"مغنية الروك الصحراوية".. فيلم يوثق حياة الجزائرية حسناء البشارية

الجزائر - لا تزال حسناء البشارية، أيقونة فن الديوان “النسائي” في الجزائر، محط اهتمام عشاق هذا النمط الغنائي الموسيقي وكذلك عشاق السينما الراغبون في توثيق سير أيقونات ورموز خالدة في تاريخ الجزائر.
ومن هؤلاء المخرجة الجزائرية – الكندية سارة ناصر التي صورت فيلما وثائقيا عن حياة حسناء البشارية بعنوان “مغنية الروك الصحراوية” وشاركت به في الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي لأفلام الجالية الأفريقية بباريس، الذي أقيم ما بين 2 إلى 4 سبتمبر الجاري، حسبما أفاد به الموقع الرسمي للمهرجان.
وتم عرض هذا العمل السينمائي الذي مدته 75 دقيقة ضمن مجموعة من الأعمال السينمائية من توقيع مخرجين ذوي أصول أفريقية مقيمين خارج القارة على غرار ” غفران والوعود ” (فرنسا)، فيلم “فوودو..ما كبث” (الولايات المتحدة)، “الخروج من الظل” (كندا)، “لواماتا … الدموع الأكثر عذوبة” (نيوزيلندا)، “الدراجة التاكسي” (الكاميرون) .
حسناء البشارية فنانة صحراوية تحدت تقاليد المنطقة وأصبحت المرأة الوحيدة التي تعزف على آلة القمبري
ويعدّ هذا الفيلم أول عمل سينمائي مكرس لأول امرأة تعزف ببراعة على آلة القمبري للتعريف بأعمالها الفنية وبموسيقى الديوان التي تعد من بين روافد التراث الثقافي الجزائري.
وقد تم تتويج الفيلم الوثائقي “مغنية الروك الصحراوية” في أبريل المنصرم في الطبعة الثامنة والثلاثين من مهرجان “رؤى أفريقيا” بمونتريال (كندا) كما عرض في المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بالسنغال.
للتذكير بدأت علاقة الفنانة حسناء البشارية، المولودة في سنة 1950 ببشار، بالموسيقى منذ صغرها إذ تعلمت العزف على آلة القمبري خلسة رغم أن والدها كان معلما في فن الديوان غير أنه كان يرفض إصرارها على العزف باعتبار الآلة “اختصاص رجالي” لكنها تحدت تقاليد المنطقة وأصبحت المرأة الوحيدة التي تعزف على القمبري إلى جانب العزف على آلات أخرى كالعود والغيتار الكهربائي والبانجو.
وشاركت حسناء البشارية في العديد من المهرجانات الموسيقية في أوروبا وكندا وغيرها من دول العالم بما تقترحه من أعمال موسيقية تعج بالتراث الموسيقي المحلي الجزائري وبحوزتها أيضا عديد الألبومات على غرار ” الجزائر جوهرة” 2009 .
ويحظى فن الديوان لدى الجزائريين بانتشار واسع، وهم يجلون مغني هذا النمط خاصة لارتباطه بمناسبات دينية، مثل المولد النبوي أو لدى عودة الحجيج، كما يرتبط بالزوايا والطرق الصوفية. وما يميز “الديوان” هو حضور البعد الأفريقي في أدائه. ويتجلى ذلك في صلته الوثيقة بفن القناوة وتداخلهما بشكل تصعب معه التفرقة بينهما.
ويهدف المهرجان الدولي لأفلام الجالية الأفريقية بباريس إلى تقديم أفلام حديثة الإنتاج التي تسلط الضوء على التنوع الثقافي للمجتمعات الحديثة تعزيزا للحوار بين الثقافات من خلال العروض والمناقشات.