مغربيتان توظفان الفن التجريدي المعاصر في إنشاء "كون مغاير"

الرباط - تحاول بعض المؤسسات الفنية والثقافية المغربية تقديم المواهب والتجارب الفنية المعاصرة ضمن معارض ثنائية مشتركة تكشف عن أساليب متنوعة لفنانين انطلقوا من المملكة نحو الانتشار العربي والعالمي، ولم تثنهم تجاربهم وخبراتهم المتباينة عن الاشتراك في مساحات عرض واحدة ومعارض ذات ثيمات موحدة.
وينظم رواق العرض التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط، معرض "كون مغاير" للفنانتين التشكيليتين سوسن المليحي وفاطمة بوسعيد.
وأوضح الفنان التشكيلي نورالدين التباعي أن "أعمال الفنانة سوسن المليحي تنتمي إلى الفن التجريدي المعاصر الذي يتجاوز التشخيص الواقعي ليرتقي إلى ما هو جمالي، وذلك من خلال توظيف ألوان زاهية ومتناسقة تجذب المشاهد، وتحقق متعة التفاعل مع عوالم التجريد".
وأشار التباعي، خلال حفل افتتاح المعرض الذي من المنتظر أن يتواصل إلى غاية الثامن والعشرين من أكتوبر الجاري، إلى أن "لوحات فاطمة بوسعيد تنتمي إلى الفن المعاصر من خلال الاشتغال بتقنيات فنية حديثة ومواد غير مألوفة كأوراق الأشجار الخضراء أو اليابسة، مع اختيار تموضع خاص للوحات، يأخذ أشكالا متعددة تتراوح بين تعليقها أو تثبيتها على الحائط أو بسطها على أرضية الرواق بشكل هندسي رائع".

ومن الملاحظ أن الفنانتين تشتغلان على الفن بأسلوب معاصر عبر تقنيات حديثة ومواد متنوعة ما يجعل أعمالهما مختلفة لكنها متكاملة في بحثها عن "كون مغاير".
وتقول الفنانة سوسن المليحي إن أعمالها تعتمد مواد هشة ومرهفة كالصوف والورق المبلل، مضيفة أنها تهفو، من خلال أعمالها الفنية، إلى التنوع والاختلاف من خلال طَرق مواضيع مستحدثة واعتماد تقنيات جديدة.
وأضافت أن لوحاتها تعالج قضايا البيئة والتنمية البشرية والطبيعة، وكل ما يتعلق بالبعدين الإنساني والاجتماعي في حياة المرأة، لافتة إلى أنها تتقاسم مع الفنانة فاطمة بوسعيد بعدي الهشاشة والحساسية في العمل الإبداعي.
من جانبها قالت الفنانة التشكيلة فاطمة بوسعيد إنها تروم، من خلال عملها الفني، إثارة انتباه الرأي العام وحثه على حماية الحيوانات والنباتات وإيلائها الاهتمام المطلوب، مضيفة أن توظيف أوراق الشجر في أعمالها الفنية يهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية البيئة.
ويعد رواق العرض التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، فضاء للّقاء وتشجيع مختلف أنواع التعبير الفني، بهدف تكوين وإبراز المواهب من بين المنخرطين في مختلف مجالات الفنون التشكيلية والتطبيقية، كالصباغة والنحت والتصوير الفوتوغرافي وغيرها، والمساهمة في تعميم الثقافة وتشجيع مواهب جديدة.