مفاوضات غير مباشرة بين تركيا وأكراد سوريا

دمشق – كشف المسؤول العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي عن مفاوضات غير مباشرة بينهم وبين تركيا، معربا عن استعدادهم للحوار ولحل المشكلات العالقة عبر المفاوضات وبطرق سلمية ولكن بشروط.
وتتزامن تصريحات المسؤول في قوات سوريا الديمقراطية مع حديث تركي عن تقدم في المفاوضات الجارية مع واشنطن بشأن إقامة منطقة آمنة شرق الفرات.
وقال عبدي في كلمة في ملتقى عشائري عقد الجمعة في ريف الرقة شمال سوريا “إذا كانت الدولة التركية تريد الحل السياسي يجب أن تعيد عفرين إلى أهلها، فمن دون عودة أهالي عفرين إلى منازلهم وعودة المدينة إلى طبيعتها لا يمكن أن نصل إلى الحل”.
وكانت تركيا قد سيطرت في مارس من العام الماضي على مدينة عفرين (ذات الغالبية الكردية) في ثاني عملية عسكرية تخوضها في الأراضي السورية لتحجيم تقدم الأكراد الذين يطمحون إلى حكم ذاتي شمال شرق البلاد.
وتعتبر تركيا الطموحات الكردية تهديدا لأمنها القومي، بالنظر لقناعتها بأن المكون الرئيسي الذي يقود الأكراد وهو وحدات حماية الشعب على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي ينشط على أراضيها.
ولطالما شكل تحالف الولايات المتحدة مع أكراد سوريا إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بين أنقرة وواشنطن، بيد أنه في الفترة الأخيرة برزت تطورات تشي بإمكانية توصل الجانبين إلى توافقات، خاصة بشأن المنطقة الآمنة التي سبق أن طرحها الرئيس دونالد ترامب في شرق الفرات بيّنت أن الإشكال كان في إصرار أنقرة على الإشراف على تلك المنطقة، مقابل رفض الأكراد الأمر، الذين يتمسكون بقوات دولية.
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الجمعة أن بلاده بدأت ترى بعضا من المرونة في موقف الولايات المتحدة حيال المنطقة الآمنة في سوريا. جاء ذلك في تصريح لقناة “إن تي في” المحلية، على هامش المعرض الدولي للصناعات الدفاعية “آيدف” في مدينة إسطنبول.
وأوضح أكار أن المباحثات التي أجراها الأربعاء مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري والوفد المرافق له “كانت مفيدة وإيجابية”.
ولفت إلى أنهم ناقشوا مع المسؤولين الأميركيين جميع وجهات نظر ومواقف وعروض وطلبات تركيا. وأضاف “سُعدت جدا برؤية جيفري ووفده التي تقترب من وجهات نظرنا، وأرى أننا سنقترب من بعضنا في القضايا الثنائية، وفي مقدمتها المنطقة الآمنة بسوريا، من خلال اللقاءات المقبلة”.
وشدّد أكار على أن تركيا لا تقبل أن يكون هناك تهديد إرهابي ضدها وضد شعبها وحدودها في منطقة شرق الفرات بسوريا، وتعمل على اتخاذ كافة التدابير اللازمة في هذا الصدد، فيما بدا إشارة إلى الأكراد، ما يعني أن المفاوضات غير المباشرة بين هذا المكون السوري وأنقرة لا تزال متعثرة.