مقتل ثلاثة عشر شخصا في هجوم لداعش شمالي العراق

الرئيس العراقي يدعو إلى تعزيز التعاون الأمني بين القوات الكردية والجيش الاتحادي عقب مقتل عشرة من البيشمركة وثلاثة مدنيين، في قرية بقضاء مخمور.
السبت 2021/12/04
خطط للتصدي للهجمات الإرهابية

بغداد - بحثت قيادة العمليات المشتركة العراقية مع وفد من قوات البيشمركة السبت، إمكانية وضع خطط لمواجهة تنظيم داعش والتنسيق الأمني بين الطرفين، وذلك عقب الهجوم الدامي الذي خلف 13 قتيلا أغلبهم من قوات الأمن في قرية خدرجيجة في قضاء مخمور بمحافظة نينوى شمالي العراق.

وذكر بيان لقيادة العمليات المشتركة، أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع) أن "وفدا من البيشمركة وصل إلى مقر قيادة العمليات المشتركة في العاصمة بغداد للتباحث والتنسيق الأمني في المناطق ذات الاهتمام المشترك ووضع خطط جديدة لمواجهة الاعتداءات الإرهابية".

وأضاف البيان أن "نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبدالأمير الشمري استقبل الوفد الأمني وبحثا سبل الحدّ من هجمات داعش".

وتعرضت قوات البيشمركة في قضاء مخمور لعدة هجمات من عناصر تنظيم داعش خلال الأسبوع الماضي راح ضحيتها عدد من البيشمركة والمدنيين، وكان آخرها فجر الجمعة عندما هاجم عناصر التنظيم قرية خدرجيجة على سفح جبل قرجوخ، وأوقعوا ضحايا بصفوف الأهالي.

 وعقب الهجوم تحركت قوات البيشمركة لملاحقة المهاجمين لتنفجر عبوة مزروعة على جانب الطريق مما أوقع عددا من الضحايا في صفوف القوات الكردية.

وقال مسؤولون في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي إن هجوما شنه مسلحون من تنظيم داعش على قرية في شمال العراق الجمعة أسفر عن مقتل 13 شخصا على الأقل بينهم ثلاثة قرويين وعشرة جنود أكراد.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الدامي في بيان نشره حساب تابع له بموقع تليغرام.

ووقع الهجوم في قضاء مخمور، وهو نقطة رئيسية لنشاط تنظيم داعش ويشهد هجمات منتظمة على القوات الكردية والعراقية والمدنيين في الكثير من الأحيان.

وتقع مخمور، وهي منطقة جبلية، على بعد 70 كيلومترا جنوب شرقي الموصل و60 كيلومترا جنوب غربي أربيل عاصمة إقليم كردستان.

ودعا الرئيس العراقي برهم صالح الجمعة، إلى المزيد من التعاون الأمني بين قوات البيشمركة (حرس إقليم كردستان شمالي البلاد) وقوات الجيش الاتحادي.

وقال صالح في تغريدة إن "هجمات داعش على حواجز البيشمركة في مخمور خطيرة، ومواجهتها هي مهمتنا الملحة الحالية".

وأضاف أن "تعزيز التعاون بين الجيش العراقي والبيشمركة ضروري للقضاء على الإرهابيين وتوفير الأمن في المنطقة".

وتوعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجمعة بأن الهجوم الدموي لن يمر دون عقاب، مضيفا أن قوات البيشمركة تعمل جنبا إلى جنب مع القوات العراقية لتأمين المدن، وفق الناطق العسكري باسمه اللواء يحيى رسول عبدالله.

ودعا رئيس وزراء كردستان العراق مسرور البارزاني إلى تعاون أمني أكبر مع قوات الأمن العراقية للتصدي لنشاط تنظيم داعش.

وأعربت الولايات المتحدة الجمعة، عن "قلقها العميق" إزاء التصعيد المستمر لهجمات تنظيم داعش في جميع أنحاء العراق، وفق بيان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وشدد بلينكن في بيانه على أن بلاده ستواصل دعم البيشمركة وقوات الأمن العراقية كجزء من جهودها لهزيمة داعش.

ولطالما ألقى مسؤولون ومحللون عراقيون باللوم في استمرار تنظيم داعش في شن هجمات دموية، على غياب التنسيق في رقعة من الأراضي تطالب بها كلّ من بغداد وأربيل.

وسيطر التنظيم المتشدد على ما يقرب من ثلث العراق بين عامي 2014 و2017، بما في ذلك قضاء مخمور النائي إلى جانب مدن رئيسية بينها الموصل.

وهزم تحالف بقيادة الولايات المتحدة وقوات عراقية وكردية وفصائل شيعية مدعومة من إيران التنظيم المتشدد في 2017، لكن أعضاءه ما زالوا يجوبون مناطق في شمال العراق وشمال شرق سوريا.

ويقول مسؤولون عسكريون غربيون إن ما لا يقل عن عشرة آلاف مقاتل من التنظيم ما زالوا في العراق وسوريا.

وتعد الفراغات الأمنية بين قوات الجيش العراقي والبيشمركة، أحد أبرز التحديات أمام جهود محاربة فلول "داعش" في العراق.

وتمتد الفراغات من الحدود السورية شمالا عند محافظة نينوى مرورا بمحافظتي صلاح الدين وكركوك وصولا إلى ديالى على حدود إيران.

وتشكلت الفراغات نتيجة التوتر بين الجيش والبيشمركة عقب استفتاء الانفصال الباطل عام 2017، إذ تمتد بينهما ما يشبه الأرض الحرام بين الجيشين، وفي بعض المناطق تكون بعمق بضعة كيلومترات، وتعد ملاذا لتحرك مسلحي داعش.