مقاطعة عربية للإعلام الإسرائيلي في الدوحة.. للصورة وجهان

استقبلت الدوحة وسائل الإعلام الإسرائيلية لتغطية المونديال، لكن البعض من محاولات هذه القنوات لإجراء مقابلات مع مشجعين عرب لم تنجح، بينما احتفلت وسائل الإعلام العربية بذلك على أنه إنجاز في حد ذاته.
الدوحة - شهدت الدوحة حضورا مكثفا لمراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية لتغطية المونديال، لكن الجو العام لم يكن مواتيا للقنوات الإسرائيلية التي اصطدمت برفض الجماهير العربية لإجراء لقاءات مع مذيعيها.
ويتجنب مشجعو كرة القدم العرب، في أول نهائيات لكأس العالم تُقام بمنطقة الشرق الأوسط، الصحافيين الإسرائيليين في قطر الذين يمثلون العديد من القنوات من بينها “التلفزيون الحكومي الإسرائيلي” و”القناة 12” و”القناة 13”، وقناة “كان”.
وأظهرت تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للوفود الإعلامية الإسرائيلية من بينها الوفد الإعلامي للتلفزيون الرسمي.
وانتشرت بعض مقاطع الفيديو التي أظهرت مشجعين عربا في مونديال قطر وهم يرفضون الحديث مع مراسلي وسائل إعلام إسرائيلية، مما يسلط الأضواء على التحديات التي تواجه طموحات “السلام الدافئ” على نطاق أوسع بعد عامين من إقامة دول خليجية عربية علاقات مع إسرائيل.
وجاءت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي متباينة، بين مرحب بمواقف المشجعين، وبين من اعتبر أنه لا أهمية لهذه المواقف، فيما تحدث البعض عن هجوم الإعلام الاسرائيلي على قطر. وقال مغرد:
الأمر الذي نتجت عنه حملة من وسائل إعلامية عبرية مختلفة تصف قطر بـ”دولة ظلامية” تنتمي إلى “محور الكراهية”.
ونقل ناشط ردود الفعل الإسرائيلية على الصعوبات التي يواجهها الصحافيون الاسرائيليون في قطر، قائلا
عاجل: غضب في الإعلام الإسرائيلي.
الجميع هنا في قطر يُقاطعنا، الشباب السعودي والمصري والقطري كانوا الأكثر رفضا للظهور معنا.
وقال محلل القناة 12 الإسرائيلية “كلام نتنياهو أن الشعوب العربية جاهزة للتطبيع كله كذب في كذب، لا أحد يُريد مجرد الحديث معنا”.
وكان مسؤولون إسرائيليون قد أعربوا عن أملهم في أن تحفز “اتفاقات إبراهيم” التي توسطت فيها الولايات المتحدة مع الإمارات والبحرين في عام 2020، وفيما بعد السودان والمغرب، على المزيد من صور التطبيع، بما في ذلك مع السعودية.
ومع ذلك، باءت محاولات مراسلي الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” لإجراء مقابلات مع مشجعين عرب بالفشل، وقال مراسلو “القناة 12” التلفزيونية الأبرز في إسرائيل لرويترز إن من قابلوهم كانوا يبتعدون عنهم. وأظهرت لقطات متداولة على الإنترنت مشجعين سعوديين ومتسوقا قطريا وثلاثة مشجعين لبنانيين يبتعدون عن المراسلين الإسرائيليين.
وقال مراسل “القناة 13” في تقرير على الهواء إن مشجعين فلسطينيين نظموا احتجاجا بالقرب منه، ملوحين بأعلامهم قائلين “ارحل”.
ولا تعترف قطر رسميا بإسرائيل وتضع إقامة الدولة الفلسطينية شرطا لذلك. لكنها سمحت برحلات جوية مباشرة من تل أبيب لحضور كأس العالم وكذلك لوفد من الدبلوماسيين الإسرائيليين بالتعامل مع الخدمات اللوجستية.
صحافيون إسرائيليون في قطر يمثلون العديد من القنوات منها التلفزيون الرسمي والقناتين 12 و13، وقناة "كان"
وقال المتحدث باسم الوفد إنه لم ترد تقارير عن إساءة معاملة ما يقدر بعشرة إلى 20 ألف مشجع إسرائيلي. لكنه أقر بوقوع “بعض الحوادث” التي شملت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأعرب المواطن السعودي خالد العمري، الذي يعمل في صناعة النفط وجاء إلى قطر لدعم فريق بلاده، إنه يأمل ألا يصبح المسار الجوي بين تل أبيب والدوحة دائما. وأضاف “إن شاء الله عندما ينتهي كأس العالم يتوقف هذا الشيء (الرحلات الجوية). أكيد أغلبية البلاد العربية تذهب نحو التطبيع لأن الأغلب ليس عندها حكام يسمعون الشعب”.
وتستبعد الرياض، شأنها شأن الدوحة، أي تطبيع مع إسرائيل في الوقت الحالي. لكنها تسمح منذ عام 2020 لشركات طيران إسرائيلية بالتحليق في الأجواء السعودية.
وسافر مراسلون إسرائيليون إلى قطر قبل انطلاق المونديال عبر رحلات عبور، بينما سافر آخرون على متن أول رحلة مباشرة من تل أبيب إلى الدوحة الأحد الماضي بموجب اتفاق توسط فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بين البلدين اللذين لا تربطهما علاقات رسمية.
وقال أصيل شرايع، وهو أردني يبلغ من العمر 27 عاما يحضر البطولة، إنه كان سيرفض أيضا التحدث إلى صحافيين إسرائيليين، على الرغم من توقيع عمان اتفاق سلام مع إسرائيل في العام 1994.
وأضاف شرايع، الذي يعمل في اللجنة الأوروبية الأردنية في عمان، “لو رأيت أي واحد منهم أكيد ما راح يتم أي تعامل معهن. هم يسكروا (يغلقون) الباب على أي فرصة للارتباط بين البلدان”.
واحتفت وسائل إعلام عربية بمقاطعة الجمهور لوسائل الإعلام الإسرائيلية وصورتها كما لو كانت بطولات على أرض الواقع ومن بينها وسائل إعلام قطرية ركزت بشكل خاص على مواقف القطريين ونشرت على حساباتها الاجتماعية مقاطع فيديو، فيما رأى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن وجود وسائل إعلام إسرائيلية في قطر في حد ذاته دليل على العلاقات الودية فلماذا يتم اصطناع مواقف “مقاومة وتصدي”. وكتب مغرد:
وكتبت ناشطة:
وصلنا لمرحلة إنه تواجد الإعلام الإسرائيلي في قطر مقبول، وكل من يرفض يطلع معهم بمقابلة أو تعليق صار بطل ونصفقله ونعمل بوست نشكر فيه؟
ورأى ناشط أن للصورة وجها آخرا تماما:
يذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية هاجمت قطر. واتهم الصحافي الإسرائيلي بن درور يميني دولة قطر واتهمها بأنها “دولة ظلامية تدعم الإرهاب وتخدع العالم” ووصف المونديال بأنه “مونديال العار”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن ذلك جاء بالتزامن مع انطلاق مباريات كأس العالم، ونقلت عن يميني، إن “قطر التي تنتمي إلى محور الكراهية الذي يضم إيران ستحظى باهتمام عالمي كبير خلال الفترة القادمة، لكن ذلك ليس بسبب مباريات كرة القدم بل بسبب الكلفة الباهظة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ”.