مقتدى الصدر يتراجع عن مقاطعة الانتخابات العراقية

بغداد - أعلن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الجمعة تراجعه عن مقاطعة الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، مؤكدا عزمه على خوضها بكل قوة، داعيا إلى مشاركة مليونية في الانتخابات.
وكان الصدر قد أعلن في الشهر الماضي أنه لن يشارك في الانتخابات العراقية المقبلة ولن يدعم أي حزب، حفاظا على ما تبقى من البلاد.
وقال الصدر في خطاب متلفز "إن التيار الصدري سيخوض الانتخابات البرلمانية بمشاركة مليونية من جماهيره".
وأضاف "اليوم تسلمت ورقة من القادة السياسيين الذين يسعون للإصلاح وهي ورقة ميثاق إصلاحية يعتد بها، كانت بابا لإنقاذ العراق من أفكاك الفاسدين".
وتابع أن "هذه الورقة يجب أن تكون ميثاقا وعهدا بين الموقعين والشعب العراقي بسقف زمني دون مشاركة الفاسدين".
وذكر الصدر أن "الورقة جاءت وفق تطلعاتنا، والعودة إلى المشاركة في الانتخابات باتت مقبولة، وأراهن على مشاركة مليونية من الجماهير".
ويرى مراقبون أن عودة الصدر عن قرار مقاطعة تيّاره للانتخابات كانت واردة، ولم تشكّل مفاجأة بالنظر إلى ما هو معهود من مزاجية الرجل وتقلّب مواقفه وقراراته، ونظرا أيضا للمصلحة الكبرى التي يطمح الصدر لتحقيقها وهي حكم العراق.
ويُعرف الصدر، الذي تشغل كتلته في البرلمان الحالي المعروفة باسم "سائرون" أربعة وخمسين مقعدا، بمناوراته السياسية المربكة، حيث سبق له أن أعلن في فبراير 2014 انسحابه من العمل السياسي وإغلاق مكاتبه السياسية وحلّ تياره، في قرار هو الثاني له من نفس القبيل وفي ظرف أشهر قليلة، ما جعل مراقبين يعتبرون منذ ذلك الحين أنّ الانسحابات الشكلية أصبحت تكتيكا سياسيا لدى الصدر، يهدف من خلاله إلى إحداث الضجيج الإعلامي وتسليط الأضواء على شخصه.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إنه لا يمكن تصور عدم مشاركة التيار الصدري في الانتخابات.
وشدد الكاظمي على أن العراق بحاجة إلى تكاتف "الشعب والقوى السياسية التي تشارك في الانتخابات بتنافس شريف دون تسقيط".
وقررت الحكومة العراقية في التاسع عشر من يناير الماضي تأجيل الانتخابات البرلمانية المبكرة لتكون في أكتوبر المقبل بدلا من يونيو، بناء على اقتراح مفوضية الانتخابات.