مقتل ثلاثة جنود لبنانيين بنيران إسرائيلية

الجيش الإسرائيلي يستهدف قاعدة مخابراتية لحزب الله وورشة انتاج أسلحة تحت الأرض بعد شنه غارات على عشرات البلدات والقرى في جنوب لبنان.
الأحد 2024/10/20
إسرائيل تواصل التصعيد لتحجيم حزب الله

بيروت - قتل ثلاثة عسكريين لبنانيين الأحد في استهداف إسرائيلي لآلية كانت تقلهم في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت قيادة الجيش، على وقع تكثيف إسرائيل لغاراتها على مناطق عدة في لبنان منذ نحو شهر.

وأورد الجيش في بيان "استهدف العدو الإسرائيلي آلية للجيش على طريق عين إبل - حانين في الجنوب، ما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء"، ليرتفع بذلك عدد قتلى الجيش منذ 23 سبتمبر الى ثمانية عسكريين.

من جهته، أعلن حزب الله في بيان أنه قصف بالصواريخ قاعدة عسكرية تقع شرق مدينة صفد في شمال إسرائيل.

وأضاف أن مقاتليه قصفوا "قاعدة فيلون في روش بينا شرق مدينة صفد برشقة صاروخية كبيرة، ردا على اعتداءات إسرائيل على القرى والمنازل الآمنة".

ولاحقا أعلن حزب الله قصفه بالصواريخ تجمعين لقوات إسرائيلية داخل بلدتين حدوديتين في جنوب لبنان، حيث بدأت إسرائيل في نهاية سبتمبر عمليات توغل بري.

وأورد الحزب في بيانين أن مقاتليه استهدفوا برشقة صاروخية "تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في الأطراف الشرقية لبلدة مركبا" الحدودية. واستهدفوا كذلك تجمعا مماثلا غرب بلدة العديسة المجاورة.

وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه أغار على "مركز قيادة" ومنشأة للأسلحة تحت الأرض لحزب الله في بيروت كاشفا عن مقتل 3 قياديين من الجماعة المدعومة من إيران خلال يومين، بعدما أفاد الإعلام الرسمي اللبناني بأن الغارات طالت عشرات البلدات والقرى في جنوب البلاد.

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة إكس "جيش الدفاع هاجم مقر قيادة لركن الاستخبارات التابع لحزب الله، وورشة إنتاج أسلحة تحت الأرض في بيروت".

وأوضح أن مقاتلات حربية هاجمت أهدافا للجماعة اللبنانية المسلحة، في منطقة شرق تبنين جنوبي لبنان، مما أدى إلى مقتل القيادي البارز فيها، عباس سلامة.

وذكر البيان أن سلامة "أدار القتال في منطقة بنت جبيل، جنوبي لبنان"، و"لعب دورًا في تنفيذ مخططات إرهابية عديدة" ضد إسرائيل. 

كما شغل سلامة في الماضي مناصب عديدة في جبهة الجنوب لجماعة حزب الله، المصنفة منظمة إرهابية في الولايات المتحدة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد تمكن، السبت، من قتل قيادي عسكري كبير  في حزب الله، يدعى رضا عباس عواضة، وهو "خبير في مجال الاتصالات اللاسلكية في حزب الله".

كما أعلن الجيش مقتل القيادي في حزب الله، أحمد علي حسين، الذي كان يشغل منصب "مسؤول طاقم إنتاج الأسلحة".

ولفت البيان إلى حسين كان مسؤولا عن "تسليح عناصر حزب الله بوسائل قتالية استراتيجية"، وأنه "خضع إلى عمليات تأهيل معمقة في إيران".

شنّت طائرات اسرائيلية فجر الأحد غارات على عشرات البلدات والقرى في جنوب لبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، طالت كذلك مدينة النبطية للمرة الثالثة منذ نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت الوكالة الرسمية إن "طائرات حربية (إسرائيلية) أغارت" على النبطية "لسبع مرات"، مشيرة الى أن إحدى الغارات استهدفت مبنى مأهولا، تعمل فرق الإنقاذ على رفع الأنقاض وسحب الضحايا منه.

وتعرضت المدينة مرتين خلال الأيام الماضية لسلسلة غارات دامية، أسفرت الأولى في 12 أكتوبر عن دمار هائل في السوق التجارية للمدينة، بينما أدت الثانية الأربعاء الى تدمير مبنى البلدية ومحيطه، وأوقعت 16 قتيلا على الأقل بينهم رئيس البلدية وأعضاء في فريق عمله.

وأوردت الوكالة الأحد أسماء أكثر من 50 بلدة وقرية في جنوب لبنان طالتها غارات إسرائيلية أخرى، بينها الخيام وبنت جبيل وكفرشوبا وعيتا الشعب. وقد أسفر بعض تلك الغارات عن وقوع ضحايا.

