقال هراري إنه يمكن أن يتجه نحو الدكتاتورية إذا نجح في تمرير خططه، ودق ناقوس الخطر لتحذير داعمي إسرائيل الغربيين.
واعتبر أن وقوع هذا النوع من السلطة في أيدي نظام استبدادي ديني أصولي ذي أهداف توسعية وإيمان بالتفوق اليهودي “سيضرم النار في الشرق الأوسط بأكمله”.
واشتهر هراري البالغ من العمر 47 عاما بكتبه التي من بينها “العاقل: تاريخ مختصر للجنس البشري”.
ولاقى هذا الكتاب شهرة واسعة وأوصت به شخصيات معروفة على المسرح العالمي، مثل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ومؤسس شركة “مايكروسوفت” الملياردير بيل غيتس.
ومن مؤلّفاته الأخرى نجد كتاب “هومو ديوس: نبذة تاريخية عن الغد”.
• اقرأ أيضا:
الحرس الوطني عنوان خلاف جديد بين الحكومة الإسرائيلية ومعارضيها