مقتل مستوطن إسرائيلي في عملية إطلاق نار شرق القدس

القدس - قتل مستوطن إسرائيلي وأصيب ثمانية اليوم الخميس في إطلاق النار قرب مستوطنة "معاليه ادوميم" شرق القدس، تزامنا مع اعتراض الجيش الإسرائيلي هدفا في منطقة البحر الأحمر، وذلك بعدما دوت صفارات الإنذار في مدينة إيلات.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "مكان" "أطلق مسلحان النار صباح اليوم الخميس من أسلحة أوتوماتيكية على مسافرين على الطريق رقم 1 الواصل بين تل ابيب القدس في المنطقة القريبة من معاليه ادوميم و"حاجز الزعيم" بمحيط القدس.
وأوضحت أن طواقم الإسعاف التابعة لنجمة داود الحمراء وقوات الاسعاف الطبي التابعة لجيش الدفاع هرعت إلى مكان الحادث وبدأوا يقدمون الإسعافات لثمانية جرحى أصيبوا بالرصاص، من بينهم ثلاثة على الأقل إصاباتهم خطيرة للغاية.
وأضافت "تم تحييد الإرهابيين الاثنين، اللذين نفذا العملية الإرهابية، وقد توفي أحدهما على الفور وأصيب الآخر بجروح خطيرة.
ولفتت إلى أن قوات الشرطة وحرس الحدود يقومون بمسح المنطقة لاستبعاد احتمال وجود مسلحين إضافيين. وتم إغلاق الطرق في المنطقة أمام حركة المرور بسبب عمليات المسح.
من جانبها قالت القناة 13 العبرية، إن أحد المنفذين، تعمد الاصطدام بإحدى المركبات، من أجل إحداث إرباك وتعطيل لحركة السير، ثم بدأوا بتنفيذ عملية إطلاق النار على المستوطنين.
وتشهد الضفة الغربية توترات كبيرة بالفعل بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقتل مسلح تشتبه الشرطة في أنه فلسطيني شخصين بالرصاص في محطة للحافلات بجنوب إسرائيل يوم الجمعة.
وتقول سلطات الصحة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أدى إلى مقتل أكثر من 29 ألف فلسطيني، كما دمر جزءا كبيرا من القطاع وشرد معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وتقول إسرائيل إن هدفها هو القضاء على حماس، التي تتوعد بتدمير إسرائيل، بعدما شنت الحركة هجوما على إسرائيل انطلاقا من غزة في السابع من أكتوبر تشرين أول والذي أسفر حسب الرواية الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
وتزامنت هذه العملية مع اعتراض الجيش الإسرائيلي هدفا في منطقة البحر الأحمر. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة "إكس"، إن الدفاعات الجوية اعترضت هدفا واحدا تم إطلاقه وكان في طريقه نحو الأراضي الإسرائيلية من منطقة البحر الأحمر.
وأوضح أنه تم تفعيل صفارات الإنذارات في منطقة مدينة إيلات وفق السياسة المتبعة، لكن "الهدف لم يشكل أي تهديد".
من جانبها، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن الهدف الذي تم اعتراضه هو "صاروخ حوثي كان متجها إلى إيلات"، فيما لم يصدر على الفور تعليق من الجماعة اليمنية.
وأظهرت لقطات من مدينة إيلات في أقصى جنوب إسرائيل مسارات دخان في السماء بعد عملية الاعتراض.
وشارك عدة ناشطين وصحافيين عبر "إكس" صورا واضحة للصاروخ عقب استهدافه فوق سماء المدينة.
وسبق أن كانت إيلات، الواقعة على البحر الأحمر، هدفا لصواريخ ومسيرات بعيدة المدى أطلقها الحوثيون من اليمن ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتم اعتراض جميع المقذوفات أو أخطأت هدفها. كما أطلقت مجموعة مدعومة من إيران في سوريا طائرات بدون طيار على إيلات، فأصابت مدرسة في نوفمبر.
واعتراض الجيش الإسرائيلي للصاروخ الحوثي هو سادس عملية في خضم الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، وقد أسقطت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية صواريخ كروز والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون في الأشهر الأخيرة.
والحوثيون المدعومون من إيران، الذين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014 ويسيطرون على مساحات واسعة من البلاد، هم "جزء من محور المقاومة" ضد إسرائيل إلى جانب حماس– التي ترعاها طهران أيضًا.
وأعرب المتمردون الحوثيون عن دعمهم للفلسطينيين وهددوا إسرائيل وسط الحرب رافعين شعار "الموت لأميركا"، "الموت لإسرائيل"، "النصر للإسلام".
وقبل وقت قصير من الإطلاق على إيلات، أعلن الجيش الأميركي أنه شن "ضربات دفاعا عن النفس" الأربعاء استهدفت صواريخ ومنصات إطلاق للحوثيين في اليمن كانت تشكل خطرا على الملاحة التجارية والقوات البحرية في البحر الأحمر.
ومنذ 19 نوفمبر، يشنّ الحوثيون هجمات في البحر الأحمر وبحر العرب ضد سفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها.
وفي محاولة لردعهم، تشنّ القوّات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 يناير.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إنها نفذت الأربعاء قبيل الفجر بتوقيت صنعاء "أربع ضربات دفاعا عن النفس ضد سبعة صواريخ كروز متحركة مضادة للسفن تابعة للحوثيين ومنصة صواريخ بالستية متحركة مضادة للسفن كانت معدة لإطلاق صواريخ باتجاه البحر الأحمر"، وفق بيان نُشر على منصة اكس.
وأضاف البيان أن الجيش الأميركي أسقط أيضا طائرة مسيّرة انقضاضية.
وأشار إلى أن قوات سنتكوم "حددت الصواريخ ومنصات الإطلاق والطائرات المسيّرة الآتية من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنها تشكل تهديدا وشيكا على السفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة".
وأعلن البنتاغون الثلاثاء أن مسيّرة أميركية من طراز أم كيو-9 تحطمت قبالة سواحل اليمن بعدما أصيبت على ما يبدو بصاروخ أطلقه الحوثيون.
وأدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى ارتفاع تكاليف تأمين السفن، ما أجبر غالبية شركات الشحن على تجنب عبور البحر الأحمر، وهو طريق حيوي تمر عبره نحو 12 بالمئة من التجارة البحرية العالمية.