مفاتيح القلوب الملتاعة

عام 1972 قدم الأخوان رحباني في مهرجان بعلبك مسرحية غنائية بعنوان "ناطورة المفاتيح" تدور حكايتها حول ملك تهجره رعيته ما عدا فتاة واحدة هي فيروز، فيتمسك بها ويحاول أن يجعل منها وحدها شعبه كله.
غنت فيروز في تلك المسرحية “لا تجي اليوم/ولا تجي بكرة”، و”بيتي أنا بيتك وما إلي حدا”، و” طلع القمر.. غِفي حبيبي/غاب القمر.. وِعِي حبيبي”.
ومثلما يُقال، فإن الأمثال هي مفاتيح ثقافات الشعوب، فقد ورد ذكر المفتاح بطرق وبمعان ودلالات مختلفة.
قيل “الذكريات هي مفتاح المستقبل لا مفتاح الماضي”، كما قيل “لا تيأس، فعادة ما يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح، هو المناسب لفتح الباب”، كما قيل “الصبر مفتاح الفرج”، وقيل أيضا “إدارة الوقت هي مفتاح النجاح”.
أما إذا تعلق الأمر بالرجل فإن معدته هي مفتاح قلبه بالنسبة إلى نساء بعض الشعوب.
ولكن ماذا عن مفتاح قلب المرأة؟ هنا يقع الاختلاف وما من كلمة أخيرة. لكن نزار قباني يضع حلا، ما من امرأة يمكن أن تقاومه حين يقول “هل عندك شك أنّي حين عثرت عليك ملكت مفاتيح الدنيا؟”.
بعكس فريد الأطرش الذي سلم كل شيء واستسلم مهزوما، فهو يقول “قلبي ومفتاحو/دول ملك إيديك/ومساه وصباحو/يسألني عليك”.
غير أن ضياع المفتاح يشكل ضربة قاضية بالنسبة إلى حضيري أبوعزيز الذي غنى “مني الولف راح/وشلون ارتاح/سد باب قلبي بيده/وضيع المفتاح”.
بعكس أبوعزيز تقول صباح “على حبك سكرنا القلب وارمينا المفتاح/رحنا لحبك يا ملوعنا/حبك زمانو راح”.
ولابن سيرين رأي متفائل إذ يقول “إن رؤية المفتاح في المنام تدل على الرزق الذي سيناله صاحب الرؤية”.
وللمدن مفاتيحها المجازية التي تُقدم لضيوفها الكبار، ليس من بينها مفتاح الكعبة الذي هو مفتاح حقيقي تحتفظ به العائلة التي تقوم بخدمة الكعبة وكسوتها وتولّي أمرها وفتح بابها وإغلاقه. وصالح الشيبي هو حامل مفتاح الكعبة في الوقت الحاضر.
لم تكن حكاية علي بابا والأربعين حرامي جزءا من كتاب ألف ليلة وليلة حتى القرن الثامن عشر يوم قام مترجم الليالي الفرنسي أنتوين غالاند بإضافتها إلى الليالي بعد أن كان قد سمعها من الحكواتي الحلبي حنا ذياب.
وعلي بابا هو أول من قال عبارة “افتح يا سمسم”.