مقام السيدة زينب في دمشق تحت سيطرة المسلحين: حركة محدودة وتوجس

دمشق – أصبح مقام السيدة زينب في محيط دمشق تحت سيطرة عناصر الفصائل السنية المسلحة، فيما يبدو القلق على حفنة من الزوار بعدما غادرت المجموعات الموالية لإيران التي كانت تسيطر على هذا الموقع المقدّس لدى الشيعة قبل سقوط بشار الأسد.
وكانت هذه المنطقة الواقعة جنوب دمشق معقلا لعناصر حزب الله اللبناني وغيره من المجموعات المدعومة من إيران منذ 2012 بحجّة الدفاع عن المقام المقدّس بعد انطلاق الاحتجاجات على الرئيس بشار الأسد.
وقال وليد حجي (45 عاما) الذي يتحدر من المنطقة ويقف عند نقطة تفتيش كانت تابعة لحزب الله إن “مقاتلي حزب الله بدأوا يغادرون مساء السبت.”
وكان عناصر التنظيم الشيعي اللبناني ينتشرون في محيط واسع حول الموقع وغالبا ما كانت الفيلات التي أقاموا فيها تستهدف من الطيران الإسرائيلي الذي شنّ حربا على الحزب في لبنان.
المقام، الذي كان يستقطب ما بين 100 ألف و150 ألف زائر في المناسبات الدينية معظمهم يأتي من الخارج، لا تزوره الآن سوى أعداد قليلة
ومزّقت صور للأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله كانت معلّقة بالقرب من مدخل الضريح.
وشنت فصائل مسلّحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” هجوما مباغتا على قوّات النظام السوري انطلاقا من محافظة إدلب (شمال غرب) في السابع والعشرين من نوفمبر. وسقطت دمشق بسهولة في يدها في الثامن من ديسمبر بعدما انسحب الجيش السوري من مراكزه وغادر بشار الأسد إلى موسكو.
وفي مقام السيدة زينب، الذي يستقطب عادة زوارا شيعة من المنطقة، تجولت حفنة من هؤلاء في الباحة الداخلية الكبيرة ذات الأرضية الرخامية البيضاء.
وتمسك بعض النساء الباكيات بالسياج المحيط بضريح السيدة زينب الموشّى بالذهب والفضّة، بعدما كان الموقع يعجّ عادة بالزوار.
وأكد مدير الموقع ديب كريّم أن “المقام بقي مفتوحا وكلّ العاملين فيه عادوا. وقد عقدنا عدة اجتماعات مع السلطة الجديدة وكلّها كانت مثمرة وإيجابية. وكانت فيها طمأنينة إلى أبعد الحدود.”
وأشار إلى أن مسؤولين في “هيئة تحرير الشام” أتوا إلى المقام وقدّموا تطمينات بشأن حرية العبادة.
ولفت ديب كريّم إلى أن الموقع الذي يعود إلى القرن الهجري الأوّل، أي إلى حوالي 1400 سنة خلت، كان يستقطب “ما بين 100 ألف و150 ألف زائر” في المناسبات الدينية، يأتي معظمهم من الخارج.
والأربعاء تعهّد رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير باحترام حقوق كلّ الطوائف. غير أن الضمانات المقدّمة من القيادة الجديدة في دمشق لا تكفي لتبديد المخاوف.
وقالت امرأة تبدو ملامح القلق على وجهها، رفضت الكشف عن اسمها، “أريقت دماء. ونحن نشعر بالقمع. وآمل ألا يمنعونا من ممارسة شعائرنا الدينية.”
وكشف رئيس بلدية منطقة السيدة زينب جمال عوض أنه استقبل “حوالي 37 ألف شخص من نبل والزهراء،” وهما بلدتان شيعيتان بالقرب من حلب (شمال)، فرّوا من هجوم الفصائل المسلّحة. وأفاد بأن كلّ سكان البلدتين المقدّر عددهم بـ45 ألفا فرّوا.
ويخشى الشيعة في سوريا المقدّر عددهم بحوالي 250 ألف شخص أن تستهدفهم السلطات الجديدة باعتبارهم محسوبين على حزب الله ومجموعات أخرى موالية لإيران قاتلت الفصائل المعارضة.
لكن رئيس البلدية أوضح أن حوالي ربع سكان بلدتي نبل والزهراء بدأوا بالعودة بعد تطمينات من “هيئة تحرير الشام”.
لكنها ليست حال علي الذي ما زال يجول في الموقع قائلا “بسبب المعارك التي دارت في الريف الشمالي… أتينا لنكون في حمى السيدة زينب.”