مقتل أربعة مسؤولين بالحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية على دمشق

الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مبنى سكنيا في حي المزة بدمشق أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم مسؤول كبير في وحدة المعلومات التابعة للحرس الثوري.
السبت 2024/01/20
تدمير مبنى تابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا

دمشق - أكد الحرس الثوري الإيراني مقتل أربعة مستشارين عسكريين إيرانيين بقصف إسرائيلي استهدف، صباح السبت، مبنى سكنياً قرب السفارة اللبنانية في منطقة المزة غربيّ العاصمة السورية دمشق.

وأعلن "الحرس الثوري"، في بيان، "مقتل 4 من المستشارين العسكريين الإيرانيين في هجوم إسرائيلي على دمشق"، مشيراً إلى أن "الهجوم الإسرائيلي الإجرامي أودى أيضاً بحياة عدد من عناصر القوات السورية". كما تعهد بالكشف عن "المزيد من المعلومات لاحقاً"، بحسب البيان.

وفي وقت سابق السبت، قال مصدر أمني في تحالف إقليمي مؤيد لسوريا في تصريحات لرويترز إن أربعة من الحرس الثوري الإيراني، بينهم مسؤول كبير في وحدة المعلومات التابعة له، قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على دمشق اليوم السبت.

وأضاف المصدر أن الهجوم الذي استخدمت فيه "صواريخ محددة الهدف بدقة" أدى إلى تدمير مبنى متعدد الطوابق في حي المزة بالعاصمة السورية.

وذكر المصدر الأمني الذي ينتمي إلى شبكة من المجموعات القريبة من حكومة سوريا وحليفتها الرئيسية إيران أن المبنى متعدد الطوابق كان يستخدمه مستشارون إيرانيون يدعمون حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وأن ضربة "بصواريخ إسرائيلية محددة الهدف بدقة" أدت إلى تسويته بالأرض.

وأكدت وكالة الطلبة الإيرانية اغتيال مسؤول الاستخبارات في "فيلق القدس" الإيراني ونائبه في الغارة الإسرائيلية على دمشق. وفي هذا الإطار، أوردت وسائل إعلام وحسابات افتراضية إيرانية أن قائد الاستخبارات في الفيلق يدعى الحاج صادق أميد زاده، أما نائبه فاسمه غلام وهو معروف بلقب "الحاج محروم"، بحسب المصادر نفسها.

وكذلك نقلت وكالة مهر الإيرانية للإنباء، عن مصادر وصفتها بـ"الموثوقة"، أن مستشارَين عسكريَّين إيرانيًّين كبيرَين قُتلا في الغارة الإسرائيلية على دمشق.

ومن جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع خمسة قتلى في غارة إسرائيلية على مبنى في دمشق.

وأضاف المرصد أن المبنى "كان يضم اجتماعا لقيادات مقربة من إيران، وأن الحي يعرف  بكونه أمنيا ويضم قيادات من الحرس الثوري الإيراني، وقيادات فلسطينية مقربة من إيران".

وتضم منطقة المزة في غرب دمشق حيث وقع الانفجار، مقرات أمنية وعسكرية عدة إضافة لمقرات وأماكن سكن قيادات فلسطينية بارزة، وفيها تجمع لعدد من السفارات والمنظمات الأممية وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن جهتها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن أربعة أشخاص قتلوا في غارة إسرائيلية على دمشق.

ونقلت الصحيفة عن تقارير صحفية قولها إن قائمة القتلى شملت أكرم الجوري، العضو البارز في حركة الجهاد الإسلامي، ومسؤول في الحرس الثوري الإيراني.

ونفت حركة الجهاد الإسلامي التقرير العبري، وأكدت أن جميع كوادر الحركة  في سوريا بخير.

وقال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في سوريا اسماعيل السنداوي ، لصحيفة "الوطن" السورية السبت ، إن "جميع كوادر الحركة بدمشق بخير والعدوان الذي استهدف أحد المباني بدمشق لم يطال أياً من مكاتب الحركة".

وشدد السندواي في تصريح لموقع "شام إف إم" السبت أن "المبنى الذي استهدفه العدو الإسرائيلي في العاصمة السورية لا علاقة له بحركة الجهاد".

وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إلى ان "عدوانا إسرائيلياً استهدف مبنى سكنياً" في العاصمة السورية.

ووصل الى المكان إلى أن البناء المستهدف انهار بالكامل وتحاول فرق الدفاع المدني إخراج مصابين أو قتلى من تحت الأنقاض.

وشوهد عددا من سيارات الإطفاء والإسعاف وفرق الهلال الأحمر وسط طوق أمني ضرب حول المكان.

وقال أحد سكّان المنطقة "سمعت صوت الانفجار بشكل واضح في منطقة المزة غربية، وشاهدتُ سحابة دخان كبيرة بالصدفة عندما كنتُ على السطح".

وأضاف "سمعت أصواتا تشبه انفجارات الصواريخ وبعد دقائق سمعت أصوات سيارات إسعاف".

ومنذ اندلاع النزاع عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري.

وصعّدت إسرائيل وتيرة استهدافها للأراضي السورية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر بعد هجوم حركة حماس غير المسبوق على الدولة العبرية.

وفي ديسمبر، قتل القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني رضي موشوي في ريف دمشق جراء ضربة جوية إسرائيلية قرب دمشق، وفق السلطات السورية والإيرانية.

وقتل في الشهر نفسه أكثر من 23 مقاتلاً موالياً لإيران في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في سوريا، بحسب المرصد.

ولا يعلق الجيش الإسرائيلي إجمالا ولا يؤكد أو ينفي هذه الضربات.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلاً يومياً للقصف. ويعلن حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها"، بينما يردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

كما تطلق مجموعات موالية لإيران في جنوب سوريا قذائف باتجاه هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ترد عليها إسرائيل بالمثل.