مغردون: المعمّمون "وباء" ابتلي به العراق

بغداد- يصر عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي على اعتبار رجال الدين “وباء” ابتلي به العراق، دلليهم في ذلك أن “العراق مقبل على كارثة” بسبب حشد المعممين لزيارة الإمام موسى الكاظم رغم التحذيرات الصحية.

ويصادف اليوم السبت ذكرى “استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم” سابع الأئمة المعصومين لدى الشيعة الإثني عشرية، ويقع ضريحه في بغداد على ضفاف نهر دجلة. وعادة ما يقوم الزوار الشيعة بالتوجه إليه مشياً، لإقامة الصلاة وإحياء ذكراه لأيام عدة.

وطالب مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام بحظر المناسبة لهذا العام. وقال حساب:

وكانت السلطات العراقية فرضت حظر التجول في أكثر من نصف محافظات البلاد الـ18، ودخل مساء الثلاثاء الماضي حيز التنفيذ لستة أيام في بغداد، ثاني العواصم العربية اكتظاظاً بالسكان، للحد من انتشار فايروس كورونا.

ومساء الخميس، ناشدت القوات الأمنية عبر مكبرات الصوت زوار الإمام العودة إلى منازلهم والالتزام بتعليمات حظر التجول خوفا من انتشار الوباء. وخلال الزيارة، حاولت قوات الأمن والشرطة منع التجمع، لكن مشادات أدت إلى إصابة شرطي، أفشلت جهودها.

وتمتنع قوات الأمن العراقية، التي عرفت بشراستها في مواجهة المتظاهرين خلال الأشهر الأربعة الماضية، عن استخدام القوة مع الزائرين بسبب حساسية موضوع منع الزيارة.

لكن رغم ذلك، انتشرت على مواقع التواصل خلال اليومين الماضيين مقاطع مصورة تظهر توجه عدد من العراقيين إلى المرقد. ويقول عراقيون إن رجال الدين مسؤولون عن ذلك.

وفي الأيام الماضية، تمترس بعض رجال الدين للدفاع عن زيارة الضريح وقارنوا الإجراءات الصحية التي تحاول وزارة الصحة فرضها، بإجراءات نظام الرئيس الراحل صدام حسين التي كانت تمنع زيارات المراقد بشكل ضخم.

وقد يكون هذا التحشيد ساهم بزيادة “العناد” لدى الزائرين، الذين سيعودون إلى محافظاتهم بعد تجمعهم في مكان واحد، ما سيساهم في نشر العدوى في جميع الأنحاء الجنوبية والوسطى للبلاد، على الأغلب. وكتب مغرد:

وتهكم مغرد:

MH__HL@

ليس شرطا أن يكون الابتلاء على شكل كورونا، أحياناً يكون الابتلاء على شكل رجل دين يتبعه الآلاف، يرددون (إحنا الويانا الكاظم، شنهي الكورونا؟).

ونشر بعض المعممين مقاطع فيديو يحثون فيها على زيارة مرقد الإمام موسى الكاظم. ويدعي البعض في مقاطع أن “العراق أرض الأئمة وفيه مزارات أهل البيت لذلك لن يصل العراق فايروس كورونا”. وكتب مغرد في هذا السياق:

AliMahdei1@

السلام على راهب بني هاشم السلام على كاظم الغيظ السلام على دكتور بغداد أليس هذا اسما من أسمائه عندما يمرض شخص بمرض عضال كالسرطان أو أي مرض آخر مو #كورونا وهيه مجرد أفلاونزه (أنفلونزا)، مالكم أصبحتم في تخبط وأكثركم تقولون في الشدائد لا يمسنا أي شيء لأن أرض العراق أرض الأولياء والأئمة.

ونشر إعلامي مقطع فيديو لمنشد يردد بين حشد كبير من الناس “كورونا بيه لو أزوره واشفه_العنده علي ما يندل المستشفى وصفة كورونا بشباكه!” (وإذا كنت مصابا بفايروس كورونا أزوره فأشفى وصفة الشفاء من كورونا عنده (الإمام موسى الكاظم)، وفق تعبيره. وغرد الإعلامي:

ووصل البعض بالاستخفاف بعقول البسطاء حين أعلنوا أن “منظمة الصحة العالمية تعلن تحقيق العراق معجزة طبية في مواجهة كورونا”. وكتب حساب:

BBN5tUIt6KWH01S@

منظمة الصحة العالمية تعلن تحقيق العراق معجزة طبية في مواجهة كورونا، لا حبيبي هاي مو احنه هذا صاحب الأمان يدفع عنا هذا البلاء.

وظهر في مقطع فيديو آخر، رجل وقد تحلق حوله جمع من الأشخاص في مرقد الحسين. ويطالب الرجل بعدم ارتداء الكمامات. واعتبر معلق:

mustafahamid101@

إيطاليا فقدت السيطرة كليا على احتواء وباء كورونا.. إذا لم ينزل الجيش العراقي في الشوارع ويفرض حظر التجوال بالقوة ويمنع الجهلة من انهيار البلد أمام هذا الفايروس فنحن أمام خيار إيطاليا وإيران وووهان.. #العراق_ينتفض.

وكتبت مغردة:

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر، توجه في مقطع فيديو إلى المشاركين في زيارة ضريح الإمام موسى بن جعفر وقد بدا يائسا.

وقال البدر، وهو طبيب، مخاطبا الزائرين “أرجوكم، نحن في خطر داهم يهدد حياتنا وحياة أطفالنا، يجب أن تلزموا بيوتكم، ويجب أن تلتزموا بتعليمات وزارة الصحة”، مضيفا “الزيارة مستحبة لكن حفظ الأرواح واجب”.

وطالب البدر الزائرين بأن يكونوا على “قدر المسؤولية الأخلاقية والشرعية والقانونية”، وخاطبهم قائلا “عمليا أنت تقتل جارك وزميلك وشريكك في العيش من خلال نقل العدوى له”.

وتابع البدر “هذه ساعات حاسمة، ووزير الصحة قال بوضوح إنه إذا لم يتم إيقاف الزيارة الليلة فسوف تكون هناك حالات تفشِّ للوباء قد تصعب السيطرة عليها”.

وحذر الطبيب العراقي غسان عزيز في منشور على فيسبوك من أن نسبة الإصابات مقارنة بعدد الحالات التي تم فحصها تعتبر عالية جدا. وقال:

من جانبهم حاول عراقيون نشر هاشتاغ #أنا_متحضر_أنا_بالبيت لحث العراقيين على البقاء في منازلهم. وكتب الناشط فراس السراي: