مفاوضات نووية جديدة بين الأطراف الأوروبية وإيران مع تزايد الضغوط الأميركية

فيينا- تجتمع الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، الثلاثاء، في فيينا لبحث آخر التطورات في ظل تزايد الضغوط من جانب الولايات المتحدة الأميركية.
وتتهم واشنطن الأوروبيين بـ"الانحياز" إلى الإيرانيين على خلفية التجاذب التي فشلت في إعادة فرض عقوبات اممية على طهران.
وقد تسعى إيران والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى الوقوف جبهة واحدة مقابل واشنطن التي ترغب أيضاً في تمديد الحظر على الأسلحة الذي ينتهي في أكتوبر.
واجتمعت كل من إيران والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا قبيل الظهر في أحد الفنادق الكبرى في حين تريد واشنطن تمديد الحظر على الأسلحة لإيران الذي ينتهي في أكتوبر.
ورغم أن الدول الخمس تؤكد أنها تريد إنقاذ الاتفاق النووي، فقد أعربت عن قلقها من قيام إيران بتوسيع تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الحدود المتفق عليها، وهي الخطوة التي اتخذتها إيران كرد فعل على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
فرض العقوبات
وتعمل الولايات المتحدة جاهدة منذ فترة للضغط لإعادة فرض العقوبات التي كانت مفروضة على إيران وتم رفعها في إطار الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015، بما في ذلك تمديد حظر الأسلحة الذي سينتهي في أكتوبر القادم.
وتقدمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي بطلب لتفعيل آلية "سناب باك" (العودة التلقائية للعقوبات) التي تتيح لأي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي إعادة تفعيل العقوبات في حال لم تمتثل طهران للاتفاق. إلا أن الطلب لم يلق دعما.
وانسحبت الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق الموقع في 2015 وأعادت فرض عقوبات أحادية الجانب بينما لم تنسحب منه إيران ولا الدول الكبرى الأخرى الأطراف فيه (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا).
ورداً على ذلك تواصل طهران انتاج اليورانيوم الذي بات يتجاوز بثماني مرات الحدّ المسموح به، وفق آخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية صادر في يونيو.
وفي 21 أغسطس، فعّلت واشنطن رسمياً في الأمم المتحدة آلية مثيرة للجدل للمطالبة بإعادة فرض عقوبات دولية على إيران في غضون شهر، إلا أنها اصطدمت فوراً برفض حلفائها الأوروبيين.
واحتدّت النبرة على غير عادة بين دول ضفتي الأطلسي، فذهب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى حدّ اتهام فرنسا وبريطانيا وألمانيا بأنها "اختارت الانحياز إلى آيات الله" في الجمهورية الإسلامية.
موقف صعب
وفي هذا السياق المتوتر، عانى تماسك الموقف بين الإيرانيين والأوروبيين والروس والصينيين من نقص التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الأممية المكلفة مراقبة أنشطة إيران النووية.
ومنذ أشهر، تطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية السماح لها بالدخول إلى موقعين نوويين مشبوهين في إيران لتفتيشهما إلا أن إيران كانت ترفض الأمر، ما جعل موقف الأوروبيين صعباً أكثر فأكثر لمواجهة حلفائهم الأميركيين.
لكن الأربعاء، أعطت إيران أخيراً الضوء الأخضر للوكالة للدخول إلى الموقعين. ورأى مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن طهران وضعت نفسها بذلك "في انسجام مع باقي العالم فيما تبدو الولايات المتحدة معزولة".
ويفترض أن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية من أخذ عينات بسرعة من المكان. وأفاد دبلوماسي أن الأمر يستغرق "ثلاثة أشهر للحصول على نتائج العينات". وأضاف أن "المسألة قد تطرح عندها إشكالية مع الإيرانيين".
تعهّدات طهران
وأفادت وكالة "بلومبرغ" المالية أن إيران نقلت أيضاً مؤخراً أجهزة للطرد المركزي تستخدم لتخضيب اليورانيوم، إلى قاعة جديدة في منشأة نطنز النووية التي استهدف عمل تخريبي في يوليو.
وقال فيتزباتريك إن "الأنشطة النووية الإيرانية تبقى مصدر قلق كبير بالنسبة للدول التي تكرّس نفسها لعدم انتشار" الأسلحة. ويُفترض أن تذكّر القوى العظمى الثلاثاء طهران بتعهّداتها بموجب اتفاق 2015.
ويُتوقع أن تنشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تبلغ بانتظام الدول الأعضاء فيها بأنشطة إيران النووية، تقريراً جديداً خلال شهر سبتمبر.
ويعقد اجتماع "اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة" بحسب التسمية الرسمية للاتفاق النووي الإيراني، برئاسة هيلغا شميد الأمينة العامة لجهاز العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي.
ويشارك في الاجتماع ممثلون عن وزارات خارجية الدول المعنية الستّ.