معهد رويترز: الثقة في المؤسسات الإخبارية تراجعت مع تفشي كورونا

خاصية "القصص" على إنستغرام حافز لاستخدام مواقع التواصل وتلقي الأخبار.
الأربعاء 2020/09/09
المؤسسات الإخبارية في سعي دائم لإرضاء الجمهور

كشف تقرير لمعهد رويترز اتجاهات جديدة للجمهور في الحصول على الأخبار ومقدار الثقة في المؤسسات الإعلامية الذي رغم تدنيه يبقى أفضل من الشبكات الاجتماعية التي حافظت على صدارتها كصلة وصل بين المستخدمين والمواقع الإخبارية.

واشنطن - تسببت جائحة كوفيد – 19 بتغييرات كبيرة في مجال الإعلام فأثرت بشكل كبير على نماذج الأعمال، والعمل الصحافي والعادات الإعلامية بشكل عام، كما كانت لها تداعيات على القراء وكيفية وصول الأخبار لهم، وتراجعت الثقة بالمؤسسات الإخبارية وزادت المخاوف بشأن المعلومات الخاطئة، وفق تقرير جديد لمعهد رويترز لدراسة الصحافة.

ويشكل التقرير السنوي حول الصحافة الرقمية مفاجأة إذ يخالف ما ذكرته عدة تقارير سابقة حول الثقة بالمؤسسات الإخبارية، حيث أكدت تلك التقارير أن وسائل الإعلام التقليدية استعادت مكانتها، وارتفعت نسبة متابعة المنصات الإعلامية إلى مستويات قياسية خلال انتشار جائحة كورونا متفوقة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح تقرير رويترز الذي تضمّن معلومات ودراسات حول الأخبار وطرق تلقي الجمهور لها والردّ عليها، بعد إجراء استطلاع للرأي شارك فيه 80 ألف متابع للأخبار في 40 منطقة حول العالم، أنّ المستويات الإجمالية للثقة في الأخبار تراجعت توازيا مع تفشي كورونا، فأعرب 38 في المئة من متابعي الأخبار عن ثقتهم بمعظم مزوّدي الأخبار، فيما بلغت الثقة في البحث عن الأخبار على الإنترنت 32 في المئة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي 22 في المئة، وهذا الأمر يجب أن يدفع الصحافيين والمؤسسات الإخبارية إلى الانتباه.

وتبقى مواقع التواصل الاجتماعي تحتل المركز الأول في الحصول على الأخبار، باعتبارها صلة الوصل إلى وسائل الإعلام وليست منتجة محتوى، فقد كشفت دراسة معهد رويترز أنّ 16 في المئة فقط من متابعي الأخبار يدخلون بشكل مباشر إلى المواقع الإخبارية للوصول إلى الأخبار، فيما يتابع معظمهم الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وطرق البحث على الإنترنت ونسبة هؤلاء 72 في المئة.

وتؤكد هذه الأرقام أنه يتعيّن على المؤسسات الإخبارية توزيع المحتوى على منصات اجتماعية مختلفة من أجل جذب أكبر عدد من القراء.

ورصدت الدراسة آراء المتابعين الحقيقيين للأخبار وليس عامّة الناس، فقد نبّهت من أنّ المستخدمين صحيح أنهم يعتمدون على منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى الأخبار، لكنهم يعدونها أبرز مصادر المعلومات المضللة ويتنبّهون منها أكثر من المؤسسات الإخبارية، أي من خلال ما يتداوله المستخدمون من منشورات لا تستند إلى وسائل إعلامية محددة.

وفي هذا السياق، أعرب 40 في المئة عن قلقهم بشأن المعلومات الخاطئة أو المضللة التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما أعرب 20 في المئة عن قلقهم من هذه الأخبار على المواقع والتطبيقات الإخبارية.

المؤسسات الإخبارية عليها توزيع المحتوى على منصات اجتماعية مختلفة من أجل جذب أكبر عدد من القراء
المؤسسات الإخبارية عليها توزيع المحتوى على منصات اجتماعية مختلفة من أجل جذب أكبر عدد من القراء

وأظهرت الدراسة متابعة المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار حول العالم، ليحتل فيسبوك المرتبة الأولى بنسبة (29 في المئة)، ويوتيوب (6 في المئة)، وتويتر (5 في المئة)، حيث تنتشر الأخبار الكاذبة والمضللة. كما أنّ هناك خوفا من كثرة تضليل الأخبار في الدول حيث يتمّ استخدام واتساب لتناقل الأخبار، مثل البرازيل وتشيلي والمكسيك وماليزيا وسنغافورة.

وأصبحت خاصية “القصص” على إنستغرام حافزا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي الوصول إلى الأخبار، فعلى سبيل المثال، أصبحت لإنستغرام شعبية للحصول على الأخبار في البرازيل بنسبة 30 في المئة، متجاوزا تويتر الذي سجّلت متابعته 17 في المئة وسجّلت تشيلي اعتمادا كبيرا على الأخبار عبر إنستغرام بنسبة 28 في المئة.

وذكرت الدراسة أنّ هناك صعوبة في الوصول إلى هذه الأخبار الكاذبة، لاسيما في شبكات مشفرة وخاصة.

ويأتي التقرير حول الصحافة الرقمية والأخبار في وقت يواجه فيه الصحافيون صعوبات وتحديات مع بروز جائحة كوفيد – 19 التي أثرت بشكل كبير على نماذج الأعمال.

وكشفت البيانات التي جرى جمعها في يناير 2020 أن عدد الأشخاص الذين يدفعون للحصول على الأخبار عبر الإنترنت يزيد، والنرويج في الصدارة، حيث دفع أربعة من كل 10 أي ما يعادل 42 في المئة من المشاركين في الدراسة لكي يحصلوا على الأخبار عبر الإنترنت في هذه الدولة.

وشهدت دول أخرى، في أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا، إضافة إلى الولايات المتحدة زيادة في هذه الاشتراكات، ولكن على الرغم من ذلك، لا يزال الكثير من الناس يرفضون الدفع.

ولم توضح الدراسة اتجاهات الجمهور في الدول العربية بشأن الدفع مقابل الأخبار، إلا أن غالبية وسائل الإعلام العربية لم تلجأ إلى هذا الخيار باستثناء جريدة النهار اللبنانية التي خاضت التجربة دون أن تفصح عن نتائجها.

ويقول متابعون للصحافة العربية إن الجمهور العربي لم يعتد الدفع مقابل الأخبار، ولا يبدو أنه مستعد لذلك لأن المحتوى المجاني متوفر عبر المنصات التقليدية والاجتماعية، إضافة إلى أن وسائل الإعلام العربية لم تتأقلم مع هذا النموذج الاقتصادي للصحافة عبر تطوير محتوى متخصص له.

18