مقطع فيديو لرقص مسن محتوى إجرامي في إيران

طهران - انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية لرجل مسن يرقص في إحدى الأسواق، وأثار موجة جدل بين الناشطين تحولت إلى تنديد بعد حظر الشرطةِ حسابَه الخاص على إنستغرام، وجاء في الرسالة التي شوهدت على صفحته أنه “تم حجب هذه الصفحة بسبب إنتاج محتوى إجرامي وبناء على قانون جرائم الكمبيوتر، وتم التعامل مع المخالفين”.
وأظهر الكثير من الناشطين دعمهم للراقص العجوز صادق باقري في رشت شمالي إيران، بنشر مقاطع فيديو لرقصات جماعية، بينما اعتبر وزير السياحة الإيراني عزت الله ضرغامي أن “الرجل لو رقص في الأيام الدينية لتم تشجيعه”.
وأضاف ضرغامي “لدينا مشكلة في إنتاج السعادة”، متابعا “لم نتمكن بعد من تقديم السعادة بشكل صحيح، إذا فرح رجل عجوز عند باب متجره أو غنى أغنية شعبية فهو متهم من وجهة نظرنا، ولكن إذا فعل نفس الشيء في الأيام أو المناسبات الدينية فسيتم تشجيعه”.
وكان ضرغامي قد قال مؤخراً في اجتماع جمعية التراث الثقافي الخيرية إن “السعادة من الأشياء التي فقدناها بعد الثورة”.
وبعد الانتشار الواسع لفيديو المسن أعلنت شرطة محافظة كيلان عن اعتقال “12 مديراً لصفحات إنستغرام” بعد “التنسيق مع السلطة القضائية”. وأعلنت بعض المصادر عن استدعاء واعتقال المسن صادق، دون تأكيد من مصادر رسمية.
الكثير من الناشطين الإيرانيين أظهروا دعمهم للراقص العجوز بنشر مقاطع فيديو لرقصات جماعية
وأدت قيود الحكومة الإيرانية وقمع الشرطة للحريات الشخصية إلى تزايد اعتماد الإيرانيين على منصات التواصل الاجتماعي التي باتت وسيلة لا غنى عنها للتنفيس عن الغضب والتعبير عن الرأي والحصول على معلومات موثوقة.
وشهدت الأيام القليلة الماضية انتقادات كثيرة لردة الفعل العنيفة على مقطع الرقص، ووصف موقع “انتخاب” الإخباري هذه الطريقة في التعامل بأنها “بناء جدار بين المواطنين والسعادة”.
وفي مقال آخر قارن الموقع معاملة النظام القضائي مع صادق باقري ورضا ثقتي، قائلا “لماذا يعتبر تصرف صادق باقري في سوق رشت جريمة، فيما لم يتم اتهام أحد بسبب فعل ثقتي، ولم يكن هناك أي أخبار عن القبض عليه ومتابعة قضيته؟”.
وكان رضا ثقتي المدير العام السابق لإدارة إرشاد محافظة كيلان، والذي تم فصله قبل بضعة أشهر بسبب نشر مقطع فيديو له وهو يمارس الجنس مع رجل يسمع صوته في الفيديو.
وقالت صحيفة “هم ميهن”، في مقال انتقدت فيه “السياسة الثقافية” في البلاد، إن هذا النهج “يبقى هو نفسه السياسة العامة ويعني احتكار التفسير”.
وقارنت الصحيفة في مقالها بين وجود بعض المشاهير ومن بينهم محمد رضا كلزار في الإذاعة والتلفزيون و”منع صادق باقري من القفز على أرضية سوق رشت”، مضيفة أن معنى هذه السياسة أننا “ندرك أي القفزات تخدش الحياء العام وأيها لا تضر”.
إيران تفرض على الإنترنت رقابة صارمة، وتعد الاعتقالات جزءا من حملة أوسع تشنها السلطات في ما يتعلق باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي
وفي هذا الصدد قارن البعض بين الاستدعاء الفوري للشرطة والقضاء في موضوع رقصة الرجل العجوز في رشت، وتأخر التعامل مع قضية الفساد في استيراد الشاي إلى إيران.
ونفى موقع “إنصاف نيوز” الإخباري نقلا عن بائع في السوق القبض على مواطنين على خلفية فيديو الرقص في سوق رشت، لكنه قال إنه تم إغلاق العديد من المحلات التجارية في هذه السوق. وتابع “عندما ينفقون المال مقابل البكاء، علينا أن ندفع ثمن الضحك”.
وقبل ذلك تعاملت المؤسسات الخاضعة لإشراف النظام الإيراني، مرارا وتكرارا، مع المواطنين الإيرانيين الذين نشرت صورهم وهم يرقصون على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي العام الماضي اعتقلت الشرطة 17 شخصا سجلوا سلسلة من الفيديوهات الخادعة في الشارع، ونشروها على موقع إنستغرام؛ حيث صوروا أنفسهم وهم يتظاهرون بارتكاب جرائم قتل ويرمون الناس بالحلوى، أمام دهشة المارة.
وقالت الشرطة إن المعتقلين، وهم من المؤثرين بموقع التواصل الاجتماعي، “زرعوا الفزع” بهدف زيادة أعداد متابعيهم.
وتفرض إيران على الإنترنت رقابة صارمة، وتعد الاعتقالات جزءا من حملة أوسع تشنها السلطات في ما يتعلق باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.