مقترح إسرائيلي لهدوء لمدة يومين مع حزب الله وضربة قوية حال انتهاكه

القدس – ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم الأحد أنّ ضبّاطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي يقترحون "خلق واقع جديد بالتنسيق مع الأميركيين"، هو عبارة عن "وقف إطلاق النار لمدة يومين في الشمال، ومهاجمة جنوب لبنان بقوّة في حال انتهاكه".
ويأتي هذا المقترح مع احتدام القتال على الجبهة الشمالية في إسرائيل، وتواصل التصعيد الإسرائيلي عبر عمليات اغتيال في لبنان والمنطقة، ومواجهة ذلك بعمليات عسكرية مكثّفة لحزب الله، الذي هدّد نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الجمعة بتوجيه "صفعة كبيرة" لإسرائيل إذا أقدمت على "توسعة العدوان" على الحدود.
منذ بدء الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، يجري تبادل يومي للقصف على الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله الذي يدعم حماس.
وقُتل مدني وعنصر من حزب الله في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية وحزب الله.
ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار في الشمال –لم تسمهم- قولهم إنّ "الطريق إلى خلق معادلة جديدة في الشمال هو إعلان بسيط من الجيش الإسرائيلي بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، في مقابل هجوم من شأنه أن يجلب الدمار إلى جنوب لبنان، بما في ذلك الهجمات على المنازل المشبوهة في القرى الشيعية على الحدود، والتي حاولنا حتى الآن تجنّبها. الصمت سيُقابَل بالصمت، لكن إطلاق النار سيُقابَل بإطلاق نار غير متناسب".
وأوضح أحد كبار الضباط بأنّ "المعادلة الحالية، التي بموجبها يسمح حزب الله لنفسه بإطلاق النار مباشرة على المنازل في المنارة وماتولا والمستوطنات الأخرى، خطيرة ويجب تفكيكها".
وأضافت الصحيفة أنّ "العديد من الضباط يعتقدون بأنّه يجب خلق واقع جديد بالقوّة. ولكن وفقاً لهم، فإنّ ردود القيادة الشمالية محدودة من قبل هيئة الأركان العامة والقيادة السياسية، الذين يحاولون تجنّب أكبر قدر ممكن من الأضرار في المنطقة".
ووفقاً لهؤلاء الضباط، فإنّ إسرائيل "لا تستفيد من حقيقة أنّ لدى حزب الله الكثير ليخسره من التصعيد في هذا الوقت".
لذلك، وفق رأيهم، "من الضروري العمل بشكل تدريجي، وبالتنسيق مع الأميركيين، حتى لا يُنظر إليهم على أنّهم يحرّضون على الحرب، لتوفير فرصة فعلية لإحلال السلام على الحدود، من خلال إطلاق النار على المنطقة".
وأضاف الضباط "من جانبنا، وفي الوقت نفسه، نعمل على خلق أساس لشرعية الهجوم الذي سيؤدّي في النهاية إلى عودة الأمن إلى المستوطنات الشمالية".
وقال أحد الضباط للصحيفة "لماذا ننتظر في وضع دفاعي، لاحتمال تسلل قوة رضوان؟"، مضيفاً "حزب الله هو من بادر إلى فتح الجبهة، وهو من يجب أن يكون في حالة تأهب لكي لا ندخل نحن بلداته، في عيتا الشعب أو مارون الراس. المعادلة يجب أن تتغير".
ويؤكد التقرير الإسرائيلي أنّه "لم يبقَ إلّا موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت على هذه المبادرة.
وكان غالات قد قام بجولة تفقد في قيادة المنطقة الشمالية الجمعة، ومن الواضح مما قاله أنه لا يشارك الرأي القائل بأن الهجمات الحالية ضد حزب الله ليست كافية.
وقال غالانت "نتيجة العملية ضد حزب الله هي نتيجة جيدة بحسب ما حددناه".
وأضاف "نتصدى ونحبط محاولات التسلل، ندفع حزب الله بعيدا عن السياج الحدودي، نضربه، نستهدف عناصره حتى داخل القرى، وحتى داخل المحميات الطبيعية، ونستهدف الصواريخ المضادة للدروع ومن يحاولون إطلاقها".
وأشار إلى أنه "يقدر أنه طالما استمر القتال في غزة ، سيكون هناك قتال في الشمال ". وتابع قائلا "لا أرغب في الحرب، ولا أريد أن أعتبرها خيارا أول، ولذلك نحاول استنفاد الخيار التوافقي. لكن إذا اضطررنا لاستخدام القوة لإعادة سكان الشمال إلى ديارهم - فسنستخدمها. والجيش مستعد لحماية مواطني البلاد"
منذ بدء التصعيد على الحدود في الثامن من أكتوبر، قتل أكثر من 195 شخصا في لبنان، من بينهم 142 مقاتلا على الأقل من حزب الله المدعوم من إيران.
وقضى على الجانب الإسرائيلي 15 شخصا، هم تسعة عسكريين وستة مدنيين، بحسب الجيش الإسرائيلي.
والجمعة، أدت غارات إسرائيلية إلى “تدمير كلي” لثلاثة منازل على الأقل في قرية كفركلا بجنوب لبنان، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية ومختار البلدة الحدودية.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام أن الطيران الإسرائيلي استهدف المنازل الثلاثة صباحا ما أدى إلى “دميرها كليا”، كما استهدف منزلا آخر عصرا تزامنا مع قصف مدفعي أصاب منزلا خامسا في البلدة.