وفي بلدة ميس الجبل الحدودية، ذكرت الوكالة أن "قوة إسرائيلية أقدمت على تفجير حي الطراش بعد تفخيخه بمواد شديدة الانفجار". كما "جرفت مقبرة" بلدة بليدا المجاورة لميس الجبل.

وتقع البلدتان التي نزح السكان منهما على وقع التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منذ عام، عند الحدود الجنوبية للبنان مع الدولة العبرية. وقد تعرضتا لدمار هائل جراء العمليات العسكرية.

وتعرضت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، لغارتين إسرائيليتين على الأقل في وقت مبكر الأحد، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بعيد إنذار اسرائيلي بإخلاء اثنين من مناطقها.

وأفادت الوكالة عن "غارتين شنهما الطيران المعادي صباحا على الضاحية الجنوبية، وقد استهدفت إحداها مبنى سكنيا" يقع على مقربة من مسجد ومستشفى في منطقة حارة حريك.

وكان الجيش الإسرائيلي طلب فجر الأحد من السكان إخلاء أبنية، قال إنها تقع "قرب منشآت ومصالح تابعة لحزب الله"، وذلك في منطقتي حارة حريك والحدث.

والضاحية الجنوبية هي منطقة مكتظة كان عدد سكانها يقدّر بنحو 850 ألف نسمة، وتضم العديد من المباني السكنية الكبيرة والمؤسسات التجارية والتعليمية والاستشفائية. ونزحت غالبية سكانها منذ بدء التصعيد الراهن أواخر سبتمبر.

وتراجعت وتيرة الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية الى حد كبير خلال هذا الأسبوع، لتقتصر على غارتين صباح الأربعاء، قبل أن تتجدد السبت وتستهدف أبنية في مناطق حارة حريك وبرج البراجنة والشويفات بعد إنذارات إسرائيلية بالإخلاء.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق صباح اليوم أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف حوالي 175 هدفا تابعا لحماس وحزب الله، في غزة ولبنان على التوالي في الساعات الـ24 الماضية.

وتابع الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو قصف أيضا عشرات من الأهداف لحزب الله، فيما تواصل أربع فرق عملها على الأرض ضد حزب الله.

وأضاف أن عشرات المسلحين قتلوا أيضا خلال العمليات في قطاع غزة السبت.

وتأتي غارات السبت والأحد بعد اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله بمحاولة اغتياله السبت عبر هجوم بمُسيّرة أطلِقت نحو مسكنه في قيسارية، متوعدا إيران والفصائل المتحالفة معها بـ"دفع ثمن باهظ".

وفي حين لم يتبنَّ حزب الله إطلاق المسيّرة بشكل رسمي حتى الآن، قالت بعثة إيران في الأمم المتحدة السبت إن الحزب المدعوم من طهران هو من نفّذ الهجوم، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).

ويزيد اتهام نتنياهو الخشية من تصعيد عسكري إضافي في المنطقة، خصوصا أن إسرائيل توعدت مرارا بالرد على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من أكتوبر وتُواصل حربها على حركة حماس بغزة وحزب الله بلبنان.

استهدف سلاح الجو الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية، حوالي 65 هدفا، مما أدى إلى "مقتل عشرات المسلحين"، حسب بيان إسرائيلي رسمي.

ووفق بيان الجيش، فإن المناورة البرية في جنوب لبنان مستمرة، حيث "تعمل الفرق 146 و91 و36 و98، على تدمير بنى تحتية تابعة لمنظمة حزب الله"، المدرجة على قوائم الارهاب في الولايات المتحدة، و"مصادرة أسلحة تم العثور عليها".

من جانبها، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن إسرائيل تشن "سلسلة غارات على الضاحية (الجنوبية) منذ الفجر (الأحد)، شملت صباحا (مناطق) حارة حريك مبنى قرب مسجد الحسنين، والحدث، والسان تريز ومحيط القاروط".

وفر عشرات الآلاف من الضاحية، منذ أن بدأت إسرائيل استهداف المنطقة بصورة منتظمة قبل 3 أسابيع تقريبا.

وصّعدت اسرائيل منذ 23 سبتمبر وتيرة غاراتها في لبنان، استهدفت بشكل خاص معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها. وأعلنت نهاية الشهر نفسه بدء عمليات توغل بري عبر الحدود.

ومنذ ذلك الحين، قتل ما لا يقل عن 1454 شخصا في لبنان بنيران اسرائيلية، بحسب تعداد يستند إلى بيانات رسمية، بينما أرغم أكثر من مليون شخص على ترك بيوتهم وفق السلطات.