مقتل زعيم داعش في عملية إنزال أميركية شمال غرب سوريا

أبوإبراهيم الهاشمي القرشي يفجر نفسه خلال استهداف منزله في إدلب.
الجمعة 2022/02/04
العملية خلفت قتلى وإصابات في صفوف المدنيين

واشنطن - أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس “إزالة” زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوإبراهيم الهاشمي القرشي من “ساحة المعركة”، بعدما أقدم على تفجير نفسه خلال تنفيذ القوات الخاصة الأميركية إنزالا استهدف مقر إقامته في شمال غرب سوريا.

وقال بايدن في خطاب متلفز “بينما كان جنودنا يتقدّمون للقبض عليه، اختار الإرهابي، في عمل جبان يائس أخير، ومن دون أيّ مراعاة لأرواح أسرته أو الآخرين في المبنى، تفجير نفسه… عوضا عن مواجهة العدالة على الجرائم التي ارتكبها”.

وذكر مسؤول كبير في البيت الأبيض أنّه عند بدء العملية، “فجّر الهدف الإرهابي قنبلة قتلته وأفراد عائلته وبينهم نساء وأطفال” داخل منزله الواقع في بلدة أطمة في محافظة إدلب، وهي المنطقة ذاتها التي نفذت فيها واشنطن عملية مماثلة أسفرت في السابع والعشرين من 2019 عن مقتل زعيم التنظيم السابق أبوبكر البغدادي.

جو بايدن: أزلنا أبوإبراهيم الهاشمي القرشي من ساحة المعركة
جو بايدن: أزلنا أبوإبراهيم الهاشمي القرشي من ساحة المعركة

ومنذ تسلمه مهامه خلفا للبغدادي في نهاية أكتوبر 2019، لم يظهر القرشي علنا أو في أي من إصدارات التنظيم المتطرف ولا يعرف الكثير عنه أو عن تنقلاته. ولم يعن اسمه حينها شيئا للكثير من الخبراء بشؤون الجماعات الجهادية، حتى أنّ بعضهم طرح إمكانية أن يكون شخصية وهمية، وقال عنه مسؤول أميركي رفيع المستوى حينها إنّه “مجهول تماما”.

وبعد تقارير استخبارية كشفت اسمه الحقيقي، وهو أمير محمّد عبدالرحمن المولى الصلبي، تبيّن أن الولايات المتحدة كانت قد رصدت في أغسطس 2019 مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى المولى، الذي كان لا يزال في حينه قياديا في التنظيم الجهادي لكنّه مع ذلك كان “خليفة محتملا” للبغدادي.

وضاعفت المكافأة في يونيو 2020 إلى عشرة ملايين دولار، بعد أسابيع من وضعه على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين”.

وبحسب موقع “المكافآت من أجل العدالة” التابع للحكومة الأميركية فإنّ المولى، الذي “يعرف أيضا باسم حجي عبدالله” كان “باحثا دينيا في المنظمة السابقة لداعش وهي منظمة القاعدة في العراق، وارتفع بثبات في الصفوف ليتولى دورا قياديا كبيرا” في التنظيم.

واستهدفت العملية الأميركية مبنى من طبقتين في أرض محاطة بأشجار الزيتون. وتضرّر الطابق العلوي منه بشدة وغطى الدخان الأسود سقفه الذي انهار جزء منه. وتبعثرت محتويات المنزل الذي انتشرت بقع دماء في أنحائه.

وتداول سكان ليلا تسجيلات صوتية خلال العملية، يطلب فيها متحدث باللغة العربية من النساء والأطفال إخلاء المكان المستهدف.

وجاء القضاء على قائد التنظيم بعد أيام من إعلان قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، إعادة سيطرتها على سجن الصناعة في مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، حيث خاض التنظيم هجوما منسقا على السجن، شارك فيه مقاتلون من الخارج وسجناء من الداخل. وعقب الهجوم اشتباكات استمرت لأيام، وأوقعت المئات من القتلى من الطرفين.

Thumbnail

وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، انطلقت المروحيات الأميركية من قاعدة عسكرية في مدينة كوباني (عين العرب) ذات الغالبية الكردية. وشارك عناصر من القوات الخاصة، المدربة أميركيا والتابعة لقوات سوريا الديمقراطية، في العملية في إدلب.

وقبل الإعلان الأميركي، غرّد مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي أن العملية “استهدفت أخطر الإرهابيين الدوليين”.

وتضم منطقة أطمة حيث تم الإنزال الأميركي العديد من مخيمات النازحين المكتظة. ويقول خبراء إن قياديين جهاديين يتخذون منها مقرا يتوارون فيه.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) مع فصائل أخرى أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة. وينشط في المنطقة فصيل حراس الدين المتشدد والمرتبط بتنظيم القاعدة. وتؤوي منطقة سيطرة الفصائل ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريبا من النازحين.

وتتعرض هذه الفصائل لغارات جوية متكررة يشنّها النظام السوري وحليفته روسيا، فضلا عن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وتثير الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة في سوريا والعراق المجاور بين الحين والآخر انتقادات واسعة، لتسبّبها في مقتل وإصابة مدنيين.

2