مقتل نجل رئيس مخابرات القذافي في ظروف غامضة

طرابلس – أفادت وسائل إعلام ليبية اليوم الأربعاء بمقتل نجل عبدالله السنوسي، رئيس المخابرات في عهد نظام الزعيم الراحل معمر القذافي في ظروف غامضة، حيث تضاربت الروايات حول ملابسات الوفاة.
وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إن نجل السنوسي وجد مقتولا في مدينة سبها بطلقات نارية في أماكن متفرقة من جسده، دون ذكر تفاصيل عن الجهة التي أطلقت عليه النار.
وأفاد تلفزيون العربية/الحدث السعودي نقلا عن مصادر اليوم الأربعاء باغتيال إمحمد السنوسي بالرصاص في سبها، وأضافت أن جثة السنوسي وجدت مصابة بطلقات نارية في أماكن متفرقة.
وفي المقابل، ذكرت قناة ليبيا الأحرار -الذراع الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا- نقلا عن أقارب عبدالله السنوسي أن "المغدور به وجد مقتولا في استراحة بسبها بعد شجار مع أحد أبناء عمومته".
وأكد أحد المدونين خبر مقتل امحمد نجل عبدالله السنوسي وقال إنه لقي حتفه على يد إبن عمه (م. ح) بأداة حادة خلال مشاجرة بينهم في سبها، وأضاف بأن أعيان قبيلة المقارحة يتحركون الآن لتسليم القاتل.
وتأتي عملية قتل نجل رئيس مخابرات القذافي في وقت تشهد ليبيا تقاربا بين شرق البلاد وغربها، وتزامنا مع زيارة نجل قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر (صدام) لمدينة سبها.
وكان آخر ظهور لنجل السنوسي في ديسمبر 2022، حين هدد بإغلاق جميع المؤسسات الحكومية في جنوب ليبيا، إذا لم تفرج الحكومة عن والده البالغ من العمر 72 عاما ورفاقه.
وينتمي السنوسي إلى قبيلة المقارحة في جنوب ليبيا، ويُواجه تهمًا عدة منها ما يتعلق بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية، ومحاولة قمع الثورة التي اندلعت ضد القذافي في 17 فبراير 2011.
وأجلت محكمة استئناف طرابلس في 15 مايو الجاري النطق بالحكم على رئيس السنوسي، إلى 5 يونيو المقبل، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع بعد تأجيلها يوم 9 مايو، بسبب عدم حضور المتهم للجلستين.
وأكد محامي عبدالله السنوسي، أحمد نشاد، أن الدفاع "كان جاهزا وكان بإمكان المحكمة سماع المرافعة والسير في الدعوى"، واصفاً تأجيل جلسات محاكمة موكله بأنها تتم "خارج إطار سيطرة المحكمة وخارج إرادة المتهمين".
وحمّل نشاد النائب العام والسلطات المحتجزة للمتهمين مسؤولية "تمادي الدعوى"، موضحا أن غياب السنوسي ومنصور ضو وعدم استدعائهم لـ3 جلسات متتالية "هو الذي يعيق يد المحكمة في الفصل في الدعوى".
أما عائلة عبدالله السنوسي فأصدرت بياناً طالبات فيه بمحاكمة عادلة للسنوسي وبتوفير "رعاية طبية لازمة بسبب تدهور وضعه الصحي" متهمة السلطات بـ"الإهمال المتعمد".
ومنذ أشهر، تقود عائلة السنوسي، ضغوطاً للإفراج عنه، وسط مخاوف من أن يلقى نفس مصير أبوعجيلة مسعود المريمي، أحد المشتبه بهم في قضية "تفجير لوكربي"، والذي سلمته سلطات طرابلس إلى القضاء الأميركي من أجل محاكمته، خاصة أن اسمه ذكر في التحقيقات المرتبطة بالحادث الشهير.
والسنوسي الذي كان الرجل الثاني في نظام القذافي، محتجز في سجن بطرابلس منذ عام 2012، بعد أن سلمته موريتانيا إلى ليبيا عقب فراره إليها.
وفي يونيو الماضي، كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية عن مفاوضات لإطلاق سراح عبدالله السنوسي، فيما لفتت إلى استخدام حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة رموز نظام القذافي المسجونين كورقة ضغط سياسية.
كما تواجه ليبيا ضغوطات أميركية لاستجواب السنوسي بشأن تفجير لوكربي في أسكتلندا عام 1988، إذ تشتبه منذ فترة طويلة في أنه العقل المدبر للعملية التي أودت بحياة 270 شخصًا، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.