مقاطعة الجيش السوداني لاجتماع لجنة إيغاد ينذر بفشلها

أديس أبابا – قاطع وفد الجيش السوداني، اليوم الاثنين، اجتماعات اللجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا احتجاجا على رئاسة كينيا للجنة بحجة "عدم حياده" تجاه الأزمة السودانية.
وتمثل هذه المقاطعة، أحدث مؤشر على العناد الذي يبديه قائد القوات المسلحة عبدالفتاح البرهان إزاء الوساطات لإنهاء النزاع المستمر منذ نحو شهرين، وهو ما من شأنه أن يعطي انطباعا أوليا بأن اجتماعات لجنة إيغاد لن تحقق أي اختراق على الجبهة السودانية، على خلاف الوساطة السعودية-الأميركية التي تمكنت من تحقيق أكثر من هدنة رغم الخروقات المحدودة التي شابتها.
وترأس الرئيس الكيني ويليامز روتو وفد لجنة "إيغاد" الرباعية في المباحثات الرامية إلى التوصل لاتفاق يضمن وقف الأعمال العدائية في السودان، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، واتخاذ خطوات ملموسة لدعم الانتقال السلمي، حسبما نقلت هيئة الإذاعة الكينية "كي بي سي".
والخميس رحب وزير الخارجية السوداني علي الصادق بمبادرة "إيغاد" لحل الأزمة في بلاده شريطة التشاور مع الحكومة السودانية، لكنه جدد الإعراب عن اعتراض الخرطوم على "رئاسة كينيا للجنة إيغاد الرباعية" بشأن السودان، معتبرا أن "نيروبي تسترشد في التعاطي مع الشأن السوداني بالمبادرات الدولية، الأمر الذي لا يخدم مبدأ الحلول الأفريقية لمشاكل القارة السمراء".
وكان قائد الجيش السوداني أعلن الأربعاء الماضي، معارضته رئاسة كينيا للجنة الرباعية بشأن الأزمة في السودان، بسبب عدم حيادها.
وقالت الخارجية السودانية في بيان "قررت حكومة السودان ابتعاث وفد للمشاركة في اجتماعات اللجنة الرباعية المنبثقة عن منظمة "إيغاد"، اليوم الاثنين".
وذكر البيان أن ذلك يأتي "اتساقا مع قناعة حكومة السودان وموقفها المبدئي من أن الحرب لا يجب أن تكون سبيلا لتحقيق الأهداف، واستجابة لدعوة كريمة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد".
وأضاف "وصل وفدنا بالفعل إلى أديس أبابا صباح اليوم (الاثنين) ولكن للأسف اتضح أن رئاسة اللجنة الرباعية لم يتم تغييرها، علما بأن حكومة السودان قد طالبت منذ قمة جيبوتي بتغيير رئاسة الرئيس وليام روتو رئيس جمهورية كينيا للجنة الرباعية".
وفي 15 يونيو الماضي، أعلنت الخارجية السودانية، رفضها رئاسة كينيا للجنة شكلتها المنظمة الحكومية الدولية للتنمية في شرق إفريقيا" إيغاد" في 12 يونيو المنصرم، لبحث إنهاء القتال ومعالجة الأزمة في السودان.
وأوضح بيان الخارجية السودانية "لم تتم الاستجابة لوفدنا حتى لحظة صدور هذا البيان".
وأضاف "لا يزال وفد حكومة السودان متواجد في أديس أبابا ينتظر الاستجابة لطلبه".
وتستضيف إثيوبيا، الاثنين، قمة للجنة الرباعية لـ"إيغاد" لبحث إنهاء الحرب، فيما كان من المقرر إجراء محادثات استكشافية الاثنين بين الوفدين السودانيين، بحسب "رويترز".
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، قال مصدر عسكري سوداني، إن وفد القوات المسلحة في أديس أبابا قاطع اجتماعات اللجنة احتجاجا على رئاسة كينيا.
وأضاف المصدر -فضل عدم ذكر اسمه- أن "الرئيس الكيني وليام روتو، منحاز بشكل صارخ لصالح قوات الدعم السريع".
وأوضح أن "أجندة اجتماع اللجنة تمضي في اتجاه الاعتراف بـ (قوات) الدعم السريع كطرف موازٍ للجيش السوداني، وهو مسألة مرفوضة جملة وتفصيلا".
وكشفت هيئة البث الإثيوبية الرسمية "فانا" عن مشاركة رؤساء دول وحكومات وممثلي منظمات دولية في الاجتماع.
وقالت إنه بجانب رئيس كينيا، يشارك وزير الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي محمد علي، إضافة إلى سياسيين سودانيين ووفد من قوات الدعم السريع.
وكانت "إيغاد" أعلنت في 12 يونيو الماضي، تشكيل لجنة رباعية برئاسة كينيا وجنوب السودان وعضوية إثيوبيا والصومال لمعالجة الأزمة في السودان.
و"ايغاد" منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1969، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم أيضا كلا من: إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال، وإريتريا، والسودان وجنوب السودان.
وكانت الهيئة قد اقترحت لقاءً بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) خلال قمتها في جيبوتي، ولكنه لم يتم، إذ قال البرهان حينها إنه "لن يلتقي حميدتي في ظل الظروف الراهنة".
وتسعى الهيئة منذ اندلاع النزاع في أبريل الماضي، إلى طرح مبادرات "لتسهيل الحوار بين كافة الأطراف لإيجاد حل جذري للأزمة السودانية".
ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية الأميركية زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي في إلى أديس أبابا.
وأثبتت الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عدم جدواها حتى الآن، إذ أدت مبادرات مختلفة إلى حدوث ارتباك حول كيفية إقناع طرفي الصراع بالتفاوض.
وأدى القتال الذي اندلع في الخرطوم في منتصف أبريل إلى نزوح أكثر من 2.9 مليون شخص، منهم ما يقرب من 700 ألف فروا إلى دول الجوار التي يعاني الكثير منها من الفقر وتداعيات الصراعات الداخلية.
ودعت وزارة الخارجية الأميركية طرفي الصراع في السودان لإنهاء القتال والعودة إلى الثكنات، وأكدت على ضرورة منع أي تدخل خارجي في السودان، معتبرة أنه لا حل عسكرياً للصراع.
وأضافت الوزارة أن مساعدة وزير الخارجية ستلتقي خلال زيارتها مع مدنيين سودانيين وممثلين كبار عن حكومات في المنطقة ومن الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لدول شرق أفريقيا ومن مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وذكرت وسائل إعلام أن الرئيس الحالي للإيغاد، الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، لن يحضر قمة إيغاد الرباعية، فيما سيرسل رئيس جنوب السودان سالفا كير ميارديت مستشاره.
وقت سابق، الأحد، أعلنت الرئاسة المصرية، أن القاهرة تستعد لاستضافة قمة لدول جوار السودان، الخميس المقبل، لبحث سبل إنهاء الصراع في البلاد، والتداعيات السلبية له على دول الجوار.
وأضافت الرئاسة المصرية في بيان، أن القمة تهدف لـ"وضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، وتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة".