مع عجز آبي أحمد عن الحسم.. إثيوبيا تنقاد لحرب عرقية مفتوحة

جبهة تحرير تيغراي تشن هجوما صاروخيا على مدينة بحر دار بإقليم أمهرة دون أن يتسبب في أضرار.
الجمعة 2020/11/20
مخاوف من حرب أهلية

بحر دار (إثيوبيا) - أطلقت جبهة تحرير تيغراي الحزب الحاكم في المنطقة الواقعة في شمال إثيوبيا، صواريخ على عاصمة إقليم أمهرة المجاور الجمعة ما عزّز المخاوف من امتداد النزاع الداخلي إلى أجزاء أخرى من البلاد.

ومع استمرار الصراع في تيغراي وعجز حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن حسمه سريعا تتجه الحرب لأن تأخذ طابعا عرقيا بين قومية التيغراي والأمهرة.

وأفاد مسؤول الاتصالات الإقليمي في أمهرة جيزاشيو مولونيه بأنّ جبهة تحرير تيغراي أطلقت ثلاثة صواريخ لم تسفر عن إصابات أو أضرار، موضحا أن صاروخين سقطا بالقرب من المطار بينما أصاب الثالث حقل ذرة.

وتابع جيزاشيو "أعتقد أنهم كانوا يستهدفون وكالة أمهرة للإعلام والمطار وبرج اتصالات قريبا".

وحملت وكالة أمهرة للإعلام وهي هيئة إذاعة حكومية، "المجلس العسكري لجبهة تحرير شعب تيغراي" مسؤولية الهجوم الخطير.

يذكر أن أمهرة، التي تتنازع مواقع حدودية مع تيغراي منذ فترة طويلة، أرسلت قوات منها دعما للقوات الاتحادية.

وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي أعلنت أنها شنت هجمات صاروخية على مطارات في منطقة أمهرة وبحر دار وجوندار، وكذلك في عاصمة إريتريا المجاورة، قبل نحو أسبوع.

وأودى الصراع الدائر منذ أسبوعين في تيغراي بحياة المئات وربما الآلاف، ودفع عشرات الآلاف إلى الفرار للسودان، وأثار شكوكا إزاء قدرة رئيس الوزراء آبي أحمد، أصغر قادة أفريقيا سنا والحائز على جائزة نوبل للسلام العام الماضي، على الحفاظ على تماسك الدولة المنقسمة عرقيا قبل انتخابات مقررة العام المقبل.

وشنّ آبي أحمد حملة عسكرية على منطقة تيغراي الشمالية في الرابع من نوفمبر بهدف معلن هو الإطاحة بالحزب الحاكم فيها الذي يتهمه بتحدي حكومته والسعي لزعزعة استقرارها.

تستند الجبهة في منطقتها إلى حوالي 250 ألف عنصر من القوات شبه العسكرية والمسلحين، بحسب مجموعة الأزمات الدولية، ويعتقد أنها تمتلك أسلحة استولت عليها من قواعد الجيش الفدرالي في تيغراي.

وأثبتت الجبهة حين أطلقت صواريخ باتجاه مطاري أمهرة ومطار أسمرة عاصمة إريتريا، أنها تمتلك ترسانة أسلحة بعيدة المدى والكفاءات الكافية لاستخدامها.

وحكمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي المتمركزة في الشمال إثيوبيا فعليا لعقود، وتعد أكبر قوة في ائتلاف متعدد الأعراق، إلى أن جاء آبي إلى السلطة قبل عامين.

وترددت خلال الصراع أنباء عن أعمال قتل على أساس عرقي.

ووثّقت منظمة العفو الدولية قتلا جماعيا بين مدنيين بدا كثيرون منهم من أمهرة على يد من تقول إنهم قوات من تيغراي يومي التاسع والعاشر من نوفمبر، وذكر لاجئون فروا إلى السودان أنهم كانوا مستهدفين لكونهم من تيغراي.

وإثيوبيا هي ثاني أكثر دول أفريقيا سكانا بواقع 115 مليون نسمة، وهي اتحاد مؤلف من 10 أقاليم تديرها جماعات عرقية منفصلة. وتواجه الحكومة المركزية في هذه الحرب أحد أكثر أقاليم البلاد تسليحا.