مفوضية الانتخابات الليبية تؤكد جاهزيتها بالإعلان عن الاستحقاقات البلدية

الخطوة تمثل امتحانا حاسما وتدفع نحو إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية التي طال انتظارها.
الاثنين 2023/08/21
اختبار مهم لتجاوز الانقسام السياسي

سرت (ليبيا) - كشف إعلان المفوضية الوطنية العليا الليبية للانتخابات عن انطلاق الاستحقاقات البلدية في الربع الأول من العام المقبل، حسب المراقبين لمدى جاهزية المفوضية لخوض غمار تجربة الانتخابات.

ومن شأن هذه الخطوة المهمة أن تمثل امتحانا حاسما وتدفع نحو إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية التي طال انتظارها، في ظل الانقسام السياسي، وعدم حسم لجنة 6+6 النقاط الخلافية رغم إعلانها الاتفاق على الصيغة النهائية لقوانين الانتخابات في مدينة بوزنيقة المغربية، بعدما أثارت بعض بنود تلك القوانين جدلا وسط مطالبات بتعديلها إلا أن اللجنة أكدت أن "قوانينها نافذة ونهائية".

وقال رئيس المفوضية عماد السايح إن "مجلس المفوضية بصدد إصدار اللائحة التنفيذية لانتخاب المجالس البلدية"، لافتا إلى أن “هناك جملة من الإصلاحات المتعلقة بانتخاب المجالس المحلية ستسهم في المزيد من النجاحات في هذه العملية، وسوف تنطلق هذه الانتخابات خلال الربع الأول من العام 2024".

◙ انتخابات المجالس البلدية الليبية تم إجراؤها في يناير الماضي في مدن الشرق والغرب وقد كشفت اتساع حجم الانقسام بين الفرقاء الليبيين

وعرض السايح وفق وسائل إعلام محلية، مستجدات عمل المفوضية ومن بينها ما يتعلق بالقانون المعدل الخاص بالمفوضية، والقاضي بنقل اختصاص إدارة وتنفيذ انتخاب المجالس البلدية إلى المفوضية. وكان مجلس النواب الليبي قد أصدر في الثامن عشر من يوليو الماضي التعديل القانوني الخاص بنقل سلطة إجراء انتخاب المجالس البلدية من اللجنة المركزية للانتخابات المحلية إلى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

وأضاف السايح أن "منذ تأسيس المفوضية خلال العام 2012 سعى مجلسها إلى أن تكون هنالك قواعد تأسيسية متقدمة في كافة ربوع البلاد ترتقي بنجاح العملية الانتخابية، وقد نجح في بناء 9 مقرات جديدة سيتم افتتاحها تباعا خلال هذه الأيام لتكون في تواصل مستمر مع غرفة العمليات الرئيسة بالمفوضية، لتكون القنوات التي تساعدنا في متابعة الحيثيات والوقوف على أي صعوبات قد تواجه الناخبين أو المرشحين أو أيا من المنخرطين في العملية الانتخابية".

والانتخابات البلدية المقبلة هي أول اقتراع ستشرف عليه المفوضية العليا للانتخابات، بعد أن كانت لجنتان في شرق البلاد وغربها تتولى تنظيمها، بسبب الصراع بين حكومتين: الأولى الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة والثانية في سرت وبنغازي معينة من البرلمان وتحظى بدعم قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

وأشار السايح إلى أن المقر الجديد لمكتب الإدارة الانتخابية في سرت يعد باكورة لافتتاح سلسلة من المقرات تضاف إلى منجزات المفوضية في مجال تدعيم بنيتها التحتية والبشرية والتكنولوجية، من أجل الوصول إلى أعلى مستويات الجاهزية في إدارة العمليات الانتخابية. وأشار عميد بلدية سرت مختار المعداني إلى الظروف التي مرت بها المدينة، لكن ذلك لم يمنعها من بذل كل الجهود من أجل تأسيس بيئة ناجحة لإجراء الانتخابات بإرادة محلية، داعيا إلى تكاتف كل الجهود سياسيا وإداريا واجتماعيا وأمنيا من أجل نجاح الانتخابات وضمان حالة الأمن والسلم والاستقرار لكافة الليبيين.

ويشمل مكتب الإدارة الانتخابية في سرت النطاق الجغرافي من أبوقرين غربا إلى راس لانوف شرقا ومن سرت شمالا إلى الفقها جنوبا، ويضم ثلاث دوائر انتخابية فرعية هي سرت والجفرة والسدرة. وسبق أن تم إجراء انتخابات المجالس البلدية الليبية في يناير الماضي في مدن الشرق والغرب، وقد بيّنت اتساع حجم الانقسام السياسي والمؤسساتي في البلاد، حيث رفضت بلديات الشرق انتخاب مجالسها بإدارة من اللجنة التي مقرها طرابلس بعد تشكيل لجنة مركزية موازية في بنغازي تعمل بقوانين انتخابية مختلفة عن تلك التي تعتمدها نظيرتها في العاصمة.

وكانت تلك الانتخابات التي استمرت لأشهر عدة، أول عملية انتخابية على كل المستويات في البلاد منذ عام 2014 الذي أجريت فيه آخر انتخابات برلمانية وبلدية. وخلال عامي 2019 و2020، أُعيد انتخاب معظم البلديات في الدورة الثانية. وبموجب القانون، تنتهي ولاية المجالس البلدية غير القابلة للتجديد خلال 4 أعوام.

وتعيش ليبيا أجواء الانقسام السياسي منذ عام 2014، وتنقسم بين معسكري غرب البلاد وشرقها، خصوصا إثر تعيين مجلس النواب حكومة موازية، وإقالة حكومة الدبيبة الذي رفض الامتثال للقرار، وتمسك بالسلطة إلى حين إجراء انتخابات عامة بالبلاد.

4